مرحبا ايها الحزن - عنوان قصة لكاتبة فرنسية شهيرة , قرأت القصة منذ ثلاثة عقود وأكاد انسى تفاصيلها . تذكرت العنوان وانا الاحظ ما آل اليه امر مجتمعنا المصرى , بعد ان تعرض لهذه الهجمة الشرسة من التيار الدينى المتشدد , لقد انهزم المجتمع المصرى امام هذا التيار هزيمة غير مسبوقة فى تاريخه , لقد تخلى هذا المجتمع عن ابرز خصائصة وصفاته الحضارية التى هى جزء من وجدانه الجمعى , ونسيج حضارته وثقافته و مميزاته النفسية والسلوكية كان شعبنا يحزن بعمق عند ما يفقد عزيزا وكان يفرح بطرب عند المناسبات السارة , كان يواجه أعتى آلامه بالسخرية والنكته , ويستقبل مسراته بألوان الغناء والرقص والموسيقا الآن تسطحت مشاعره . ذالك لأن شيوخ الفتاوى وصبيانهم قد حرموا كل المشاعر النبيلة . ففى زيارتى الأخيرة لقريتى علمت أن ابنة كانت ترفع صوتها بالبكاء والصراخ عندما علمت بوفاة امها فتصدى لها أحد الشباب الملتحين وأرغمها على الصمت فأغمى عليها لاكثر من ساعة , كما ألغى هؤلاء الصبية ما كان يحدث فى الافراح من مظاهر البهجة من غنا ء او او موسيقا وقاموا بفصل الرجال عن النساء . والحال فى المدينة لا يختلف عن ذلك فقد حلت المساجد محل صالات الافراح , لقد غابت البسمة من على وجوه المصريين وغاب الحزن النبيل من وجدانهم . اننى اجد صعوبة فى فهم - كيف حدث ذلك . لقد ظل الشعب المصرى محتفظا بخصائصه الوجدانية لمئات السنين , ولم يستطع الفتح الاسلامى ان ينال منها ولكن يبدو أن الفتح النفطى كان الاقوى لأنه تحالف مع اصحاب المصالح من تجار الدين والسياسة
التعليقات (0)