مواضيع اليوم

مرة أخرى عن يهودية إسرائيل والحركات الإسلامية

ممدوح الشيخ

2009-10-08 12:11:16

0

مرة أخرى عن يهودية إسرائيل والحركات الإسلامية
هل يفتح باب الاعتراف بالحركات الدينية.. ودورها السياسي؟

ممدوح الشيخ

 

تصريح جديد قبل أيام للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز عن تمسكه بضرورة اعتراف العرب بإسرائيل كدولة يهودية يعيد النقاش حول القضية للواجهة. وتأتي هذه المطالبة الرسمية الإسرائيلية في مناخ من التوتر الشديد بين عديد من الدول العربية على خلفية خلاف تاريخي بين الطرفين حول دور الدين في السياسة.
ومنذ فازت جبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية عام 1991 (حصلت على 188 مقعداً من أصل 228 في المرحلة الأولى، بينما لم يحصل الحزب الحاكم إلا على 16 مقعداً فقط) واحتمال وصول الإسلاميين للسلطة في العالم العربي يبدو احتمالا واقعيا. لن ما شهدته السنوات التالية من صدامات بين الأجنحة المسلحة لعدد من الحركات الإسلامية والسلطة في بلادها أدى لإدخال تعديلات تشريعية في عدد من الدول العربية يمنع ممارسة السياسة على أساس ديني.
وكان المتغير الذي لم يتوقف المحللون أمامه طويلا رغم أهميته كتحول نوعي قبول الإسلاميين – متشددين ومعتدلين – في العملية السياسية التي شهدها العراق بعد زوال النظام البعثي كانت التجربة الأولى عربيا لقبول قوى سياسية كحزب الدعوة برئاسة إبراهيم الجعفري (تولى رئاسة الوزراء) والمجلس الإسلامي الأعلى الذي كان يتزعمه مرجع ديني (آية الله باقر حكيم). وتزامن هذا – تقريبا – مع وصول حزب إسلامي معتدل للحكم في تركيا (حزب العدالة والتنمية) على نحو جعل كثيرا من المحللين يعبرون الإسلاميين البديل المرجح في حال حدوث تحول ديموقراطي في عدد كم الدول العربية.
ويشكل البعد الجماهيري للحركات الإسلامية عنصر قوة يجعل طموح بعض هذه الحركات لإعادة بناء "الدولة العربية" على أساس ديني مرشحا للتحقق. وعندما تصعد القوى الدينية في إسرائيل بالشكل الذي شهدته السنوات القليلة الماضية فإن التساؤل عن مشروعية تأسيس حركات سياسية على أساس ديني يصبح أكثر وجاهة، ويصبح السؤال: لماذا يكون حلالا لهم وحراما علينا؟
وعند الاحتكام لآلية الأغلبية في بعض الدول العربية فإن الحركات الإسلامية ستكون "الحصان الأسود" ما يمكنها – ليس فقط من الحصول على أغلبية تخولها الحكم – بل ما يمكنها من تغيير دساتير بعض الدول. والمفارقة أن بعض من قاوموا لعقود المنطق الغربي الراغب في جعل إسرائيل "استثناءً" سيكونون بعد قليل أكثر الناس حماسة في الدفاع عن أنها "استثناء" وسيتحول مفهوم التطبيع من قبول إسرائيل والتعامل معها إلى تطبيع نموذجها الذي يلتقي مع كثير من الحركات الإسلامية في المبدأ الأول: "الدين والسياسة لا ينفصلان". فإذا كان إنشاء إسرائيل مرفوضا "شرعيا" فإن طريقة إدارتها ليست بالضرورة كذلك!
والحركات الإسلامية المنخرطة بالعمل السياسي ستجد أن حائط الصد الذي كان يمتد ليشمل المنطقة كلها قد فتحت فيه ثغرة أخرى بعد العراق، وسيكون من الصعب الدفاع عن موقف الدول التي تنص دساتيرها وقوانينها على حظر ممارسة السياسة على أساس ديني، بل سيبدو أن العالم العربي قد أصبح يمثل استثناء من قاعدة يتسع نطاق الإقرار بها هي أن السياسة والدين متصلان على نحو ما!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !