مراحل الانتقال التاريخية من نظام إلى نظام آخر كما حدث ويحدث عبر عصور التاريخ ....أو الانتقال من شرائع دين إلى دين لاحق كما حدث أيام الرسالات لها قواعد في التحول وقوانين تحكم العلاقات الاجتماعية وتحدد كيفية التغيير بالتدرج لكى لا تكون صادمة للمعتقدات الموجودة أو العرف السائد...وهناك من الثوابت الاجتماعية الفطرية ما لا يتغير مع أي حقبة تاريخية مثل تجريم السرقة أو القتل واغتصاب الحقوق والغش ...إلخ....ولكن التحول الاجتماعي والانتقال من نظام إلى نظام لا يخضع بالضرورة إلى اختيار أفضل ...ولكن العرف قد يتغير من إقرار بالرفض الأخلاقي إلى قبول خلق مرفوض مثل تغيير العلاقات الجنسية في مجتمع ما من الرفض إلى قبول الممارسة العلنية بدرجات مختلفة ...ولكن في حالة الدين أو الشرائع السماوية لم يكن التحول أبدا إلا من السيء المشاع إلى المقيد الأفضل ومن ذلك تشريع عتق الرقبة إيفاء لحق الله ولتخفيف مشكلة مجتمعية موجودة فعلا تمهيدا لحلها كلية ترافقا مع تقدم الزمن....وكذلك كان التحول من نظام الملكية مثلا إلى نظام الجمهوريات يخضع لاعتبارات طلب الحرية الشخصية ومساواة الحاكم بالمحكوم إنسانيا.. وأن الملك بالمفهوم الجديد ليس مالكا للرقبة والمال والأرض.. ولكنه مجرد حاكم حصل على هذا الحق بصورة ما ويخلفه أولاده كأولياء للعهد.. ورأت المجتمعات الإنسانية أن النظام الجمهوري أفضل من حيث احترام المواطن وضمان لحريته من جانب آخر...ولذلك ما بقي من الأنظمة الملكية في أوروبا شكل من الملكية أقرب للتشريف ووجاهة الدولة وعراقتها...أما في حالة التحول والترقي من دين ساد في حقبة سحيقة إلى دين عصري يتجاوب مع التطور الإنساني ويضع شروطا للتعامل المجتمعي فقد كان مسجلا في التاريخ البشري طبقا لتقدم الزمن مع الأديان السماوية الثلاثة بصورة أوضح من التي لم يسجلها التاريخ ولم يبق منها إلا الأسماء...ومن تلك التحولات ما يندرج تحت الفروق بين الشرائع السماوية في الأحوال الشخصية وأيضا من حيث التحليل والتحريم ...سواء لتحريم محلل أو تخفيف تحريمه مثل التحول في أكل الشحوم إلا ما اختلط بعظم من الديانة الموسوية إلى تشريع حله في الإسلام أو في تشريع التوبة بالقول بدلا من قتل النفس في الديانة الموسوية أيضا...
التعليقات (0)