الحرب الصهيو أمريكية ضد إيران بدأت منذ شهور، ولكنها حرب باردة ستنفجر في أي لحظة وستنعكس على منطقة الشرق الأوسط، وعلى سوق الطاقة الدولي، وهذه الحرب ستدخل في أربع مراحل:
المرحلة الأولى ستكون عبر إرهاق إيران اقتصادياً من خلال العقوبات الاقتصادية، وهذه المرحلة بدأت منذ فترة من الزمن وأخذت شكل كرة الثلج المتدحرجة، وهاهي الإدارة الأمريكية تلوح بمزيد من العقوبات الاقتصادية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
المرحلة الثانية تتمثل في اغتيال المعرفة، وتتم عبر عمليات اغتيال مقننة تستهدف علماء الذرة في إيران، وهذا بات واضحاً في الشهور الفائتة، حيث تم اغتيال العديد من علماء الفيزياء النووية.
بالإضافة إلى اغتيال المعرفة فإن إسرائيل والولايات المتحدة تعمل على ضرب المنشآت النووية بأقل الخسائر، فلجأت إلى ضرب تلك المنشآت من خلال عمليات قرصنة الكترونية، وهذا ما حصل في مفاعل نطنز عندما دمر فيروس ستاكسنت ألف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في أواخر عام 2009م.
المرحلة الثالثة وتتم عبر الضرب من الداخل من خلال إثارة المعارضة الإيرانية ضد نظام احمدي نجاد، فالعقوبات الاقتصادية ستنعكس على الاقتصاد الإيراني، وسيتأثر المواطن الإيراني من تلك العقوبات فتصبح البيئة مواتية للأطراف الدولية من اجل تحريك الشارع ضد النظام الإيراني، وهذا سيضعف عناصر القوة التي تمتلكها طهران، والمتمثلة في وحدة الشعب الإيراني ضد التحديات الغربية، وهذا الحراك حصل بعد الانتخابات الرئاسية ولكن لم يفلح أقطاب المعارضة الإيرانية من تحقيق أي انجازات على الأرض، ولذلك بدأت جولة جديدة من العقوبات كي تدفع الشارع بشكل أكبر لإسقاط نظام نجاد سواء بالديمقراطية أو من خلال الاحتجاجات.
المرحلة الرابعة تقوم على تقليم أظافر إيران الخارجية، وقد تستثمر الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ما يدور في سوريا وإسقاط نظام بشار الأسد الحليف الاستراتيجي لإيران، حيث سيحقق الغرب من وراء ذلك فك الارتباط بين سوريا وإيران، وحصار حزب الله اللبناني، ووقف جهود إيران بتصدير الثورة للمنطقة العربية.
وقد يأتي تأجيل توجيه ضربة لإيران سواء من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية انطلاقاً من رؤية الطرفين أن مراحل الحرب الباردة لم تنته بعد، ولكن إيران ليست غائبة عن مجريات الأحداث، وقد تأتي المناورات البحرية والبرية الإيرانية، وتهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز نتيجة إدراك إيران بخطورة المرحلة، وهنا ليس بالضرورة من يحدد ساعة الصفر هي إسرائيل أو الولايات المتحدة، فقد تلجأ إيران لتوجيه ضربة استباقية للأسطول الأمريكي المتواجد في عرض الخليج، وإغلاق مضيق هرمز في حال أيقنت إيران أن مصالحها باتت في خطر.
وبين هذا السيناريو وذاك لابد من الدول العربية أن تعمل بكل ما تستطيع من قوة على منع الحرب على إيران، لأن سيناريو الحرب قد يكلف الدول العربية خسائر سياسية واقتصادية وعسكرية، ولهذا ينبغي على جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تحمل مسئولياتهما، والعمل على رفض أي تدخل أجنبي في سوريا، والضغط على النظام السوري من اجل الشروع في الإصلاحات، وتحديد موعد للانتخابات ووقف كل أشكال العنف، ومحاربة الفساد، وفي المقابل على إيران أن تعمل على إرسال تطمينات لكل الأطراف بأنها لن ولم تتدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية، وأن تكف على مبدأ تصدير الثورة.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)