حين صرح محمد مرسي اكثر من مرة انه لن يؤدي اليمين الدستورية امام المحكمة الدستورية العليا ، وحين اعلن محمد البلتاجي احد ابرز اعضاء جماعة الاخوان المسلمين ، ان مرسي لن يؤدي اليمين الدستورية امام المحكمة الدستورية العليا ، قلنا هنا في مدونتنا على ايلاف ان مرسي سيلقي بكل عهوده ووعوده الى سلة القمامة الاخوانية ، وسنراه وهو يقسم امام المحكمة الدستورية العليا ، وقلنا ان لم يفعل ذلك فلن يكون اخوانيا حقيقيا ، لأننا نعرف ان من اهم ما يميز الاخوان طيلة ال 80 سنة من عمر جماعتهم ،( انهم يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون ) فحتى لو رأيت ابليس نفسه يفي بالعهد فاعلم ان ابليس لم يعد اخوانيا وان المرشد سيقيله فورا لأنه اوفى بعهده وخالف اهم وابرز مبادئ جماعة الاخوان المسلمين وهو مبدأ المراوغة مستمرة وعدم الايفاء باي عهد او وعد .
ان من اهم شعارات الاخوان المسلمين هي ( قدم الوعود ولا تفي بها ) ومن اهم ما يميزهم عن غيرهم هو ( المراوغة المستمرة ) لذلك لن تتوقف الجماعة عن المراوغة ولو مكثت 80 الف سنة .
لذلك تحقق ما قلناه ورأينا محمد مرسي وقد رسى به الحال الى قاعة المحكمة الدستورية العليا وفعل كل ما طلب منه من اعضاء المحكمة التي كان يعاديها بالامس .
والطريف ان مرسي تسبب في تأخر اداء القسم بسبب عدم موافقته على نقل القسم مباشرةعلى الهواء ولم يكن يريد ان يراه احد وهو يؤدي القسم ، ولكن اعضاء المحكمة اصرو على نقل القسم حيا على الهواء فلم يجد مرسي امامه الا الاذعان .
المضحك ان مرسي ما ذهب لمكان الا وادى اليمين الدستورية فيه وكأن تلك اليمين اصبحت نشيدا احتفاليا ، لدرجة انني كنت كلما سمعت صوت جرس باب منزلي خشيت ان يكون مرسي اتى ليؤدي اليمين الدستورية عندي ، وليس عندي مساحة كافية لاستقبال الاخوان .
والغريب ان قناة الجزيرة اخذت تكرر القول بأن مرسي ادى اليمين الدستورية في ميدان التحرير ، وكأن قناة الجزيرة لا تدري بأن تلك اليمين لا قيمة لها قانونيا ولو كررها مرسي مليون مرة فلن يصبح رئيسا سوى بالحلف مرة واحدة فقط امام المحكمة الدستورية العليا ، لذلك اقول لقناة الجزيرة ان يمين مرسي في ميدان التحرير مجرد شعيرة ثورية فقط ، اما دستوريا فهي لغو لا يؤاخذ عليه مرسي ولا فرق بينه وبين ( حكاوي القهاوي ) .
والطريف ان مرسي بعد اعلان نجاحه ( المشكوك فيه ) في الفوز بمنصب الرئاسة القى اكثر من خطاب وكان كل خطاب يناقض ويتعارض بل ويتعارك مع الاخر ونسى ان يتحدث عن مشروع النهضة ذو ال 100 يوم ، وتحدث بدلا عنه عن الكفاح من اجل ( فك اسر ) الشيخ عمر عبد الرحمن ، وكأن عمر عبد الرحمن اسيرا وليس سجينا .
كما ان مظهر مرسي يذكرني باسماعيل هنية الذي استوى على عرش غزة الى الابد ، وخطابات مرسي تذكرني بخطابات حسن نصر الله ، والتصفيق والتهليل الذي يمارسه اتباعه يذكرني بجمهور معمر القذافي الذي كان يصفق ويهلل حتى ( للنحنحة ) العفوية الصادرة من القذافي وربما لو ( ضرط ) لهللو وصفقو له بحرارة ولتعالت صيحات الله اكبر .
واستمرارا لتوقعاتنا للمشهد المصري نقول ان مرسي سيدخل في معركة مجلس الشعب بعد ان يقدم بعض القرارات الثورية والهدايا الاحتفالية بنفس الطريقة السابقة اياها التي بدأ بها كل حكام العرب الذين تحولو الى طغاة .
اما مشروع النهضة الذي سيغير مصر في خلال 100 يوم فقط ، فانا اعطي مرسي 100 يوم اخرى ، ولو اراد 100 سنة فلا مانع ، لأن هذا المشروع مجرد سراب اخواني لا يمكن ان يتحقق على ارض الواقع ابدا .
انا سعيد لنجاح مرسي ليكتشف المنخدعين بالمشروع الاخواني حقيقة ذلك المشروع ، صحيح ان اغلب الشعب المصري قد اكتشف تلك الحقيقة ، لكن بعض المنخدعين كان لابد من نجاح مرسي ليكتشفو حقيقة الاخوان ، وبعد ذلك سيتم تصحيح المسار ، لذلك على الشعب المصري ان يتفائل ، فالمرحلة الان هي المرحلة الاخيرة من الثورة وهي مرحلة ( حرق البطاقات ، وافراغ المحتويات )
ابورفاد العليي
التعليقات (0)