مواضيع اليوم

مرض السلطة أو المرض القاتل‎ ‎‏ في الاتجاهين ‏

عبدالقادر جمعر

2011-03-15 16:04:58

0

 

‏ الحديث المتصل والمنقطع والمنفصل؛ لغة فقدت سبب الوجود، وأعلنت فسادها وفساد المشتغلين عليها ‏ومنها وبها، والعلة واضحة؛ الغياب المقصود والغياب المفروض، إنها الحكاية البيزنطية عينها.‏
‏ لاشيء أصبح مدركا بوعي أو بدونه، إنه النسيان المرضي للإنسان؛ إنه المبرر الذي أدرك انتفاء أسباب ‏وجوده؛ ومن ثم أبلغ عن رحيله، لكن ليس في صمت، فأمراض الهوس السلطوي دائما تعالج إما ‏بالمسكنات، التي هي في الأصل جثث القتلى، أو لعانات المقهورين.‏
‏ مرض السلطة أو المرض المأزوم بوهم زهرة جلجاميش؛ هو المرض المسيطر على السلوك والنية و- ‏مع كامل الأسف- حتى الهوية. الغرض والمقصود ليس سرد هذا الكشكول من الأمراض، أو توصيف ‏حدث موصوف أصلا، إنما الدافع هو طرح سؤال الفصل؛ لماذا العديد يتناول الأسبرين دون وصفة طبية؟ ‏أقصد الأسبرين السياسي. الجواب - بضرورة - يوجد إما في الوعي المريض أو في اللاوعي المعتل؛ ‏النتيجة المضحكة المبكية؛ أن الجميع يعلم بذلك، لكن ستار المسرح يبقى مشرعا؛ ليعاد الدور عينه، ‏بالجمهور نفسه، والتصفيق ذاته، إنها حالة تشبه مرثية ميت بلسان قاتله، إنها العبثية... إنه تصريح وفاة... ‏لكن قبل الوفاة.‏
‏ لكن يبقى الوجه البشع للسلطة - رغم عمليات التجميل (الإصلاحات؟!)- يصر ويلح ويشدد على أنه ‏الأوفر حظا للفوز بأكذوبة الجمال (الديمقراطية)، لكنه يفوز؛ لسبب فريد وبسيط هو أنه الوحيد المشارك. ‏فالتباري مسابقته، والمذياع صوته، والصمت لعبته. ويظل مرضه يوهمه أنه الأجمل. ‏
‏ حصيلة السلطة أو المرض القاتل هي تلك الإحباطات والمثبطات التي أعلنت سيادتها على العقول ‏المؤطرة بوهم سياسة الواقع وتحصيل حاصل، تلك العقول التي لا تبرح سجنها لتبحث عن بريق حرية؛ ‏لتبني وتشيد مملكتها من جديد.‏
‏ ‏




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات