رأيناك جثة ممدة على أريكة الثورة. عرفناك من آثار التعذيب الذي مزق جسدك الصغير. أنت حر يا حمزة. أنت بطل الأبطال و رمز الثوار. بكيناك جميعا، بكينا صورة جسدك الأزرق و هو يستصرخ الضمير العالمي. نعم كنت جسدا بلا حراك. لكن روحك ستظل دائما مرفرفة في سماء سوريا، و طيفك سيقض مضاجع جلاديك الجبناء أبدا...
كم أنت محظوظ يا فتى!!!. كم أنت كبير يا شهيد الثورة و رمزها و أنت في عمر الزهور!!!.كم تحملت من الويلات في أقبية التعذيب هناك في سجون سوريا الممانعة!!؟؟. كيف استطعت أن تنتصر على جلاديك؟. كيف استطعت أن تدفعهم إلى الكشف عن كل هذه الوحشية التي لم ترحم جسدك الصغير؟.اهمس بسرك في آذان الغاضبين في درعا و بانياس و تلكلخ و حمص... حدثهم عن شموخك و كبريائك، حتى يصرخوا جميعا بسرك هذا في وجه الظلم و الهمجية... لابد أنك كنت تتحدى هؤلاء الساديين الذين تلذذوا بتمزيق جسدك. لابد أنك كنت شامخا في وجه معذبيك. لابد أنك كنت نور الثورة و نارها و أنت في سلاسل سجانيك.
لكل ثورة قرابينها. و أنت قربان الثورة السورية. لست مجرد رقم في قافلة الشهداء. أنت عريس الشهداء. هل تدرك حجم التأثير الذي تركته في النفوس؟. هل تعرف حجم الإصرار الذي زرعته في عيون أبناء بلدك؟. لقد منح موتك انتفاضة سوريا ولادة جديدة. و أحسب أنها ستكون مشتعلة متوهجة أكثر من أي وقت مضى. أحسب أنك يا حمزة تلك القشة التي ستقصم ظهور الطغاة في بلدك. هل تعرف لماذا قتلوك؟. لأنك ثائر بالفطرة... لأنك مشروع فجر جديد. و بقتلك يحاولون اغتيال المستقبل، لأن الطفولة تعني المستقبل. فأي آت ينتظر هؤلاء الطغاة؟. حتما في سوريا حمزة و حمزة و حمزة... فكم سيعذبون ؟؟ كم سيقتلون؟؟. كم سيقتلون؟؟ كم سيقتلون؟؟.
هذا العبث البعثي زائل لا محالة. هذه السادية و الوحشية ستظل وصمة عار في جبين كل المتورطين و كل المتواطئين و كل الصامتين.... صبرا يا آل الخطيب. حمزة لم يمت. حمزة حي بينكم. اسمه أيقونة ترددها حناجر الثوار في كل ربوع سوريا. روحه بلسم الثورة و براءتها. ومهما استقوى الطغيان ستظل إرادة الحياة أقوى من الموت. و سيظل السوريون و معهم كل المقهورين في كل مكان يرددون مع الشاعر " معين بسيسو" بصوت واحد: نعم لن نموت، نعم سوف نحيا و لو أكل القيد من عظمنــا
و لو مزقتنا سياط الطغـــاة و لو أشعلوا النار في جسمنـا.
التعليقات (0)