نعم .. بالطبع سأذهب لأقول نعم لمسودة الدستور القادم ( 2013 ) و أنا مطمئن وواثق من صحة ما أعتقد تماماً .. سـأذهب لآقول نعم و أنا مغمض العينين والآنف و الأذن و الحنكرة .. كما فعلت من قبل مع دستور نص الليل 2012 ( مرسي و شركاه ).. مغمض العينين لأنني لم أطلع علي مسودة الدستور سواء القديمة أو التي تم تعديلها ..فأنا أؤمن بالتخصص و لا أفتي فيما لا أعلم ( فمن قال لا أعلم فقد أقتي ) .. و لذا حرصت علي إستفتاء رجال قانون أثق بهم (إدى العيش لخبازه و لو هياكل نصه ) .. و إستأنست بالرأى الأكثر قبولاً .. ألا و هو أن معظم مواد الدستور لا غبار عليها و كان معمول بها في دساتير سابقه .. و لا يُنكر أن هناك مواد معيوبه مشبوهه و لكنها لا تمثل تهتكاً قانونياً يستوجب الرفض القاطع .. بل هي عيوب يمكن إصلاحها تشريعياً .. و ما لا يدرك كله لا يترك كله .. خاصةً و أن هذا الدستور يعد من الدساتير المرنة المطاطة التي تقبل الإصلاح و التعديل بلا تعقيد .. فلا يشترط مثلاً وجود نسبة تصويتية محددة لإقرار أى تعديل فيما بعد كما في بعض الدساتير الجامدة .. و لأنني علي يقين بأن ملهاة دستور جهنم و مواده المشبوهه ليس المقصود بها من سيقول لا .. فهؤلاء نسبه غير مؤثرة دوماً و لا معني لوجودها إلا لإستكمال الديكور السياسي .. و لكنها موجهه لمن يجب أن يقول نعم من أبناء الشعب المصرى يميناً أو يساراً .. فلا يخفي علي أحد أن معظم الجماعات الإسلامية ترفض مثل هذه الدساتير البشرية شكلاً و موضوعاً .. لما يغلب عليه من قوانين وضعية تخالف الشريعة الإسلامية .. و حتي يتم إستثمار الصدام الحتمي بين هذه التيارات و إخوان مرسي في هذه المرحلة .. تم توجيه أرانب النظام من أقطاب اليمين و اليسار لإفتعال حرب سياسية معلنة .. تجُبر أبناء التيار الإسلامي للإلتفاف حول رجال النور و مؤازاراتهم ضد دعاة اللمز و الغمز و التشكيك من صبيان الإخوان .. وإقتناص الفرصة الذهبية لإبتلاع الواقع السياسي .. و فرض السطوة و النفوذ علي الجزء المبهر من البلاتوه السياسيى ..فضلاً عن إستعراض قوتهم الحاشدة الناجزة .. و حرمان قوى التهتك و الإنحلال من أهل اليسار من دور البطولة الأول في الشارع السياسي .. وتمرير هذا الدستور أياً كانت عوراته .. أملاً في تدارك ما به من عوار شرعي في مراحل قادمة .. و أعتقد أن تصاعد الأحداث خلال هذه الأيام القليلة حتمي و ضرورى للضغط علي كافة مناصرى خارطة تصحيح الطريق .. و خاصةً أعضاء حزب الكنبة التي أشرف بكوني واحد منهم للإلتفاف حول قادة و منفذى خارطة التصحيح .. و تقديم البرهان القاطع للعالم أجمع أن ما حدث في مصر يوم 30 -6 كان حتمية و اقعية لا مفر منها للتخلص من مغامرة سياسية غبية كادت تنتهي بكارثة إنسانية .. و كذلك الضغط علي كافة قوى اليسار لتجنيد أبواقها الإعلامية للترويج و التوجيه بنعم حتي لا ينفرد حزب النور بأكاليل الغار و الإنتصار .. مما سيكون له عظيم الأثر في دفع الجميع للهرولة نحو صناديق الأقتراع لإنهاء هذا الصراع بين القوى السياسية بنسبة تصويتية إيجابية قد تتجاوز ال70 في المائة ... سأذهب لأنني أعلم أن النظام سيعمل علي تعديل كافة النصوص المختلف عليها .. حتي لا يصطدم بالمجتمع الدولي عندما يتم تفعيل هذا الدستور تشريعياً .. و يكتشف أن بعض مواده تخالف عهوداً و مواثيق دولية أخذتها الدولة علي نفسها فيما مضى .. فيصبح سجيناً لقمقم صنعه بيديه .. و سأسد أنفي لأتفادى رائحة الصرف الصحي و أكوام القمامة المحيطة بغالبية المدارس التي ستقام بها لجان التصويت .. و سأغلق أذناي حتي لا أسمع نحيب و عويل النخبة الهلامية التي لا تمل من ترويج أنصاف الحقائق و إدعاء البطولات .. كما سأغلق أذناى حتي لا أسمع الشعارات الثورية البراقة الزائفه من اليمين و اليسار .. فقد قطعت عهداً علي نفسي بألا أتبني فكراً ثورياُ و لو نبعت المياه من بين يدى أصحابه .. فهو فكر مشبوه و ثأرى .. لا يأتي بخير و لا يدعو إليه .. أما الحنكرة فلم أفكر مطلقاً في دعوة أى شخص أو توجيهه للموافقة علي هذا الدستور .. فأنا أؤمن أن كلٌ منا له حرية الإختيار بشرط أن يتحمل تبعيات إختياره .. سأذهب لأقول نعم .. لله ثم لصالح هذا الوطن الحبيب .. حتي ننقذ ما يمكن إنقاذه من بين الأيادى الخبيثة التي تتربص للفتك بالوطن و مواطنيه .. و حتي ننقذ أنفسنا من هذا الفكر الثورى اللئيم قبل أن يتحور إلي فكر ثأرى إنتقامي يغتال الأحلام و الأماني .. سأذهب لأقول نعم .. لله ثم لصالح هذا الوطن الحبيب .. حتي نتخلص من تجار الدين و محتكرى كلام الرب العظيم .. و حتي نتخلص من جميع رايات الفتنة و الضلال .. نهاية القول ألف باء سياسة .. ما لا يدرك كله .. لا يترك كله .. سأذهب لأقول نعم .. و لذا حرصت علي كتابة هذه السطور لأقول نعم نعامين 3 نعمات للدستور ...فقد لا أتمكن من دخول لجنتي الإنتخابية نظراً للزحام الشديد المتعمد مثلما حدث معي العام الماضي .. و حسبي الله و نعم الوكيل
http://eleeas6.blogspot.com/2013/12/3.html
التعليقات (0)