مــــــرآة زمنيـــــــة
للشاعر محمد بن خليفة العطية
ليل الخريفِ وزفرةُ السأمِ
إيحاءُ ذاكرةٍ بلا نغمِ
لله نفسي كم أغرِّبُهَا
بين الحياة ومورد العدمِ
ألفيتُ راحلتي خطى زمنٍ
فركبتها ضرباً من الهممِ
فإذا الدهور الباليات رؤى
تجتازني موتى إلى الظُّلَمٍ
كم كنت حلما في عيونِ غدى
لما ظننت بأنه حلمي
ليل هزيل واهن القَدَمِ
في غربةٍ ظمأى إلى الألمِ
وهواجس سكرى ومدفأة
محمومة الأنفاس كالسقمِ
أبصرت وجهي فوقَ نافذة
يجتره الإغضاء بالندمِ
وملامحًا بين الرياح لها
صوتي ولكنْ مرهقُ الكلمِ
أفظاظة في النفس أدرأها
ما بين معصوم ومعتصم؟!
أم أنها الدنيا وقد شحبتْ
من نشوة الإعياء بالسأم
رحماكَ يا قلبي فقد نَزفَتْ
مني الجروح وأنت كل دمي
أَوَ كلما أيقظتُ جارحة
وسنى من النسيان لم تنمِ
بك أمنياتٌ جِدُّ طامحة
والعجز والحرمان ملء فمي
إن كنت في صدري فتى وغدا
لأراك منهوكا من الهرمِ
تستعجل الآلام منتحرا
في لهفةٍ عمياءَ بالصمِم
التعليقات (0)