مرجعية الصرخي إمتداد لنهج علي.

مرجعية الصرخي إمتداد لنهج علي.

لا يحق لأحد أو جهة أو مذهب أو دين أن يسرق علياً ويحتكره، لأن علياً عليه السلام بذل وجوده من أجل الإنسانية، وكرس حياته من أجل إقامة العدل، وإحقاق الحق ونصرة المظلوم والوقوف بوجه الظالم، فعلي المواطن هو عينه على الخليفة والحاكم، بل إن السلطة تعني عنده "عليه السلام"إقامة الحقوق، ومقاومة الباطل وأهله , والخلافة والسلطة في منظور علي هي وسيلة وليست غاية , وهي تكليف , وليس تشريف وتسامي وتكبر وتعالي على الناس , واستعبادهم والاستخفاف بهم , واللعب بمقدراتهم، القيادة والسلطة تعني عنده نصرة المظلوم والاقتصاص من الظالم , وتحقيق العدل والمساواة , والدفاع عن الحريات والحرمات والمقدسات,

دخل عبد الله بن عباس يوماً على الإمام علي "عليه السلام"فوجده يخصف نعله فعجب ابن عباس من أن يخصف أمير المؤمنين نعله بنفسه، وهو يحكم مناطق شاسعة من العالم القديم، فقال لابن عباس: (ما قيمة هذه؟) - مشيراً إلى نعله - قال: لا قيمة لها.

فقال الإمام: (والله لهي أحب إليّ من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً)، وأما عن إنسانية على فحدث ولا حرج ولعل كتابه إلى عامله مالك الأشتر كاشفاً عن البعد الإنساني العميق الذي يتميز به علي عليه حيث شكل كتابه منظومة متكاملة عكست أنبل معاني الإنسانية والتعايش السلمي بين بني البشر الأمر الذي سحر العظماء والفلاسفة والمفكرين والمصلحين بمختلف دياناتهم وتوجهاتهم وأيديولوجياتهم فأطلقوا العنان لكلماتهم للتعبير عن عظمة علي وإنسانيته وإعتداله ورحمته

ولعل من أنبل وأسمى مصاديق الإقتداء بعلي ونهجه الوسطي الإنساني هو ما نراه جلياً في سلوك ومواقف سليله المهندس المرجع الصرخي الحسني الذي كان ولا يزال يتحسس هموم الناس ويعيش معاناتها ويبذل كل وجوده وطاقاته من أجل إنقاذ الإنسانية وحمايتها من شر الفتن وكيد الأعداء، فكانت المنظومة الفكرية والروحية والأخلاقية التي أسسها وجسدها علي حاضرة في فكر وسلوك الصرخي فترجمها إلى واقع حي ملموس، وما تصديه للفكر التيمي الداعشي الذي ابتليت به البشرية إلا ومضة من ومضات هذا المرجع الوسطي الإنساني والتي هي امتداد لسيرة جده شهيد الإنسانية.

بقلم

احمد الدراجي