أيها المواطن الطماع الناكر للجميل ألا تتنفس الأكسجين ؟ هل تدخلنا فى يوم من الأيام ومنعنا عنك الأكسجين ؟ هل وضع أحدنا كمامة على فتحتى أنفك لكى لا تتنفس ؟ هل حرمنا أحداً منكم من نعمة التنفس مهما كانت كمية الأكسجين التى يستهلكها؟ هل فرضنا ضريبة على التنفس ؟ هل وضعنا تسعيرة للتر الأكسجين ؟ أى طمع هذا الذى تعيش فيه ويحاصرك من كل ناحية أيها المواطن الطماع المنكر للجميل؟ إنك حتى لو فكرت فى أن تأخذ معك إلى بيتك أى كمية من الهواء فلن يحاسبك أحد ولن تقف الحكومة فى وجهك أليس بيتك مليئاً بالهواء من الداخل ؟ ماذا تريد أكثر من ذلك ؟ ايها المواطن الطماع الناكر للجميل
الا تشرب الماء وترتوى عندما تعطش؟ ألا تصل المياه إلى بيتك عن طريق مواسير وحنفيات ؟ ألا تستحم ؟ الا تغسل بها ملابسك ؟ الا تمسح أرضية المنزل وتتوضا للصلاة بهذه المياه التى نرسلها لك عبر شبكة عظيمة وهائلة كلفتنا المليارات من أجل وصول المياه لمنزلك ؟ أى طمع وجشع وضلال هذا الذى تعيش فيه ويحاصرك من كل ناحية ؟ هل لوثنا مياه شربك ؟ إن المبلغ الذى تدفعه شهرياً ثمنأ لهذه المياه لا يساوى فى الحقيقة ثمن عشرة لترات من المياه التى تستعملها ألا تحمد ربك وتشكر حكومتك الرشيدة التى إستطاعت برشدها وسمو أخلاقها أن تصبر وتكافح وتوفر المليارات من أجل توفير هذه الشبكة المائية العظيمة المنتشرة عبر كل الأنحاء أيها المواطن الطماع الناكر للجميل
ألا تأكل ؟ ليس مهماً ماذا تأكل ولكنك تأكل أليس كذلك ؟؟ خضروات وفاكهة معظمها تم رشه بمبيدات مسرطنة ليس مهماً فأنت متعود على ذلك وتشرب مياهاً ملوثة نعم ليست هذه هى القضية ألمهم أنك تشرب حتى ترتوى أليس كذلك ؟ تأكل اللحوم نعم مرة كل شهر أو فرخة كل شهر ليست هذه هى القضية المهم أنك تتذوقها وتعرف طعمها ونوفر لك الخبز بأرخص الأسعار ويكلفنا دعمه المليارات ولا نشكو لك من شىء ونذوق الأمرين فى توفير هذا الدعم وتدعيم هذا التوفير هل سألناك عن شىء ؟ هل طلبنا منك أن تمد يدك وتعطى الحكومة حتى توفر لك رغيف الخبز الذى تأكله؟ نحن نعرف أنه يصلك فيه تراب وزلط صغير ودبابيس ولكنه يصلك فى النهاية ولديك قدرة فائقة على مضغه وابتلاعه وهضمه اليس كذلك؟ أيها المواطن الطماع الناكر للجميل
ألا تلبس الملابس ؟ هل يمنعك أحد من ارتداء ملابسك ؟ هل نتدخل فى لونها وتفصيلها ؟ هل نفرض عليك موديلاً معيناً ؟ ألا نترك لك الحبل على الغارب فى إختيار القماش والذهاب إلى الترزى الذى تحبه والإتفاق معه خلف ظهورنا على نوع التفصيل الذى تختاره ؟ هل نتدخل يارجل فى حريتك ؟ هل نمنع حقك فى التعبير عن رأيك فى نوع القماش وشكل التفصيل الذى تفضله ؟ أى جحود هذا الذى تعيش فيه ؟ ألا تختار نوع الحذاء ولون الجلد بنفسك ؟ هل منعناك من إبداء رأيك فى نوع الحذاء ولونه وماركته وشكله ؟ أليس ذلك جحوداً منك ان تتهم الحكومة بعد كل هذا بأنها شمولية وديكتاتورية؟ ما أظلمك من مواطن جاحد أيها المواطن الطماع الناكر للجميل
أليس لك بيت تعيش فيه مع أسرتك؟ ألا توجد به كهرباء وتليفون ومرافق كنت لا تحلم بها حتى وقت قريب، نحن نعرف أنك تقترض من أيادى الناس حتى تدفع الفواتير ولكنها ليست مسئوليتنا فالحياة غالية فى كل مكان والكهرباء غالية ومكالمات التليفون باهظة الثمن أليس هذا هو إختيارك؟ أن يكون عندك كهرباء وتليفون ومياه شرب وصرف صحى حتى تجارى الحضارة والتقدم والتكنولوجيا ؟؟ ليست وظيفتنا أن نوفر لك أموالاً تدفعها للفواتير وليست مهمتنا أن نطلب من الشركات القابضة أن ترحمك وتخفض أسعار المكالمات وأسعار الكهرباء، إنك حتى أصبح لديك تليفون محمول وسعر الدقيقة بالشىء الفلانى فهل هذا ذنب الحكومة ؟ ليس مهماً أن تحمل تليفوناً محمولاً وماذا ستعمل به ؟ إنه مخصص لرجال الأعمال والأغنياء فهل أنت رجل أعمال لا قدر الله وهل أنت غنى لا سمح الله وهل محتمل أن تكون غنياً حتى بعد خمسين سنة ؟ بالطبع لا
هل ترسل الحكومة أحد عساكرها يشاركك المكان وينكد عليك عيشتك ؟ ألا تأكل وتطبخ وتشرب وتنعس وتصحو وتقف وتجلس وتتكلم وتنقد تصرفاتنا بكل جحود داخل منزلك دون أن يناقشك أحد أو يتدخل ويفرض رأيه عليك أو يكتب عنك تقريرأ مفصلاً وعن جحودك وعنادك ورأيك فى الحاكم الهمام والحكومة التمام ؟ ألا تتكلم مع زوجتك كما تشاء ؟ هل يتدخل أحد فى حريتك ويكبت رأيك ويقتل تفكيرك كما تدعى أيها الجاحد الطماع الناكر للجميل
ألا تستمع لكل محطات العالم الفضائية؟ ألا تسمعهم يقولون عنا ما فى الخمر وأنت صامت ساكت تستلذ هذا فينا دون أن تهب للدفاع عنا وعن عدالتنا وديمقراطيتنا التى فاقت كل الديمقراطيات ؟ ألا تقرأ جرائد المعارضة دون أن يسجنك أحد أو يحاسبك على شرائك لتلك الجرائد ؟ ألا تؤيد أعداءنا داخل ضميرك ؟ ألا تكرهنا فى قلبك ؟ هل حاسبناك على ذلك ؟ هل وجهنا لك تهمة الخيانة العظمى ؟ ها نحن نتركك تكرهنا كما تشاء داخل قلبك دون أن نتدخل ونوقف هذا الحقد الدفين بألف مليون أسلوب انت تعرفه جيداً أيها المواطن الطماع الجاحد الناكر للجميل
الا تتزوج بمن تريد فى أى وقت تشاء وفى المكان الذى تختاره ؟ هل حددنا لك عروستك؟ هل فرضنا عليك ضريبة زواج ؟ سوى ذلك المبلغ التافه الذى تدفعه للمأذون ؟ ألا نتركك تنجب البنات والبنين وتعيش مع زوجتك أحلى ليالى العمر طالما أنك لا تتكلم مع غيرها فى السياسة ولا تناقش سياسة الحاكم وحكومته أمام أحد سواها فنحن نترك لك الحبل على الغارب تكلم زوجتك كيفما شئت وأينما تريد فكيف تتشدقون عن كبت الآراء وتكميم الأفواه يا ظلمة ؟ هل تريدون أن تتكلموا فى حق الحاكم الملهم بطلاقة وحرية على الفضائيات وفى صحف المعارضة وتتركون هكذا دون إعتقال وعقاب؟ هل تريدون التعبير عن حريتكم ورأيكم وفكركم وعقائدكم عيانأ بيانأ جهارأ نهارأ أمام كل االعالم ؟ أى ضلال هذا الذى تعيشون فيه ؟ أيها المواطن الطماع الناكر للجميل
ألا تقبض راتبك آخر الشهر ؟ هو قد يكفيك أسبوعاً ولكنك تأخذه وتنفقه وتسدد ديونك للبقال والجزار والفكهانى والخضرى وغيرهم الا ينقذك الراتب من ديونك؟ هل تنكر قيمة الراتب وأهميته بالنسبة لك ؟ نحن نعلم أنك لا تعمل أكثر من ساعة واحدة فى اليوم بإخلاص وانك تطلب الرشوة بلسانك ونتركك ولا نحاسبك حتى تستطيع أن تعيش وتنفق على أولادك وتربيهم وتزوجهم فأنت تأخذ الرشوة من المواطن والراتب من الحكومة ولا فرق فالحكومة والمواطن يكملان بعضاً فى المسائل المادية فقط دون غيرها ولذلك فمالك كله حلال فلا تفزع ولا تخشى عذاب الآخرة !!! وفرنا المدارس المجانية لك باليد اليمين وأخذنا منك دخلك بالدروس الخصوصية والضرائب والجمارك والرشاوى باليد الشمال فنحن نلعبها جيدا أيها المواطن الطماع الأشر الناكر للجميل
فتحنا لك الأبواب لتعمل المشاريع فى أى مكان ثم قيدناك بالروتين والبيروقراطية والرشوة والنفاق والتزلق للمسئولين حتى نصنع منك مواطناً ذكياً عبقرياً يعرف كيف يمشى أموره ويأكلها وهى والعة فهل فينا العيب أم فيك ؟ أنت الذى لا تحسن إستخدام دماغك لأن الفول والبصل والطعمية والبازنجان المقلى أثر عليك فصرت لا تزن الأمور ولا تقدرها جيدأ فماذا تريد بعد كل هذه الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة ؟ هل تريد أن تشاركنا فى الحكم وأن تبدى رأيك فى الحاكم والحكومة وتنتقدهم كما تشاء وتفضح خباياهم كما تريد ؟ هل تحب أن تضع أنفك فى السياسة أيها المواطن الطماع الجشع ؟ فماذا يتبقى لنا لو كل واحد فيكم أبدى رأيه فى الحاكم الملهم والحكومة الرشيدة ؟ عمومأ حتى لو قلت رأيك فلن يثنينا ذلك عن عزمنا وسنمضى فى طريق الحرية والعدالة والمساواة الذى بدأناه منذ عشرات السنين ولكن بطريقتنا التى نعرفها ونحترمها ونقدرها ولا نعرف غيرها ولسنا مستعدين لأى ثقافة جديدة أيها المواطن الطماع الأشر الجشع الناكر للجميل.
التعليقات (0)