مراجعة التاريخ والتراث ضرورة ومطلب
روايات وقصص وحوادث تاريخية قديمة أصابت الأمة في مقتل ومرويات تروى والتعصب الناجم عن كل ذلك سيد الموقف فذلك الداء " التعصب " لم يحقق للأمة شيئاً ولن يحقق لها أي شيءِ فالمجتمعات تعيش على إيقاعه والأحداث شاهدةٌ على ذلك !.
منذ زمن تبرز ضرورة مراجعة التاريخ والتراث والقصص ووضع كٌتب التاريخ والفقه ومختلف الكٌتب التي تستند عليها المجتمعات بمختلف انتماءاتها وطوائفها ومذاهبها على طاولة البحث والتنقيب والتنقيح لسبب واحد وهو أن تلك الكٌتب عبارة عن مجهود بشري إنساني قد يعتريه الخطأ والصواب والنسيان والبحث والمراجعة والتنقيح والتصويب سيعزز من مكانتها عند المجتمعات التي تراها كٌتباً مقدسة لا يخالطها شك أو ريب وسيفضي " البحث والمراجعة " إلى التعددية والتعايش والتسامح القيم الإنسانية الميتة روحياً ودماغياً , المتعصبون يواجهون من ينادي بتلك الضرورة التي هي خيرٌ للدين والدنيا بأبشع الألفاظ فموقفهم المتشنج المتعصب ضد المنطق والعلم والمعرفة , التاريخ ليس بمقدس و المرويات والاجتهادات ليست بمقدسة كذلك فالمقدس الوحيد ما كان وحياً منزلاً أو نصاً صريحاً وصحيحاً مروياً عن خير البرية وماعدا ذلك فهو ضمن الاجتهاد والمعرفة والجهد الإنساني .
مجامع الفقه وكليات الشريعة والمؤسسات الدينية الرسمية والغير رسمية من مشرق العالم الإسلامي لمغربة لم تقدم ما يفيد المجتمعات سواءً على مستوى تعزيز المشتركات الإنسانية ونزع فتيل الصراعات الفكرية والغير فكرية أو على مستوى البحث والمراجعة والتنقيب , فهي تعيش في وأد والمجتمعات في وأد أخر غير مستوعبة أن جيل اليوم والغد ليس كجيل الأمس وما قبله فالتقنية فاتحةٌ ذراعيها والعالم قرية صغيرة والمشتبهات تسبح في بحر الفضاء الواسع ناهيك عن دخول المجتمعات بنفق الصراعات الطائفية والمذهبية واستدعاء التاريخ القديم بغية القياس دون تمعن وتمحص في أن ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من صراعات صورة مكررة لما حدث بالماضي وارتداد طبيعي لتلك الحقبة التي يخشى كثيرون الخوض فيها تقديساً لشخوصها ودون اعتبار للأجيال فالخروج من نفق الأزمات التي تعيشها الأمة الإسلامية يبدأ من نبش التاريخ وتصحيح الوقائع ومناقشة الأخطاء الماضية ووضع مفردات وشعارات الإسلام السياسي على الطاولة وبجانب كٌتب التاريخ والقصص والسير والمرويات فلا يمكن الفصل بين ذلك التراث وبين الإسلام السياسي الذي يقتات على ذلك التراث سواءً الإسلام السياسي المتطرف أو المعتدل سنياً وشيعياً شخصيات وتنظيمات !.
جميع المؤسسات الدينية الرسمية والغير رسمية يقع على عاتقها ما تعيشه المجتمعات الإسلامية اليوم من صراعات فكرية وطائفية ومذهبية وما تعيشه من جهل وتعصب معرفي وفكري فمن الواجب البدء بالمراجعات الشاملة لكل شيء يٌصنف على أنه جهد إنساني فالمراجعات ضرورة ومطلب وليست ترف وليست تغريب وتمييع وحربٌ على الإسلام والمسلمين كما يتوهم كثيرٌ من خلق الله !.
التعليقات (0)