مرةً أخرى..
كأنّ الكونَ مجبورٌ على التكرارِ،
و الرحلةَ فوقَ الأرضِ إغفاءةُ أعمى
فهو لا يبصرُ في الكونِ سوى الظلمةِ تجري مثلَ نهرٍخالدٍ
فلمن يبزغُ بدرٌ
و لمن تشرقُ شمسُ
هكذا قسراً تحطُّ الرجلُ فوقَ الخطوةِ البكماءِ و الخطوةُ تمضي
مثلما شاءتْ لها الأقدارُ قسراً
هكذا لا يدركُ الأعمى اتجاهاً..
فالذي يهديه في الرحلةِ لمسٌ مبهمُ المعنى و تخمينٌ و حدسُ
يا إلهي هل أضاءَ الدينُ ركناً معتماً فينا..
و هل جاءَ لكي نخرجَ كالفجرِ من الظلمةِ للنورِ ..
أم الإسلامُ قيدٌ يرسفُ الإنسانُ في أغلالهِ عبداً
إلى السلطانِ فالسلطانُ ظلُّ الله في الأرضِ
له الحكمُ بلا أيِّ اعتراضٍ..
و كأنَّ الله و السلطانَ نفسُ
يا إلهي أهو الإسلامُ هذا السيفُ في قبضةِ جزار
يحزُّ العنقَ في جسمِ بريءٍ يتلوى ألماً
ثم يذوي جثةً هامدةً تهبطُ في الأرضِ
إذا ما ارتفعتْ في قبضةِ الجلادِ رأسُ
يا إلهي هل هو الإسلامُ هذا المنهجُ الفظُ
الذي لا يعرفُ الرحمةَ، غفرانَك ربي ...
فلقدَ أوشكَ أن يخرجَني من ملّةِ الإسلامِ إحباطٌ و يأسُ
مرةً أخرى
ظلامٌ دامسٌ يلتمُّ فوقَ القلبِ و العينِ
فلا العينُ ترى..
أو يبصرُ القلبُ سوى الظلمةِ ترتجُ اسوداداً ..
يمنعُ الرؤيةَ و الرؤيا ففي العينِ أسىً
شاحذُ النابِ كخنزيرٍ و في القلبِ من اللعنةِ رجسُ
قدرُ الأعمى بأن يغدو أسيراً للعصى..
فالعصى تفرضُ للأعمى طريقاً و اتجاهاً..
و العصى تعدلُهُ إن زاغَ يوماً..
فالعصى أمرٌ و إيحاءٌ و همسُ
هكذا..
لا يُقادُ العُمْيُّ إلا بالعصى
فالعصى الحبلُ الذي يربطُ مَنْ..
يتقرَّاها بكفٍ لا ترى ..
معرفةَ الأشياءِ بالعينِ و بالعقلِ
فيغنيه عن الرؤيةِ و التفكيرِ لمسُ
مرةً أخرى و هذا الشارعُ الصامتُ
لا شئَ سوى العارِ يلبيه فيحتدُّ الكلامْ
شارعٌ يخطفهُ القاتلُ باسم الله و القاتلُ لا يعبد إلا..
شهوةَ القتلِ و شيطانَ الظلامْ
كل من في الشارعِ الصامتِ يهذي بكلامْ
رغمَ ما فيه من التقديرِ للآخرِ إلا انه ينبسهُ دونَ اهتمامْ
كل ما تسمعهُ الأذنُ سلامٌ..
لعمومِ الناسِ و الملقي السلامْ..
يحملُ الرشاشَ في الكفِّ و يغتالُ الفراشاتِ و اسرابَ اليمامْ
أيها الشارعُ هل تُدركُ يوماً..
أن من يقتلُ باسمِ الدينِ لا تربطهُ بالدينِ من قربى ...
فلا قربى لدينِ الله بالعُهرِ و ابناءِ الحرامْ
فإذا في الشرقِ و الغربِ قتلنا الشيخَ و المرأةَ
و اغتلنا الصغارَ الآمنين..
في محطاتِ القطاراتِ و في الأسواقِ ظلماً دونَ مانعْ..
أولسنا نزرعُ الحقدَ علينا ..
حينما نزرعُ في وجهِ بريءْ...
عرفجَ المأساةِ أو شوكَ الفواجعْ
هكذا تعبرُ في أطفالِ غزةْ...
شفرةُ السكينِ قطعاً دونَ رادعْ
كيف نرجو العونَ من قلبٍ شريفْ..
نحنُ ألّبناهُ ضدَّ الحقِ و الدينِ الحنيفْ
و كأن القتلَ ما جاءَ به الإسلامُ من بُدِّ الشرائعْ
أنت يابنَ الشارعِ السلطانُ
في الشارعِ والقصرُ عدوٌ للرصيفْ..
هكذا الأرضُ كما كانت و لا زالت تدورْ
فلماذا في بلادي الشارعُ الأبلهُ عبدٌ للقصورْ
و هو في كلِّ بلادِ الأرضِ للسلطةِ ضدٌ لا حليفْ
فعلى السُلطةِ أن تأخذَ من شارعها أقصى الحذرْ
هكذا السُلطةُ تخشى..
ثورةَ الشارعِ لو كانَ شريفْ
أفلا يوجدُ من مصرَ إلى المغربِ و البحرينِ حتى ...
شارعٌ نصفُ نظيفْ
مرةً أخرى إذن مجزرةٌ أخرى
و لم يكتظَّ بالموجِ من المغربِ حتى مصرَ فالأردنِ و البحرينِ شارعْ..
يُعلنُ الرفضَ لما يحدثُ فوقَ الأرضِ من قتلٍ و ذبحٍ للصغارْ
و كأنَ القتلَ في غزةَ أعراسٌ ..
إذا مارسهُ القاتلُ تقبيلاً بأفواهِ المدافعْ
و كأنّ الحكمَ بالقتلِ على طفلٍ صغيرْ..
ليس يحتاجُ سوى بعضِ كلامٍ ..
و سوى بعضِ ذرائعْ..
ليسودَ الشارعَ الصمتُ و يغفو ..
فوقَ انغامِ انفجاراتِ الصواريخِ انفجاراً فانفجار
فعلامَ الشارعُ الأبكمُ لا يغلي لأطفالِ فلسطينَ..
و لا يحتدُّ للقتلى عويلاً و مدامعْ
بينما يحتدُّ في نصرِ زعيمٍ كلهُ خزيٌ و عارْ
و علامَ الشارعُ المشلولُ يجري
مثلَ نهرٍ فائضٍ طمياً و حقداً و دمارْ
حينما يُشنقُ سفاكٌ زنيمْ
أفهل يُعقلُ أن الشارعَ الاحمقَ ملكٌ للزعيمْ
مرةً أخرى
و لا رجلَ على دربِ الكفاحْ
مرةً أخرى و كم تُرتكبُ الأغلاطُ باسمِ اللهِ في مسجدِ مملوكٍ..
و باسمِ الشعبِ في ملهى الكفاحْ
منذُ أن أنزلَ ربُّ الجُندِ عبدُ الناصرِ الثوري..
على "القوّادِ" في الجيشِ و في الشرطةِ "قرآنَ" السلاحْ
فإذا مرَّ انقلابٌ نهبَ الثروةَ و المالَ من الشعبِ لكي..
يسرقَ الثروةَ و المالَ انقلابٌ آخرٌ..
ببيانٍ كله زورٌ و كذبٌ و نُباحْ
فإذا الثورةُ سَلْبٌ و إذا الثوريُّ رجعيٌ ..
فلا يرحلُ من يأتي إلى الكرسي إلا..
طاعناً في العمر أو طعناً بأسنانِ الرماحْ
ربما تختلفُ الأسماءُ لكن ما الجديدْ..
هل أتى منذُ انقضاءِ الوحي سلطانٌ بشورى
أم حرامٌ مبدأُ الشورى..
فما الجدوى من الشرعِ إذا
كان حلالاً كلُّ ما حرَّمهُ..
و حراماً كلُّ ما فيه مباحْ
مرةً أخرى
ومنذُ اُغتصِبَ الكرسيُّ و السلطةُ باسم اللهِ
والدولةُ لا تحكمُ بالإسلامِ لكنْ..
اكثرُّ الحكّامِ فُسقاً أعظمُ الحكّامِ تطبيقاً لهُ مقتسمينَ السلطاتْ..
فالعباداتُ صياما و قياما هي لله و للسلطانِ أموالُ العبادْ
فهو يجبي المالَ للخزنةِ باسم الله أو يقتلُ باسم الله أو يغزو البلاد
و يراها قسمةً ضيزى، فلولا السيفُ ما قامَ و ما صامَ سوى بعضِ الهباء
و لكمَ شجعَ هذا الوضعُ مخموراً
على غزو بلادٍ و على سفكِ دماءْ
فالذي يحتاجهُ الحاكمُ أن حيَّ على الغزوِ و قوموا للجهادْ
هكذا تاريخُنا يشرقُ بابن العاصِ و الحجاجِ
و ابنُ العاصِ لا يعبدُ إلا المالَ..
و الحجاجُ لا يعبدُ إلا المالَ و الدنيا..
فهذا الزهوُ بالتاريخِ زهوٌ بالسوادْ
أيها الشارعُ يا مَنْ يصلُ الحاكمُ للحكمِ به..
في بلادِ التركِ و الروم وفي الصينِ و في أفريقياء
حيثُ لا ينتفضُ الشارعُ إلا ..
حينما يغتاظُ من حاكمهِ ..
فعلى الحاكمِ أن يخنعَ للشارعِ حتى يُنتخبْ
و هنا ينتفضُ الشارعُ من أجلِ الزعيمْ..
أو على الدقةِ من غيرِ سببْ
فهو لم يأتِ به..
كي به يفخرَ او يخشى عليه..
فلماذا حينما يسرقُهُ الحاكمُ أو حتى إذا قررَ أن يشنقهُ..
يخرجُ الشارعُ تأييداً لهُ..
فهو يستقبلُ منه الموتَ رقصاً و طربْ
و كأنّ الحكمَ بالموتِ قضاءْ..
و كأنّ الحاكمَ الآثمَ ربْ
مرةً أخرى أرى الشارعَ يغلي..
ضدَّ أمريكا على النفطِ الذي تنهبُ من أرضِ العراقْ
و كأنَّ النفطَ للشارعِ مُلكٌ
و ضياعُ النفطِ يعني العيشَ في جوعٍ و فقرٍ و مرضْ
و كأنّ النفطَ و الثروةَ بالعدلِ على الشارعِ تُقْسَمْ..
فهو خوفاً أن يمسَّ الضُّرُ ابناً و بنات..
هاجَ خوفاً و انتفضْ
فمتى يبصرُ هذا الشارعُ الأعمى الحقيقة..
و يرى في بلدِ النفطِ من الفاقة فقرا مدقعا
بدلاً من ذلكَ الجاهِ المرجّى و الثراءِ المفترضْ
فلماذا شارعُ النفطِ عن التبديدِ في الثروةِ صامتْ..
و علامَ الشارعُ الآخرُ في مصرَ و في المغربِ راضٍ ..
أنه ليسَ له في النفطِ حقٌ و نصيبٌ ..
و بأن النفطَ شأنٌ داخليٌّ
فلماذا في العراق الشارعُ احتجَّ و أرغى و اعترضْ
يالهُ من شارعٍ أبلهَ ينسى..
حقَهُ المشروعَ في النفطِ تماماً..
فإذا ما جاءَ لصٌ آخرٌ يسرقُ من سارقهِ
احتدَّ دفاعاً عن يدٍ تسرقُه منذ الأبد..
دونَ أن يُبدي اعتراضاً أو سأم
أو قليلاً من مضضْ
فمتى الشارعُ يحتدُّ دفاعاً عن خصوصياته ..
فهو لا يملكُ في النفطِ فتيلاً..
و جميعُ النفطِ للحاكمِ ملكٌ..
بل هي الأرضُ و ليسَ الغازُ و النفطُ فقطْ
فمتى يا أيها الشارعُ تصحو..
و ترى الأرواحَ أغلى في فلسطينَ من النفطِ فتغلي..
كلما سربُ يماماتٍ سقطْ
...
كلما تسقطُ عشرونَ فتاةٍ دونَ ثأرٍ
كلما قلتُ غداً يفلتُ ما الحاكمُ بالخوفِ ربطْ
و يمرُّ اليومُ تلوَ اليومِ و القصةُ تترى..
ينهاوى سربُ بطٍّ و حمامٍ ..
تلوَ اسرابِ يماماتٍ و بطْ
و أرى الشارعَ في المحتلِّ يستنكرُ ما يُسرقُ من نفطِ العراقْ
فيموجُ الشارعُ الأخرقُ ناراً و ضراماً و لغَطْ
و هو لكنْ لا يرى..
في الذي يسقطُ في غزةَ ظلماً أو غلطْ
يالهُ من شارعٍ أحمقَ لمْ القَ بهذا الكونِ أشباهاً له..
فهو في العارِ نمطْ
أنا أدري الآنَ مَنْ حركهُ ضدَّ أميركا في العراقْ
فهو إن يُتركْ كما العادةِ من غيرِ حِراكْ
يلتزمْ بالصمتِ فالصمتُ وسطْ
مرة أخرى
انفجارٌ آخرٌ في مسجدٍ
يسقطُ عشرونَ مُسنّاً و ثلاثون غلامْ
و كأن القتلَ في المسجدِ ركنٌ..
منذُ أن خرَّ اغتيالاً..
قمرُ الإسلامِ في المحرابِ
فالإسلامُ يحيا ليلةً ظلماءَ حتى..
أصبحَ الإسلامُ صِنواً للظلامْ
فلماذا يخرجُ الشارعُ تأييداً لهذا العنفِ..
و القتلى يمتُّون الى الشارعِ ديناً و نسبْ
و هو لا يخرجُ في مقتلِ أبناءِ فلسطينَ و لا يبدي إهتمامْ
و الردى لم يتوقفْ ساعةً واحدةً في كل عامْ
و كأني باليهود..
من يسوسُ الشارعَ الأبكمَ في أرضِ العربْ
مرة أخرى
تجوبُ الحيَّ من أعلى السماواتِ الصورايخُ وفي ظرفِ ثواني ...
لاترى الحيَّ فقد أضحى رُكاماً...
من جدارٍ و سريرٍ و أواني
او ترى مَنْ يسكنُ الحيَّ..
فلم يبقَ سوى اللحمِ على اللحمِ ركامْ
دون قاماتٍ و أشلاءٌ من الأعضاءِ في كلِّ مكانِ
و روؤسٌ دونَ أجسادٍ و اجسادٌ بلا أيِّ معاني
كلُّ هذا الجرمِ من تصويبِ صاروخٍ..
و ما في قُدرةِ الصاروخِ ان يخدعَ من صوبه..
فهو يبكي حينَ ينهالُ بموتٍ في الضحايا الأبرياءْ
ذلكَ الواقعُ في غزةَ لكنْ في العراق..
يضحكُ الصاروخُ فالصاروخُ من لحمٍ و دمْ
و هو إذ يحصدُ في الأطفالِ و النسوةِ موتاً..
لا ترى فيه سوى البسمةِ جذلى..
و كأن الله لا يوجدُ إطلاقاً
و هل يرضى بهذا القتلِ باسمه..
أيُّ ربٍ محترمْ
مرةً اخرى كأن الكونَ
معتادٌ على التكرارِ في غزةَ حتى..
لم يَعُدْ فاجعةً موتُ فتاةٍ بل نبأ
هكذا يطلقُ صيادٌ من النيرانِ زخاتٍ لتجثو..
طفلةٌ فوق الحصى مقطوعةَ الساقينِ
جسماً غارقاً في دمهِ القاني يعاني من عذابٍ و ظمأ
هي لا تأبهُ للجرحِ الذي حلَّ بها..
بل تخلّي السُربِ عنها..
للجراحاتِ نكأ
فهي لا تقدرُ أن تمشي إلى البيتِ..
فَلِمْ باقي اليماماتِ بعيداً طرنَّ عنها..
أمِنَ العدلِ بأن يتركنها..
أمِّنَ العدلِ بأن تبقى إذا السربُ مضى ..
حينما مزقهنَّ الموتُ لكنْ هو عنها..
قد توارى و اختبأْ
كل شئٍ دونَ معنىً فاليهودي...
أطلقَ النيرانَ لكن بالخطأ!!
بينما الشارعُ في الشارعِ نائمْ..
حينما ايقظهُ الحادثُ فاهتزَّ قليلاً..
و ارتخى ثم تمطّى و انطفأْ
هكذا الشارعُ دوماً..
كلما استيقظّ من نومه في النومِ ابتدأْ
مرةً أخرى أجرُّ القلبَ عصفوراً..
لكي أحبسَهُ في قفصِ الأضلاعِ..
آهِ لو يأسرُ هذا القلبَ حبسُ
مرةً أخرى حزيناً..
أطرقُ البابَ على الشارعِ مملوءً أسى..
فأنا بالرغمِ من همي و إحباطيَّ لا أفقدُ إيماني
و لا يأخذني للكفرِ بالشارعِ يأسُ
التعليقات (0)