مرثية ذاتٍ ضيعت الأمل

أغرقتُ بقايا أملي
وخطوتُ مجتازاً اليأسَ
شاحباً يُقلبني الهمُ
شاحباً
لا أملك من ذاتي إلا بوح محبرتي.
يتلكأ الحزن حين يبصرني
يمازحني
يستهزأ منتشياً
يدس إصبعه في خاصرتي
يدهشني ولا يدهشني
يبعثرني بين كفيه
ويُلقي ببقاياي في لجة الموت.

يسرقني الدمع وأسرقهُ
يلثم آهاتي
يُطيب خاطر المكسور من أجنحتي.
أنا بعض رملٍ حركته القسوةُ
وأسكرته لغة الألوان.
أنا نصف أحجية
تنفست الموتَ
ونصف أمنيتٍ
ضيعت الوقت
مزجتٌ من الأنا المكسورةِ ترنيمة الماضي
وأحرقت كل مضارع يتسلل لهذا المهجورِ.

بذاتي أشيع ذاتي
وأرقص رقصة النشوانِ
بذاتي أُحرق ذاتي
أصلي فوق جثماني.
أرقدُ ..
أزخرف قبري كيفما أشاءُ.

هي حريتي الأولى
ملكتها حين ضيعني الدربُ
سأفتح عيني رغم الظلمة
وحدي سأفتحها.
وأحلمُ
لن يزعجني الضوء.
وأتمتم
أزم على شفتي
كم أسرفت في اليأس.
لأُغرق الأنفاس في الرمل
لأكن أقسى من الأمل المهاجر
وأرثي ببعض بقاياي
أشلائي
بأبهى الصور.