نقلا عن موقع الحقيقة الدولية ...
هكذا كانت تصرفات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في كلمته أمام مجلس الأمن قبل سنوات ... القذافي كان يطلق تصريحات بعيدة عن هم المواطن الليبي قبل العربي وحديث يبدو اقرب الى الخيال بعيدا عن ارض الواقع حتى اصبح مثار تندر وسخرية.
اليوم وبعد الربيع العربي خرج علينا رئيس إحدى دول هذا الربيع وهي مصر برئيسها محمد مرسي المنتمي لجماعة إخوان مصر في كلمته أمام مجلس دول عدم الانحياز ليعيد لأذهاننا مشهد تمزيق الرئيس الليبي السابق معمر القذافي لميثاق الأمم المتحدة الذي اعتبره غير منصفا للدول العربية النامية، حيث رأي مراقبون هذا التصرف أقرب إلى مسدس الصوت الذي "يدوش ولا يؤذي ".. هنا لجأ الرئيس مرسي وإن كان بطريقة مختلفة إلى استخدام نفس أسلوب القذافي وذلك في مطالبته امام قمة دول عدم الانحياز التي كان لها مجد غابر بمطالبات خيالية في ظل الضعف والتشرذم العربي.
رسالة القذافي هي ذاتها رسالة مرسي وان اختلفت الألفاظ والمصطلحات أو حتى طريقة الإلقاء، فهل توسيع عدد الدول الدائمة في مجلس الأمن كما طالب مرسي هو الذي سينهي القضية الفلسطينية وهل هو الذي سينهي التدخلات الغربية في الشؤون العربية، ام كان له من الافضل أن يلتفت الى الشؤون المصرية الداخلية، ومعالجة الازمة الاقتصادية التي تمر بها الشقيقة الكبرى على سبيل المثال وليس الحصر.. فعضوية مجلس الامن ليس اولوية عربية للجسد العربي الذي ينزف من محيطه الى خليجه.
مرسي تناسى تماما المشكلات السياسية التي تواجه مصري وخصوصا تلك المتعلقة بالجانب الصهيوني لاهثا وراء تأمين مقعد لمصر كعضو في مجلس الأمن، ليرى في ذلك محللون ان مجلس الأمن منذ سنوات طويلة ظل متجاهلا لهذا المطلب وفي حال قرر إعطاء مقعد لدولة فلن يكون لمصر على وجه التحديد.
الرئيس محمد مرسي أراد ان يبدو كرئيس محنك يملك القوة والقدرة على المجابهة وعلى فرض رأيه، ولكنه نسي ان الطريق نحو امتلاك قوة الموقف والقرار ما زالت طويلة وتحتاج لترتيب البيت الداخلي قبل الالتفات للشأن الخارجي، وحكم الشعوب لا يأتي بدغدغة العواطف.
القارئ لخطاب مرسي يشعر انه مغيب عما يحيط بمصر والأمة العربية من مخاطر وقضايا، كما أنه لم يضع بحساباته أولويات المرحلة وكأنه يغرد خارج السرب، وكأن بنا نرى سيناريو مشابه لخطابات معمر القذافي التي لا تمت للواقع بصلة، وعلى ما يبدو ان رئيس مصر الجديد سيشبع العالم العربي كلاما معسولا يطرب الآذان ولا يثلج الصدور.
التعليقات (0)