أحسب أن كثيرين قد شاهدوا الفيلم الفكاهي مرجان أحمد مرجان بطولة الفنان عادل إمام وضحكوا حتى دمعت أعينهم، في المشاهدة الأولى مر الفيلم كأي فيلم خفيف دم من أفلام الزعيم، وبعد سنوات شاهدته ثانية في الطائرة فتلمست فيه إسقاطات سياسية أعمق بكثير من المرة الأولى بعد مقارنتها بأوضاعنا المحلية، وفي الأسبوع الماضي شاهدت الفيلم للمرة الثالثة وقلت بس وجدتها وجدتها.
مرجان اللي بالفيلم اشترى خلق الله بفلوسه ولم يقوَ أتخنها شنب على الصمود أمام الشاي بالياسمين أكثر من دقيقة وبعضهم أقل من ثانية، مرجان اللي بالفيلم حوّل ألاعيبه المالية ومخالفاته إلى حسنات بعد أن رص رزم الآلاف أمام رئيس لجنة التدقيق الحكومية في حساباته وجعله يخرج من مكتبه يهتف بأعلى صوته هذه أعظم وأنظف الشركات وياريت الشركات تحذو حذوها.
مدير الجامعة في الفيلم، وليس الحاكم بأمره عندنا، داس ببطن القوانين بعد تلقيه شيكات الدعم المالي لخدمة أهدافه الجامعية النبيلة طبعاً وليس لتحسين أوضاع المدير، والثمن بسيط جداً هو قبول طلب مرجان للدراسة في الجامعة.
مرجان اللي بالفيلم دخل على عالم الشعر والشعراء واشترى رائعة الشعر الحداثي بدءاً من حلزونة والحلزون اتقابلو بخرم الأوزون وانتهاء بـحنهق وأنو نو لكن في النهاية بحب السنو نو، واستطاع بنفوذه السياسي الفوز بجائرة المجلس الأعلى للشعر والأدب، وبساعة ذهبية نطط عضو مجمع اللغة العربية وأستاذ الشعر العربي من خندق المعارض لشعره الهابط، إلى مهرج رفع الحلزونة وصاحبها فوق رأسه.
مرجان اللي بالفيلم لف أطول لحية في أسرة نور الحق الجامعية تحت باطه وأبطل مفاعيل فتاوى الحلال والحرام بثمن سيارة جديدة لرئيسها، كما دخل بفلوسه البرلمان وعلى طريقته اشترى مخرج البث التلفزيوني ليظهره على الشاشة طوال ساعات بث الجلسات. وفي ومضة صغيرة تبعث على التفاؤل وقفت الأستاذة الجامعية الأنتيم بوجه مرجان عندما حاول أنتمتها لتمثل الفضيلة في آخر أيامها أنا آخر واحدة ممكن تشتريها بأموالك، فرد عليها مرجان: لقد اشتريت بالفعل كل الناس ولم يبق غيرك.
هذا الفيلم لو غيرنا فيه بعض الوجوه والأسماء لاكتشفنا وجود عشرات المرجانات يعيشون بيننا بعضهم يعمل في العلن، وآخرون دمى يحركها مرجان حقيقي في الخفاء.
الفقرة الأخيرة : لا تعادل فرحتي بعودة الدكتور أحمد البغدادي لأرض الوطن سالماً معافىً سوى فرحتي بنيل سمو رئيس الحكومة الثقة النيابية قبل موعد جلسة طرح الثقة بأيام وليالٍ، خصوصاً تلك اللحظة التاريخية التي تقافز فيها بعض النواب معلنين تسليم الراية البيضاء خوفاً من حل المجلس، فيا أهلاً أبا أنور لقد نوّرت الكويت بقدومك لتملأ من جديد مقعدك الشاغر في بستان الكلمة الحرة، كما أدعو الله أن يأخذ بيد زميلنا الكاتب عادل القصار ويشفيه من مرضه شفاء ليس بعده سقماً أبداً
التعليقات (0)