مرتبات

 القائمون على الشأن المصري من السياسيين والاقتصاديين لم يتغيروا بعد ثورة ينايرويتقاضون مرتبات من فئة الخمسة أصفار شهريا وتتهددهم الثورة بخفض مرتباتهم إلى خمسة وثلاثين ضعفا للحد الأدنى للأجور فهل يعقل أن ينضموا إلى صف الثوار؟ ...من الطبيعي أن ينضموا إلى النظام الذي أعطاهم هذه الميزة!! الجندي الذي يأمره قائده ويضمن له راتبه هل يعصيه إذا أمره بقتل أخيه المصري؟...وإذا امتثل للأمر هل يرفض القائد مساعدته؟ وهل يتقاعس قائده عن تغطيته وحمايته إذا أدانته الثورة أو الفورة؟....الذي ذهب إلى سجن طره (مؤقتا) هل نتصور أنه يبخل بجزء من ملياراته ليسقط الحكومة أو يفشل الثورة التي أطاحت به؟....هذا الجنيه أو الدولار صاحب الكلمة الأولى والأخيرة له سطوة لا تقاوم!!! الذي دخل إلى البهو الحكومي وذاق طعم المال هل يتخلى عن مكاسبه في سبيل الفضيلة والشرف والوطنية وخاصة بعد أن صرف وأنفق الملايين ليحصل على مقعد وثير في (البرطمان)؟...كيف يسترد أمواله التي صرفها وكيف يقاوم الألاف المؤلفة التي صار يتقاضاها تحت اسم القانون والمرتب الكبير؟...هل يبقى الضمير مستيقظا إذا شرب خمر المال والبدلات والمكافآت الخيالية والمزايا العينية؟. أشك كثيرا في ذلك!!! وما نراه في تمسك الحكام بكراسيهم دليل على أن المال يحكم وسوف يحكم ويبقى يحكم طالما أن الكرسي تحته كنز لا ينفد إلى بالخلع أو الموت أو الحرق مثلما حدث مع قادتنا العظماء