مواضيع اليوم

مذكرات حلمنتشية

زكي السالم

2009-02-20 11:09:12

0

كنت وصديق لصيق بي في طريقنا من الأحساء لدولة قطر في يوم رقراق كالندى من ربيع 1410هـ.. لم يكن لوجهتنا هذي هدف سوى تفريج هم،، وصحبة ماجدٍ لكلينا المهم بعد صراع غير متكافئ مع الطريق ذي المرتفعات الحلزونية وصلنا الدوحة وكأن الطبيعة في صمتها الإسمنتي وخَرَسها الإسفلتي أرادت لنا أن نعود القهقرى للماضي القريب فقررنا التوجه لمتحفها الوحيد فدخلناه لنلمح صندوقا في واجهته يضم عملاتٍ ورقيةً متفرقة من فئة الريال والخمسين والمئة وغير ذلك فبدأت أشرح لصديقي ِقدم هذه العملات بوصفها عُثمانية مرة ومن أول عهد آل ثاني أخرى وأنا متكئٌ على معلومات أثرية لا تزيد سنتمترا واحداً عما يعلمه الصندوق بذاته عن نفسه وصديقي يناقشني في هذه الجواهر التي ألقيها ويضيف عليها إضافات «هامة» من عنده قائلا ربما تكون من عهود أخرى ضاربة بجذورها وأرجلها في وحل الماضي السحيق.. عندها دب الخلاف بيننا فأنا مُصّرٌ إصراراً على رأيي وهو كذلك.. ولم ينقطع نزاعنا إلا بعد أن اتضح لنا - بعد تدقيق وتمحيص وترتيبٍ وتخبيص - أن العملة المستقرة في قاع الصندوق ما هي إلا عملة قطر الحالية لا الأثرية وأن الصندوق بجلالة قدره ما هو إلا لجمع تبرعات لإحدى الجمعيات الخيرية..ساعتها سمعنا منه قعقعة وفرقعة تصرخ.. صادوووه..

وبعد جولة قصيرة كان الصمت المطبق ثالثنا خشية أن نسمع من هنا أو هناك كلمة «صادوووه» مرة أخرى اتفقنا أن نرتقي قليلا بمعلوماتنا الموسوعية من عالم الصناديق والجمادات إلى عالم الحيوانات فقررنا زيارة حديقة الحيوان ولكن السؤال الذي يسدح نفسه هنا كيف الوصول لها ولا لوحات إرشادية فاتفقنا أن نسأل أول شخص تلمحه أعيننا ولم يكن إلا رجل باكستاني تحتل لحيته البيضاء أربعة أخماس وجهه بعد أن نهبت خمس بطنه في مسيرها اللهثوي لتقبيل سرته.. عموما مالنا ولحية الرجل «دعِ الخلق للخالق».. سأله مرافقي عن طريق حديقة الحيوان قائلا: إنت يعرف إنت وين إنت حديقة حيوان – بلغة باكستانية عربية حساوية مكسرة – وعندما أحسسنا أن الرجل لم يفهمنا قلنا له: إنت معلوم بقر غنم بعير تيس ؟؟ قال نعم ووصف لنا الطريق بدقة متناهية ولا «غوغل إرث» فمشيناعلى وصفه القدة بالقدة والمنعطف بالمنعطف والدحدرانة بالدحدرانة حتى وجدنا أنفسنا محاطين إحاطة السوار بمجموعة لا بأس بها من البعارين الطيبة عندها اكتشفنا أمراً خطيرا للغاية وهو أن الرجل فهم من سؤالنا – بلغتنا المكسرة - أننا نسأله عن سوق البعارين وهذا ما قام بوصفه لنا خير قيام..

هنا ألوت البعارين رقابها صارخة.. صادوووه..

وللمذكرات بقية..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات