مواضيع اليوم

مرحباً بفسحة (الترفيه والفراغ )الرمضانية

عبدالسلام كرزيكة

2009-08-20 15:51:59

0

 

كان السلف الصالح يتحضرون بقلوب تسموا شيئاً فشيئاً عن وضاعة الدنيا ، وعن سفاسف الأمور لإستقبال شهر رمضان ، فتلقى الواحد منهم يضع برنامجاً خاصا وخصيصاً لهذا الشهر ، برنامجاً يبدأ بالجوارح التي يجب إستغلال فرصة صفد الشياطين لتنقيتها وتصليح مساوئها ، فالعقول التي تنعم بالهدوء بعيدا عن وسوسة الشياطين فتتدبر في آيات المولى تبارك وتعالى ، وختم كتابه الحكيم ما أمكن من المرات ، وصولاً إلى الأجساد التي تبرأ من بعض أسقامها نتيجة الحمية الرمضانية المليئة بالحكمة والعناية الربانية .. وهذا كان هدف سلفنا من تعظيم شهررمضان ، فهم عرفوا جوهره الثمين ، وبركاته المكنونة والكثيرة ، فأبهجهم كل ذلك فأصبحوا يفرحون بمجيئه .

البهجة بقدوم رمضان وفي رمضان بهجة مشروعة ، لأنها بهجة بروحانية الشهر ، وبهجة بتكريس أيامه ولياليه لعبادة المولى تبارك وتعالى والتقرب منه لنيل واحدة من ثلاثة أو الثلاثة معاً : رحمة - مغفرة - عتقٌ من النار .. هي بهجة مشروعة تلك التي تجعلك تحصر إهتماماتك في عبادة الله على أحسن وجه ، وتقلص من أعمالك وإنشغالاتك الدنيوية وتتفرغ للطاعة .. وهكذا كان نهج أسلافنا في رمضان ... أما نحن الخلف فالوضع على كل الأشكال إلا شاكلة سلفنا الصالح.

ففي أيامنا أصبحت بهجتنا برمضان مربوطة بكل ماهو تافه وسخيف ، لأن أغلب البرامج التي نسطرها هي من وحي رغباتنا وأهوائنا ، فنحن حتى وإن صمنا عن بطوننا ، تبقى جماح نفوسنا غير مكبوحة ، وإلا فبماذا نفسر إهتمامنا بموائد أطعمتنا أكثر من إهتمامنا بموائد الرحمان المليئة بأصناف الذكر ؟ ... وبماذا نفسر طلباتنا المُلحة في تقليص ساعات العمل في رمضان لتمضية الوقت أوغالبيته ونحن نغط في النوم بعيداً عن الطاعة ؟ .. وبماذا نفسر تساؤلنا : كم مسلسلاً سنتفرج ، وكم نادٍ سنزور ، وكم من سوقٍ سنتبضع فيها ، بدل : كم مرة سنختم القرآن الكريم ، وكم من قريب سنصل رحمه ، وكم من مسكينٍ سنطعم؟

هو واقع المسلمين أن يُحولوا كل الأمور إلى فسحة فراغ ، رغم غنى الفسحة بالأشياء المهمة والنفيسة .. وهو واقعهم أن يُهدروا فرصاً كثيرة تتاح لهم (مع تكررها) للنهوض بأنفسهم وبأمتهم .. حتى أصبحوا اليوم : بئس الخلف لخير السلف .

تاج الديــن : 2009




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات