مواضيع اليوم

مذبحة كفر قاسم.. حتى لاننسى

nasser damaj

2010-10-31 21:15:04

0

مذبحة كفر قاسم.. حتى لاننسى 
خليل الفزيع 

كيان قائم على الباطل لابد له من الزوال عاجلا أو آجلا.. كيان قائم على الأستبداد لابد له من نهاية لأن الاستبداد لا يدوم طويلا.. كيان قائم على اغتصاب الأراضي، يفتقد شرعية الوجود حيث لا يفترق حتما عن اللص الذي لابد ان يلقى جزاءة إذ لا توجد جريمة كاملة في الجرائم السرية، فكيف إذا كانت الجريمة معلنه وواضحة المعالم ومكتملة الأركان ولا مجال للمجرم فيها للتنصل من لصوصيته؟! ولم يشهد التاريخ الحديث جريمة بشعة بها الحجم المتمثل في اغتصاب وطن وتشريد أهله والقضاء على معالم هويته، فلابد والحالة هذه من وجود فجوة واسعة بين الواقع الحقيقي وتزييف هذا الواقع، وغالبا ما يتلاشى الواقع المزيف في وجود الواقع الحقيقي، لتبقى بعد ذلك كرامة الإنسان وتنتصر حريته، طال الزمان أو قصر.. فلكل ظالم يوم وإن طال هذه اليوم، وهذه حتمية تاريخية لا مفر منها.
وجرائم الكيان اللإسرائيلي المستبد والبغيض في فلسطين المحتلة، لا تعد ولا تحصى.. لكثرتها، ولتجاوزها التصور، ولبشاعتها في التنفيذ بقوة الحديد والنار، وما ينجم عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات، ومنذ عام النكبة 1948 وحتى كتابة هذه السطور، تتوالى الزيادة في عدد المنضمين إلى قائمة الشهداء في فلسطين الصابرة، وما أحداث غزة الأخيرة إلا وصمة عار ليس في جبين إسرائيل فقط، بل والعرب الذين لا يحركون حيالها ساكنا، ولا يعملون على وضع حد للمظالم الإسرائيلية في هذا الجزء من فلسطين الحبيبة.
ففي مثل هذه الأيام من عام 1956وقعت جريمة من أبشع الجرائم الإسرائيلية ضد العرب، وهي واحدة في السلسلة الطويلة لهذه الجرائم التي عرفها التاريخ الدموي للكيان الغريب على الجسد العربي، تلك هي مذبحة دير كفر قاسم القرية الفلسطينية الواقعة على الحدود مع الأرن، وسقط 48 شهيدا إضافة إفى جنين كان لا يزال في بطن أمه، في معركة غير متكافئة واجه فيها الفلسطينون الأسلحة الخفيفة والثقيلة للعدو بصدور عارية، ونفوس لم تشفع لها عزلتها من السلاح للنجاة من ظلم ظالم لا يعرف الرحمة، وتقول المصادر: (إن العقيد يسخار شدمي، صاحب الأمر الأول في المذبحة قدم للمحاكمة في مطلع 1959 وكانت عقوبته التوبيخ ودفع غرامة مقدارها قرش إسرائيلي واحد).
والقصة المأساة ملخصها أنه في 29/10/1956 أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي المرابطة على الحدود الإسرائيلية الأردنية نظام حظر التجول في القرى العربية داخل إسرائيل، والمتاخمة للحدودومنها كفر قاسم. وأوكلت مهمة حظر التجول إلى وحدة حرس الحدود بقيادة الرائد شموئيل ملينكي. على أن يتلقى هذا الأوامر مباشرة من قائد كتيبة الجيش المرابطة على الحدود يسخار شدمي. وأعطيت الاوامر أن يكون منع التجول من الساعة الخامسة مساء حتى السادسة صباحاً، وطلب شدمي من ملينكي أن يكون تنفيذ منع التجول حازماً لا باعتقال المخالفين وإنما بإطلاق النار. وقال له: (من الأفضل القتل تجنبا لتعقيدات الاعتقال.. ولا أريد عواطف..)، ملينكي جمع قواته وأصدر الأوامرالواضحة بتنفيذ منع التجول دون اعتقالات و(من المرغوب فيه أن يسقط بضعة قتلى).. فاتجهت مجموعة من الجنود الإسرائليين إلى قرية كفر قاسم، وفي الخامسة مساء بدأت المذبحة في طرف القرية الغربي فسقط 43 شهيداً، وفي الطرف الشمالي سقط 3 شهداء، وفي داخل القرية سقط شهيدان وحاولت الحكومة الإسرائيلية إخفاء الموضوع، ولكن الأنباء عن المجزرة بدأت تتسرب واستطاع عضوا الكنيست توفيق طوبي ومئير فلنر اختراق الحصار المفروض على المنطقة، ونقلا الأخبار إلى الصحافي أوري أفنيري، ليعرف العالم جانبا من الوجه القبيح للاستدمار اللإسرائيلي لفلسطين العربية.
إنها الذكرى التي قد تنفع العرب والمسلمين، فهل من يتذكر ويتعظ؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات