لا عمر بن الخطاب و لا حتى الرسل عليهم رضوان الله يمكن أن يكونوا حجة على دين الله ف"تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يعملون " سورة البقرة الآية134 و 141
إن كلام الله و آياته البينات تتفرد دون كلام العالمين بأنها نور و هداية
و بصائر يبصر من خلالها بمعنى إذ اتخذت "آيات الله" منظارا ينظر من خلالها لمشكلات الحياة على اختلاف أنواعها أضاءت الطريق الصواب و الأحسن و الأفضل ... لحل تلك المشكلة ، اقتصادية كانت أو سياسية أو اجتماعية أو غيرها ... فأنا مثلا عندما توضع أمامي أطباقا من الأكلات على اختلاف أصنافها أتذكر قوله تعالى " و كلوا واشربوا و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " فأعتدل في الأكل و الشرب و لا آخذ إلا حاجتي ... أما غيري فيتبع نفسه و شهواته .. فتكون عاقبته التخمة و مرض المعدة و كلغرامات زائدة ... ووو ؟ فأنجو أنا من التهلكة و يغرق العلماني الذي لا يؤمن بمعايير القرآن في التهلكة و الأمراض ...؟؟؟ لذلك فالعلمانية تساوي طريقا مسدودا ..؟؟ و بسببها " كثر الفساد في الأرض و البحر و السماء ... بما كسبت أيدي الناس و عقولهم ...؟؟؟
أي نعم أخي » القارئ « .. جميع البشر ليسوا حجة على دين الله بما فيهم الأنبياء عليهم السلام .. لأنهم بشر يخطئون و يصيبون و لكنهم قدوة في تطبيق "الوحي "و إنزاله إلى دنياهم و دنيا أتباعهم من المؤمنين ... لكنهم معصومون من الخطأ في إبلاغ الوحي كما نزل عليهم دون زيادة أو نقصان .. ؟؟ و لو كانوا حجة على دين الله لما عتبوا من قبل ربهم في عديد المناسبات فدين الله مفصل في كتاب معجز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ؟ ألم تسمع قوله تعالى مخاطبا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : "ووجدك ضالا فهدى " فالرسول صلى الله عليه و سلم كان ضالا قبل نزول الوحي عليه ..؟ واهتداؤه يبدأ من اليوم الذي استجاب فيه الرسول الكريم لآيات ربه ... و كان صلى الله عليه و سلم كلما أخطا الطريق عاتبه ربه و لفت انتباهه إلى الخطأ ... : " عبس و تولى أن جاءه الأعمى" ... " و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره و إذا لاتخذوك خليلا . و لولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا .إذا لأذقناك ضعف الحياة و ضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا. الأيات 73 و74 و 75 من سورة الإسراء.
إذن آيات القرآن و قوانينه الأزلية هي الفيصل بين جميع خلق الله منذ عهد نوح عليه السلام ...
إن الفكرة الخاطئة التي يحملها المسلمون عن عصمة نبيهم عليه السلام من الخطأ ، هي التي حولت النبي عليه السلام إلى صنم يعبد من دون الله منذ وفاته ؟؟ و تذكر قول الله عز و جل على لسان نبيه عليه السلام : "و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا"؟؟ ... و لكن الرسول لم يذكر و لو مرة واحدة أن كلامه حجة أو شريعة ..
لكن المسلمين هم من حول أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم و أفعاله و تقريراته ... إلى مصدر للتشريع مما حولنا إلى دراويش عبر التاريخ و عبدة للبشر كما فعل اليهود و النصارى من قبلنا : "اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا لا إلاه إلا هو سبحانه و تعالى عما يشركون "؟ ؟
إن كلمات الله التي أوحى الله بها إلى النبي محمد (صلى الله عليه و سلم) هي نفس الكلمات التي أوحى الله بها إلى كل أنبيائه عليهم السلام من قبل بعثة محمد (صلى الله عليه و سلم ) ، كل حسب لغته و لسانه، كما نؤكد على نسبية أقوال الرسول محمد (صلى الله عليه و سلم) - بوصفه بشرا و ليس إلاها مهما أوتي من بلاغة الكلام - و كل أحاديثه المنقولة إلينا عبر كتب الحديث و الفقه ، و محدوديتها زمانا و مكانا ، و كل أقوال الرسل من قبله هي أقوال نسبية و محدودة الفاعلية زمانا و مكانا ... ؟
و قد كانت هذه الأقوال و الخطابات صالحة لأتباع هؤلاء الرسل و حواريهم في أزمانهم و أمكنتهم لا غير .. و لم تعد صالحة لنا في عصرنا الحاضر و أمكنتنا المختلفة إلا ما ورد منها في كتاب الله المبين و المعجز، كقول القرآن الكريم على لسان الرسول (صلى الله عليه و سلم) : ( و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) سورة الفرقان الآية 30 ، لكن تبقى لنا سيرة هؤلاء الرسل عليهم السلام قدوة عملية في كيفية إتباعهم للوحي و استمساكهم بكل كلمات الله الأزلية / الثابتة ( و ليس بعضها كما نفعل الآن) و إنزالها إلى دنياهم و دنيا أتباعهم ، و خاصة في ميدان العبادات، و ليس في ميدان المعاملات لأن المعاملات متغيرة و معيارها الوحيد (صحة و خطأ) يوجد في آيات الذكر الحكيم لا غير ، و إن الإعتماد على غير آيات القرآن في تقييم السلوك البشري سيكون خاطئا بدون أي شك.
إن إتباع / إحياء المسلمين قديما و حديثا لأقوال الرسول محمد (صلى الله عليه و سلم) النسبية المحدودة الفاعلية زمانا و مكانا و هجرهم للقرآن / كلمات الله الأزلية الصالحة لكل زمان و مكان ، و واجبة الإتباع و التطبيق بصفة كلية و ليس بصفة بعضية ( تطبيق بعض آيات الكتاب و التخلي عن البعض الآخر) قد حولهم إلى دراويش يحيون خارج أزمنتهم و أمكنتهم بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه و سلم) بحوالي 30 سنة أي منذ استيلاء معاوية ابن أبي سفيان على الخلافة الإسلامية بالقوة و قيامه بتصفية أنصار علي بن أبي طالب، و منذ ذلك الحين بدأ المسلمون في التشتت و الإنقسام إلى ملل و نحل متفرقة متناحرة مما ولد ضعفهم و انهزامهم الحضاري و العسكري أمام التتار و المغول و الحملات الصليبية و الإستعمار قديما و حديثا، بسبب عودتهم إلى الجاهلية و الوثنية التي ما بعث محمد صلى الله عليه و سلم إلا لمحاربتها ، لأن الله لا يغفر أن يشرك به أبدا و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء .
لقد شكل رجال الدين و الفقهاء في التاريخ الإسلامي – كما في التاريخ الأوربي - و لا يزالون أكبر عائق معرفي أمام التقدم المدني والإنساني لتشبثهم بتراث الأجداد و إسقاطه على الوقائع المتجددة لحياة الناس ، كما شكلوا و لا يزالون يشكلون أكبر داعم للباطل و الظلم و حكم الطواغيت و المتألهين من بني آدم ، و إلباس الحق بالباطل، و تكريس الطبقية و الإستغلال و خدمة الإستبداد و المستبدين ، باسم الدين : فهم الذين قد شرعوا للطريقة العنيفة التي توخاها معاوية للإستيلاء على الحكم بالقوة و برروها شرعيا و فقهيا ( ومنذ ذلك الحين بدأت المدونات الفقهية في الظهور) ..! و هم الذين شرعوا للمذاهب الفقهية المتناقضة في أحكامها و المتضاربة في اجتهاداتها في التاريخ الإسلامي قديما و حديثا و التي فرقت المسلمين و قسمتهم إلى ملل و نحل متنافرة متناحرة، و هم الذين شرعوا لمذاهب السنة و الشيعة و لمذاهب الإرهابيين / السلفيين الجهاديين، و هم الذين شرعوا للحركات الإسلامية المنادية بالديمقراطية الغربية والإعراض عن قوانين الله الأزلية المفصلة في القرآن العظيم و المحددة لكل أدوار المسلمين في الحياة نساء و رجالا / حكاما و محكومين، و هم الذين يشرعون للأنظمة العلمانية اللقيطة المستبدة التي تحكم العالم الإسلامي اليوم ، و هم الذين يروجون لفكر الدراويش و يبيعون صكوك الغفران للسذج من المسلمين للإبقاء على الأنظمة المستبدة و المتخلفة التي تهيمن على مقدرات عالمنا الإسلامي :
لذلك وجب على رجال و نساء دعوة الحق العالمية تذكير هؤلاء الغافلين بالعمل معا من أجل بعث دولة التوحيد = دولة قانون القرآنتشريعيا، و دولة الولايات الإسلامية المتحدة جغرافيا، في العالم الإسلامي حتى تعود للمسلمين هيبتهم عزتهم و رسالتهم في الحياة.
التعليقات (0)