الحمد لله ، أيها الفرعون المخلوع ، أنك ما زلت حيا لترى الفرحة التي سرقتها من شعبك وتاريخه وحاضره .. لكنك لن تستطيع بعد اليوم أن تسرقها من مستقبله ..
انظر حولك .. وليس لك أن تنظر ـ وأنت في جحرك ـ إلا عبر الشاشات التي كانت تسبّح بحمدك طيلة سنوات كابوسك الأسود الرهيب ..
انظر حولك ، كيف طار الشعب فرحا بسقوطك ..
انظر إلى الوجوه كيف عادت إليها حياتها التي وأدْتـَها ..
انظر إلى البـِشر الذي ملأ شوارع قاهرتك ، بعد أن قهرتك كما قهرتْ غيرَكَ ، وستبقى قاهرة لكل متخاذل خائن مثلك ..
انظر أيها الفرعون الغريق ، إلى الشباب الذين ما عرفوا غيرك جلادا لهم منذ أن ولدوا ..
انظر إليهم كيف أذلوك بصدورهم العارية ، وبسواري الأعلام المصرية المرفوعة الشامخة ..
انظر إلى الشباب الذين خوزقوك أنت ونظامك ، في ثمانية عشر يوما ، بعد أن أذللتهم ثلاثين عاما ..
فقط .. بثمانية عشر يوما ، جعلوا منك مداسا لأحذيتهم الطاهرة في ميدان التحرير ، وفي سائر ساحات مصر وشوارعها ..
انظر أيها الفرعون ، كيف تخلى عنك كل من ربيتهم من كلابك .. وكل من تذللت لهم من أسيادك ..
انظر واعتبر أيها الفرعون ، كيف ثار ضدك بنو جلدتك ومؤازروك ومحازبوك وأعوانك وحرسك ورجال أمنك ..
انظر واعتبر أيها الفرعون الساقط ، كيف عاد الهلال والصليب شقيقين أزليين ، رغم كل محاولاتك القذرة للإيقاع بين أبناء شعبك ..
انظر واعتبر أيها العميل الذليل ، كيف اندحرتَ إلى مزبلتكَ في شرم الشيخ ، تجترّ أمجادا زائفة ، " وأفردْتَ إفرادَ البعير الأجرب " ..
انظر إلى مصيرك الدنيوي الخسيس القذر ، أيها الفرعون الساقط ، فكيف سيكون مصيرك في آخرتك ؟؟!!
انظر أيها الفرعون ، كيف خرج ثمانون مليونا من الشعب المصري ، يحتفلون بسقوطك ، ويتفلون عليك دما تخثر في أفواههم طيلة سنوات جَوْرك وظلمك وإرهابك ..
أيها الفرعون الساقط ، حقا إنه يوم تاريخي ، يجدر بك أن تراه وتتملاه جيدا جدا ، وأنت في مربعك " المشروم " مثل أذنيك أيها المسخ الكافوري ..
انظر أيها الفرعون السفاح ، إلى نواطير مصر من شبابها وفتيانها ، كيف صحَوْا وهاجموا ثعالبها وذئابها وكلابها ، التي نهشت أجسادهم وأعراضهم وأرزاقهم أمام عينيك ، وبأمر منك ومن بلطجيتك وأزلامك ومن أسيادك الصهاينة ..
أيها الفرعون الساقط ..
لـُذ بأحبائك الصهاينة ، لعلهم يجدون لك ملاذا يليق بك في مزبلة من مزابل غزة ، أو أن يسكنوك في أحد المعابر التي دمرْتها كي لا يصل لغزة كسرة خبز مصرية ..
عش ذليلا مهينا أيها الرئيس السابق المخلوع ، فلن نرحم عزيز قوم ذل ، لأنك لم تكن يوما عزيز قومك ..
أيها الجلاد الذليل الذي ما عرف سوى إذلال شعبه ، وقهره ، وحرمانه ، وتجويعه .. مت كمدا وقهرا وذلا ، كما مات كثير من شعبك في ظل حكمك الظلامي الظالم ..
لقد سقطت أيها الفرعون ، وسقط معك ولاؤك لكامب ديفيد ومعاهدة الذل والاستسلام ..
لقد داس شعبك فوقها ، كما داسوا على حظرك التجول في شوارع عاصمة عبد الناصر ، التي ما نامت على ضيمك ، حتى قهرتك ، ونفتك إلى عاصمتك السوداء كتاريخك وأمجادك الخلبية ..
انعم جيدا بقبرك الجديد .. واهنأ بجيرتك المفضلة ..
فلكل ظالم باغ نهاية .. وهذا هو مصيرك أيها الفرعون ..
نجأر إلى الله تعالى ، باسم كل الشهداء الذين سقطوا في الشوارع والزنازين ، أن تكون نهايتك أبشع من نهاية كل فراعين مصر السابقين .. وأن يأخذك بجرائرك وسوء أعمالك ، أخذ عزيز مقتدر ..
آمين يا رب العالمين ..
التعليقات (0)