لإهداء
إلى روح الوالد إبراهيم السني المنتصر
وإلى روح الوالدة الأم الحنون
توطئة
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كتبت هذه الذكريات سنة 1970م لم أكتبها بغرض النشر. وعندما راجعتها وطبعتها في أواخر التسعينات كنت أرغب في الاحتفاظ بها في مكتبتي للذكرى، ولأفراد عائلتي في المستقبل، كما يحتفظ الناس بمذكراتهم وصورهم. ولكن أمام إصرار بعض الأصدقاء، وأفراد العائلة، وتقدم العمر، ونذير قلب يعمل بمنظم نبضات القلب، لم يكن لي خيار سوى نشر هذه الذكريات.
وأود أن أوضح، أنني لا أدعي أن هذه الذكريات مساهمة هامة في كتابة تاريخ ليبيا، فأنا لست متخصصًا في التاريخ أو كتابته، ولا أريد أن أكون دخيلًا عليه ككثيرين. وكتابة تاريخ ليبيا متروكة لشبابنا الأكاديمي المتخصص، لتنقيته من الشوائب التي أدخلت عليه من طرف فئات، لا تتمتع بالكفاءة أو بالحياد العلمي النزيه، ومن الإعلام الرسمي. كما أريد أن أوضح، أن ما ورد من تعليقات وانتقادات للسياسات والأشخاص ورمز النظام الملكي نفسه، ليست وليدة اليوم، بل هي وليدة فترة الأحداث نفسها، كما كنا نقولها ونتداولها في بيوتنا، وفي مكاتبنا، قبل الفاتح من سبتمبر 1969م.
وأرجو أن يعذرني القراء في عدم التوسع في السرد، لأنه لا يمكن سرد تجارب ومعايشة الإنسان للأحداث في صفحات أو حتى مجلدات. وكلما حاول الإنسان الكتابة، تدافعت المعلومات والأفكار في ذهنه، بحيث لم يعد في إمكانه تسجيلها وتنظيمها وتقديمها للقراء كما يجب. وكلما كتب الإنسان شيئًا، كان يتمنى عند قراءته أن يعيد صياغته ليكون أحسن وأجمل وأكمل وأدق.
وأعتذر لبعض الشخصيات وأبنائهم إذا شعروا بعدم الرضا عما كتبت. وفي الحقيقة، لا يستطيع الإنسان الكتابة بصدق عن شخص تولى منصبًا عامًا، إلا إذا تعرض لبعض ايجابياته وسلبياته، وإلا كان مجرد مادح منافق أو ناقد حاقد، وهي صفات شاعت بين كتابنا ومؤرخينا، وفي إعلامنا الرسمي في العالم العربي اليوم.
وختامًا، أود أن أشكر الإخوة الذين تفضلوا بوقتهم وجهدهم في مساعدتي ومراجعة الصياغة، والحصول على الصور من المصادر المتاحة، وأخص بالشكر السيد الدكتور سادات عبدالرزاق البدري الذي راجع الكتاب وساهم في صياغته وإعداده للنشر. كما أشكر السادة المهدي محمود المنتصر والسيد عاشور الشامس وزملائه في هيئة تحرير موقع أخبار ليبيا على مساهماتهم. وكذلك الذين شجعوني على نشرها، وأخص بالذكر إخوتي على وعبدالعظيم والهادي وأبنائهم وابن أختي الدكتور هشام بن لامين. ولا يفوتني إلا أن أشكر السادة الذين تفضلوا بالتعليق عليها حال نشرها على الويب، وفي مقدمتهم الأستاذ أمين مازن والدكتورة فوزية محمد بريون والأستاذ سالم الكبتي. وأشكر زوجتي التي وفرت لي كل أسباب الراحة والوقت لأتفرغ للكتابة.
بشير السنـي المنتصـر
bmuntasser@yahoo.co.uk
لنــدن 24 مارس 2008م
التعليقات (0)