سبق لى أن كتبت على هذه المدونة تحت عنوان / انفصال الأوطان ولا قهر الإنسان / لا أذكر تاريخ ذلك , وقد عاد هذا المعنى يلح على فكرى إلحاحا لا أستطيع مقاومته بسبب هذه الأحداث الدموية التى تجرى فى الوطن العربى خاصة سوريا , وكذلك ما يحدث فى مصر من حالات قتل يومى مرشحة للتصاعد والاحتدام , وهنا لا بد من تشخيص الأمر تشخيصا واضحا لا لبس فيه , ذلك أن ما يحدث هو فى الأساس ناتج عن الطائفية الدينية أو العرقية . وهناك دول كثيرة توجد فيها طوائف متعددة ولكنها استطاعت أن تكون أنغاما متجانسة فى سيمفونية المواطنة ولكن الأمر عندنا اختلف عن ذلك , وبالمناسبة فإن هذه الطائفية ليست وليدة الساعة ولكنها كانت موجودة عبر عشرات السنين فلما أزيل عنها الغطاء الضاغط او أصابه الاهتزاز انفجرت وألقت بحممها على ساحة الأوطان , وأقصد بالغطاء الضاغط الحكام المتسلطين أمثال صدام ومبار ك والأسد . وهنا يجب أن أبين لب المشكلة بين التياريين الرئيسين المتصارعين : التيار الاول هو التيار الإسلامى متمثلا فى كل جماعاته وفصائله بمساحة الاتفاق بينها وبهامش من الاختلافات القليلة فى تفسير بعض النصوص كالخلاف بين الإخوان والسلفيين مثلا إلا ان كل هؤلاء متفقون على الآتى -1- أن الولاء الاول هو للامة لا للوطن وكما قال أحد قادتهم فى مصر إنه يفضل المسلم الماليزى على المسيحى المصرى -2- أن الحرية يجب أن تكون فى إطار الشريعة وبهذا لا حرية للفن الذى تظهر فيه امرأة فى جلسة حب مع رجل فى أحد الأفلام وهى غير محجبة والأهم من ذلك أن من يغير دينه إلى الإسلام يُحتفى به ومن يخرج من الإسلام يقام عليه الحد قتلا -3- التدخل فى حرية أزياء النساء وفرض الحجاب على الجميع وغير ذلك كثير . وهذا التيار الدينى لا يقبل باى تنازل عن منهجه لأنه لا تنازل عما فرضه الله حسب تفسيرهم : يبقى التيار الثانى وهو يتكون من أصحاب الديانات الأخرى مثل المسيحيين , ومن طائفة من العلمانيين تشمل أهل الفن الفكر والثقافة , ومن شريحة كبرى من المواطنين العاديين الذين يؤدون شعائر الدين ولكنهم يرفضون أن يفرض عليهم أحد رؤيته أو تفسيره وبعضهم مستعد لأن يموت إذا منعه أحد من تناول كوب من البيرة . على انه يجب الإشارة إلى ان التيار الثانى يقبل بوجود التيار الأول والعكس غير صحيح , وانا كعلمانى ومثلى ملايين المسلمين غير المأدلجين نقبل بممارسة التيار الدينى لطقوسه حتى التى ليست من الدين فى شئ مثل مكبرات صوت المساجد , نقبل بأزيائهم ونقاب نسائهم وباعتكافهم فى المساجد , ولكنهم لا يقبلون مجرد آرائنا ويتهموننا بالخروج على الملة وأحيانا يهدرون دماءنا . من هنا تبدو مأساوية الأمر وفداحة الخطب حينما تستحيل الحياة الهادئة المطمئنة بين من يعيشون على أرض واحدة , ونحن لسنا فى زمن التنازل عن أخص خصائص الإنسان وهو الحرية , لسنا على استعداد لقبول من يفتش فى ضمائرنا ويتتبع أزياء نسائنا ويلاحق أبناءنا إذا جلس أحدهم مع خطيبته فى حديقة اومكان عام أو يلغى الموسيقا والغناء الذى يثرى وجداننا , نعم لسنا مستعدين لقبول ذلك , والآخرون ليسوا مستعدين لقبولنا إلا فى هذا الإطار . إذن ما هو الحل ؟ ما هو الحل الذى يجعلنا نتمتع بنعمة الوجود كما نريد ويجعل الآخرين يتمتعون بتطبيق شرع الله كما يفهمونه بحيث لا يكون وجودنا قذى فى عيونهم أو ثقلا على قلوبهم أو انتقاصا من تدينهم لأنهم لم يغيروا منكراتنا بأيدهم أو السنتهم ؟ هنا أذهب إلى عنوان الموضوع : انفصال الأوطان ولا قهر الإنسان . وماله الانفصال ؟ ! ؟ ما الذى يضير إذا انقسمت مصر إلى دولتين أو ثلاث وكذلك سوريا والعراق وليبيا إذا كان ذلك سيحقق الحرية والرضا لجميع الأطراف ؟ لماذا هذه الفوبيا من تقسيم الأوطان ؟ أليس ذلك خيرا من العيش فى ظلال الأحقاد والكراهية التى كثيرا ما تراق بسببها الدماء وتخرب الديار . أليس من الأكرم أن نعيش جيرانا كل فى شأنه ويدير حياته كما يريد ونتنافس فى صنع الحياة الأفضل خيرا من نعيش اسرة واحدة فى بيت واحد ولكن متناحرين متقاتلين يضرب بعضنا رقاب بعض ونقضى الحياة ممتلئة قلوبنا بالكراهية والتربص ببعضنا ؟. بالطبع هذا الطرح خارج عن لغة الخطاب السياسى العام ولكنه لجوء إلى أخف الضررين , لجوء إلى الدواء الأقل مرارة لأنه لا شىء أشد مرارة وأقسى على نفس الإنسان من أن يعيش فى وطن يقهر عقله ويستلب إرادته ويتسلط على روحه ويفرض رؤى بعض بنيه على أخص خصائص البعض الآخر بزعم إرضاء الله مع أن الله لو أراد لجعل الناس أمة واحدة . ومن لا يوافق على هذا الرأى فليذكرلى حلا آخر ولكننى أكرر نعم أكرر عبارتى / انفصال الأوطان ولا قهر الإنسان !
التعليقات (1)
1 - هى فوضى -\" الإماراتيون للببلاوي : الدعم لن يستمر طويلا ويجب التفكير في حلول مبتكرة\"
إسراء - 2013-11-01 15:06:09
نشرت جريدة الشعب فى 27 أكتوبر 2013 \"الإماراتيون للببلاوي ( رئيس وزراء مصر) : الدعم لن يستمر طويلا ويجب التفكير في حلول مبتكرة\" قال الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس وزراء الإمارات، إن \"الدعم العربي لمصر لن يستمر طويلا، وعلى مصر أن تفكر في حلول مبتكرة وغير تقليدية\". و بالرغم من كل هذا ما زالت الحكومات التعيسة منذ ثورة 25 يناير 2011 و حتى الأن تسير على خطى نظام مبارك فى العبث و السفة و البذخ و الهبل فى بعثرة المال العام . فى حديثه مع برنامج \"بلدنا بالمصرى \" للأعلامية ريم ماجد على قناة ONtv فى 4 ديسمبر 2011 قال المهندس حسب الله الكفراوى ( وزير الأسكان الأسبق) الثورة المصرية بأنها آية من آيات الله الكبرى لأن الفساد استمر لأكثر من 20 عاما، بل وفجر، ولم يستطع أحد أن يتصدى له، عنصر الأمن كان وما زال هو العنصر الأهم في هذه الفترة، الحد الأدنى و الحد الأقصى للأجور قرار يؤخذ فى ساعة و يطبق باليوم التالى مش بقالنا 10 أشهر ، معروف المعدلات العالمية و لن نخترع ، الحد الأدنى يجب أن يكفى مستوى معيشة كريم للأدميين لا يلتقطون طعامهم من الزبالة، و الحد الأقصى ليس عملية نهب .. يكفى حياة مطمئنة مريحة ، أنما التفاوت الرهيب هناك من يأخذ مليون .. أثنان مليون جنيه بالشهر و من ناحية أخرى من يأخذ 300 جنيه بالشهر .. ياللهول، و كنت أتمنى أن يأخذ القرار و يقول سيطبق غدا بدءا من وزارة الدفاع. حتى الأن تتم ادارة مصر على انها تكية تماما مثل ما كان يفعل مبارك و تعيين 35 وزيرا بدل من الأكتفاء ب 14 وزيرا مثل المانيا، و يدور الحديث عن السماح باستمرار مجلس الشورى الذى أجمع الكل على الغائه لعدم فائدته ، و مازال هناك 22 ألف مستشار يعملون بالحكومة فوق الستين عاما يتقاضوا 18 مليار جنيه سنويا و تم التجديد لهم!!! و لم يتم تحديد الحد الأقصى للأجور ( يجب أقرار حد أدنى و حد أقصى للأجور بنسبة 1 : 10 ) ، و لم يخفض عدد سفارات مصر بالخارج إلى النصف و هى 170 سفارة (أمريكا لديها 90 سفارة فقط ) بل صدر قرار بفتح سفارة جديدة فى سلطنة بروناى. و لم يتم منع إستيراد السلع الترفيهية من أطعمة القطط والكلاب والخس الكورى واللبان والبونبون والخمور والسجائر ولحوم الخنازير، ورق العنب ولحم الطاووس وأسماك الكافيار الأحمر والجمبرى الجامبو والاستاكوزا، و التى تكلف مصر 4 مليار دولار سنويا !!!! فى بلد يعيش 40 بالمائة تحت خط الفقر و غارقة بالديـــون. فى أغلب الدول المتقدمة بالأتحاد الأوروبى و أمريكا لا تتلقى الصحافة و محطات التلفزة دعما ماليا من الحكومة و أنما تقوم بتمويل نفسها ذاتيا عن طريق الأعلانات و المستثمرين و من يفشل يتم أغلاقه، و هذا ماينبغى تماما عمله فى مصر، فيجب أعادة هيكلة التليفزيون المصرى و الصحف القومية و تقليل عدد العاملين بها و مراجعة المرتبات الكبيرة على أن تدار بأسلوب أقتصادى و تتوقف الدولة عن تقديم الدعم المالى لها فأن لم تنجح فلتغلق أبوابها ..... مزيـــد من التفاصيل و قراءة المقالات بالرابط التالى www.ouregypt.us ناس هايصة و ناس لايصة، فى مهب الريح، مشروع مارشال لتعمير أوروبا، كارت أصفر.