مرة أخرى مسألة الوصاية العربية على فلسطين
مقالتنا هذه ردا على المعلق الفلسطيني اياد العناتي على مقالنا السابق الذي نقلنا من خلاله نص خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امام الجمعية العامة للامم المتحدة . اكرر على مسامعك اولا نص تعليقك تقول ..... :
انت يا ارنون وامثالك من ستعودون الى كندا واستراليا أو القطب الجنوبي هذا ان نجوت. ان استضعاف الفلسطينيين والضغط عليهم لم يأت من الشعوب العربية الحرة. بل جاء من الحكومات العربية المتواطئة معكم ومع الغرب حفاظا على الكراسي. ان الشعوب العربية تقاسمت لقمة العيش مع الفلسطينيين ودفعت شهداء في سبيل استرجاع فلسطين المغتصبة ولكن كان ذاك زمان ضعف وقلة حيل. وانا كفلسطيني أؤكد لك عروبة فلسطين وأهميتها بالنسبة للعرب والمسلمين كافة وليست للفلسطينيين. ابقى على ظلالك انت ونتنياهو الذي سيكون مصيره باذن الله مثل شارون. اذا لم تصدقني فانظر الى شعارات الثورات العربية كلها مثل قولهم في تونس. اليوم تونس وغدا فلسطين وفي مصر الشعب يطالب بالغاء معاهدة السلام معكم وفي سوريا مجرد غرشة بسيطة عن الحدود تدفق الشباب من كل صوب وحد ليقاتلوكم بصدور عارية. الا تلاحظون كم انتم مكروهون؟ الا تتعظون؟ الم تر ذلك الجمع الثائر من شباب ليبيا الذي ثار على النظام البائس الم تخيفك تلك الشجاعة؟ اضرب من رايتهم في ليبيا بمئة يعطيك حاصل الضرب عدد من سيتطوعون لسحقكم حين تأتي اللحظة المناسبة . انتهى .
استاذي العزيز اياد انت دائما متحامل علينا ومزايد علينا . نحن ايضا عشنا معكم وتقاسمنا لقمة العيش قبل ان تداهمنا الجيوش العربية والمنظمات الجهادية عام 48 . عندما انقل مقالات تتحدث صراحة عن حقيقة العرب ليس هذا حق يراد به باطل . انما لنقول لكم انتم الفلسطينيين انكم مستضعفين ومستغلين عربيا . الورقة الفلسطينية استخدمها العرب لعقود وبنوا عليها امجادا ، والشماعة الفلسطينية دائما جاهزة ليستر العرب عوراتهم ، والمشجب الاسرائيلي دائما في خدمة العرب تعلق عليه على الدوام مشاكلهم واخفاقاتهم . لا يعني هذا ان الشعوب العربية لا تتعاطف معكم لكن الشعوب العربية طال نومها ولم يكن امامنا الا التعامل مع الانظمة التي حالت بيننا وبين شعوبها هانئة بحكايات المؤامرات والشماعات التي تطيل عمرها . لم يكن بامكاننا مخاطبتكم مباشرة كما هو اليوم الامر الذي اطال قدرة الانظمة على الاستمرار في تخديركم .
صديقي اياد لا شأن لنا بعروبة فلسطين من عدمها فذاك شأن فلسطيني خالص . ولك ان تعتبر فلسطين شأنا عربيا اسلاميا لك ذلك فهذا امر يخصك . لكن لاحظ اننا نرمي الى امر اخر . السعودية مثلا تحتضن اهم المقدسات الاسلامية هل يعني هذا انك تتدخل في الشأن السعودي؟ لا طبعا . هل شاورك آل سعود في مسألة درع الخليج او الحوثيين او غيره؟ بالتأكيد لا . اليست مصر دولة عربية؟ اجل . هل لحضرتك دور في المسائل المصرية الداخلية؟ هل بامكانك ان تمارس عليهم وصاية؟ طبعا لا . هل مسموح لك ان تتدخل في الشأن القبطي؟ الجواب طبعا لا . علما ان ما يحصل للاقباط في مصر يستدعي تدخلا عربيا فوريا لكن هذا لن يحصل لان مصر وشعب مصر لا يسمحون لك او لغيرك ان تمارس أي دور وصائي . هل تتدخل حضرتك بين السنة والشيعة في لبنان؟ الاجابة طبعا لا . كذلك الامر بالنسبة لبقية الدول العربية . وحدهم الفلسطينيون يدوسهم العرب ليل نهار ويتدخلون بشكل سافر بكل صغيرة وكبيرة . وحدهم الفلسطينيون يخضعون لوصاية عربية اسلامية كاملة . تحت طائلة القدس والاقصى والمقدسات الاسلامية والارض العربية وقلب العروبة والوطن العربي وغيرها من الذرائع والمسميات . طيب هذا الامر ينسحب على السعودية مهد المقدسات الاسلامية وينسحب على بقية الدول العربية . والقضية الفلسطينية كما تعلم ليست الاولى ولا الاخيرة في بلدان المشرق وشمال افريقيا والجزيرة العربية او ما يسمى مجازا ب العالم العربي .
نعم عزيزي انتم ضعفاء ومستضعفون يلهو بكم العرب كالريشة في مهب الريح . نعم أهدرت فرص جمة بسبب الدور العربي الابوي الذي يمارس عليكم . هل نتفاوض معكم ام مع العرب ؟ هل نتفاوض مع حماس ام مع الاخوان وايران ؟ انظر الى هذا العضعاض او السعوي السني ، هذا طبعا ذكرا لا حصرا ، يشغل نفسه والقارئ بالقضية الفلسطينية تحت ذرائع شتى اليست هذه الملهاة العضعاضية تعود بفائدة جمة على نظام آل سعود من ناحية صرف الانتباه عن شؤون داخلية لا تقل الحاحا عن مسألة (تحرير فلسطين) ؟!
اذا كان الشعب العربي فعلا يتوق شغفا ويذوب شوقا لتحرير فلسطين والاقصى والى عتق الفلسطينيين من ربقة اسرائيل ، فلماذا تداس كرامة الفلسطيني ويتم استعباده في كافة الاقطار العربية ؟! بينما تصان كرامته في بقية أقطار العالم ؟! الا في الحالات التي ينقاد الفلسطيني وراء الكائنات السلفية والجهادية من طينة صديقنا العضعاض ؟!
وسؤال أخير اريد له جوابا صريحا : هل كنت تحلم يوما ان تحصل على سيادة او استقلال حتى في بيتك تحت الاحتلال الاردني ؟؟ ونذكر القارئ ان الضفة الغربية خضعت للاحتلال الهاشمي عام 48 وأطلق عليها الهاشميون لاول مرة اسم الضفة الغربية وألحقت نهائيا ورسميا بالمملكة الهاشمية ووافقت القيادات الفلسطينية قاطبة على هذا الضم معلنة ذلك من خلال مؤتمرات عقدت تحت رعاية هاشمية ، حيث ظل هذا الوضع قائما حتى عام 67 .
وحتى تعي اننا نتساوق مع نخبكم ونتقاطع مع رغبتكم حينما نضيق ذرعا بالوصاية العربية ، اقرأ مثلا هذا المقتطف للكاتب الفلسطيني الدكتور ابراهيم أبراش من مقالته ( عودة الوصاية العربية على الفلسطينيين) يقول.... :
من المعروف أن الضفة الغربية تم ضمها للأردن بعد حرب 48 وأهلها حملوا الجنسية الأردنية ولم يحدث فك الارتباط بين الضفة الغربية والأردن إلا عام وكان 1988، وكان إداريا، وما زالت غالبية سكان الضفة بالإضافة إلى فلسطينيي الأردن يحملون الجنسية الأردنية، أما قطاع غزة فقد خضع للحكم العسكري المصري منذ 1948 حتى عام 1967، وبالرغم من ذلك استنهض الفلسطينيون الحالة الوطنية وتمردوا على الوصاية وعلى تغييب الشخصية والهوية الوطنية وانطلقوا بثورتهم الوطنية مع حركة (فتح) ومنظمة التحرير التي شكلت تحالفاً لقوى العمل الوطني من كل المشارب والانتماءات وهم تحت الوصاية العربية، ومنذ ذلك التاريخ فرض الشعب الفلسطيني بنضاله المسلح والسياسي والدبلوماسي معادلة جديدة في المنطقة مفادها أن الشعب الفلسطيني لم يعد جموع لاجئين ولا مواطنين من درجة ثانية في البلدان التي يتواجدون بها بل شعب له حقوق سياسية ومن حقه تقرير مصيره السياسي وقد تجاوب المنتظم الدولي مع هذه الحقيقة من خلال صدور عشرات القرارات الدولية تعترف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وحقه بتقرير المصير وبالدولة وتم فتح أكثر من مئة سفارة لفلسطين في العالم بالإضافة إلى صيرورة فلسطين عضواً رسمياً وأساسياً في جامعة الدول العربية ومنظمات إقليمية ودولية وعضواً مراقباً في الأمم المتحدة.
إذا كان الشعب الفلسطيني وقبل خمس وأربعين سنة وعندما كان تحت الوصاية تمرد على هذه الوصاية وعلى تغييب هويته الوطنية، فكيف هو الحال اليوم بعد أن قدم الشعب عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وتعرض للعديد من المجازر وخاضوا انتفاضتين شعبيتين؟. أي نظام عربي يعتقد أنه قادر اليوم أن يعيد الشعب الفلسطيني لوصايته هو نظام لا يعرف الشعب الفلسطيني، وإن فكر أي نظام عربي بالمشاركة بهذه المؤامرة نتيجة ضغوط أو إغراءات أمريكية وأوروبية فإنه سيحكم على نفسه بالانهيار، فأن تمد هذه الأنظمة نفوذها أو سيادتها على الشعب الفلسطيني أرضاً وشعباً وهي التي تعاني أصلاً من أزمة شرعية داخلية وعلاقاتها متوترة مع شعوبها فهذا هو الانتحار السياسي، أيضا فلا الشعب المصري أو الأردني سيقبل بان يشارك بهذه المؤامرة ولا أهل غزة والضفة سيقبلون بذلك هذا ناهيك عن الرفض الشعبي العربي لهذا المخطط.
تحياتي ..
التعليقات (0)