مواضيع اليوم

مراحل حياة الانسان

نزار النهري

2011-09-01 20:00:19

0

في يوم من الايام وفي حقبة من حقب تأريخنا البائد، كان هناك صبي ..
ادرك الحياة، فوجد نفسه عاريا وكذلك اباه وامه .. لم يعرف ما معنى عورة ...
وفي احد الايام .. دخل في غيبوبة طويلة استمرت الى الالاف من السنين ..
وبعد ان افاق من غيبوبته .. خرج ليبحث عن امه .. فوجدها قد وضعت ورقة من التوت على عورتها، وكذلك اباه ..
ولما رأته امه عاريا، صاحت به: "غطي عورتك ياوقح"، وما كان له الا ان يمتثل لكلامها .. فاخذ ورقة من التوت، ووضعها على عورته .. ادرك حينها ان هناك شيء اسمه عورة.
ثم دخل بعدها في غيبوبته الثانية ..
وبعد عدة الالاف من السنين .. وبعد ان افاق ثانية، وجد الناس وقد اكثروا من الاوراق حول عوراتهم، ففعل مثلهم ..
وعندما افاق من غيبوبته الثالثة بعد الالاف أخر .. لم يجد ورق التوت بل وجد قماشا لا يغطي العورة فحسب بل اماكن ليست من العورة، وادرك حينها ان العورة قد كبرت، فاستنتج ان عورات الناس، تكبر مع الزمن، وفرح كثيرا بهذا الاستنتاج، في زمانه هذا امتدت رقعة العورة لتشمل اجزاء من الساق والبطن والصدر ...
ولكنه استغرب، ان مساحة العورة عند والدته، هي اكبر من مساحتها عند والده، رغم انه توقع العكس، ولكنه رغم هذا لم يسأل فقد يكون الجواب سخيفا ويشعر حينها بالحرج .. فقال بينه وبين نفسه، يجب ان اغير مفاهيمي حسب الواقع ..
بعد ان افاق من الغيبوبة الرابعة .. وجد ان اجسام النساء قد تغطت اكثر واكثر، وامتدت الخرق الى الرأس .. اما الرجال فهناك من تغطى وهناك من اكتفى بتغطية نفس العورة التي غطاها من قبل، فاستنتج حينها، ان عورات الرجال تبقى كما هي، اما عورات النساء فهي التي تتسع ..
فخلد الى النوم .. ليصحى هذه المرة بعد عدة مئات من السنين، افاق ولم يجد سوى رجال!
اين النساء ياقوم؟
الم تراهن اجابه احدهم.
اين ؟
فاشارالى احد الاجسام المغطى بالقماش من ام رأسه حتى اخمص قدميه، ولولا ان اشاروا اليه، بان هذه هي المرأة، لما عرفه .. من هذا الجسم، ومن شق صغير في الاعلى، تظهر عينان بائستان تتطلعان بحزن الى الواقع، ولكنهما عينان قانعات مستسلمات لقدرهن ..
سألها باستغراب، كيف تستطيعين العيش هكذا؟
اجابته، وما المشكلة في ذلك؟ لا تنس انك كنت في غيبوبة، اما نحن، فلقد عشنا الواقع وتكيفنا معه تدريجيا .. فحمد ربه، لانه خلق ذكر وليس انثى.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !