- لقد كانت ليلة الأمس ليلة ا لنبى صلى الله عليه وسلم بحق .
-وكيف كان ذلك ؟
-لقد سهر المداحون حتى الفجر وانشقت حناجر الناس من الاستحسان .
- وتعتقد أن ذلك يرضى النبى صلى الله عليه وسلم ؟
-بالتأكيد مصداقا لأمره تعالى :"إن الله وملائكته يصلون على النبى يأيها الذين ءامنوا صلواعليه وسلموا تسليما "الأحزاب 56
- يا أخى ..إن ما يحدثه الناس من الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة الشنعاء لاصلة له مطلقا بأمر الله تعالى ..إنما هو من ابتداع الأهواء .
-عجبا ..وماذا يقول المداحون غير وصف النبى صلى الله عليه وسلم بما هو أهله ؟ألم يمدح الله تعالى رسوله الكريم فى القرآن ؟
-أولا :كثير من المداحين يقعون فى أخطاء ويشيعونها فى العامة مثل قولهم فى مدحه صلى الله عليه وسلم :(ياأول خلق الله ) والقرآن يخبرنا أن آدم هو أول بشر خلقه الله .وكقولهم (خلق الله الكون من نورك ) وما قال الله ورسوله ذلك أبدا .
ثانيا :قضية الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم أعمق من ذلك إنها تعنى علاقة المسلم بنبيه صلى الله عليه وسلم وهذه العلاقة عبادة لله تعالى ولا ينبغى أن تكون إلا كذلك ومعنى هذا أنك تتعبد لله بالصلاة على نبيه والله تعالى يخبرك -فى هذا الصدد- أنه وملائكته يصلون عليه صلى الله عليه وسلم فالملائكة يسألون للنبى صلى الله عليه وسلم المقام الأسمى والله يتقبل هذا الدعاء وأنا وأنت أيها المسلم مدعوون إلى الانضمام إلى ركب الملائكة فى الدعاء له صلى الله عليه وسلم بالدرجة العالية الرفيعة وهى الشفاعة العظمى يوم القيامة .
-ثالثا :الدعاء له صلى الله عليه وسلم يعنى ضرورة الالتفات إلى بشريته وحاجته إلى صالح الدعوات لأنه لو لم يكن بشرا لما كان فى حاجة إلى شىء .وإذا كان الرسول على قدره الشريف فى حاجة إلى دعاء أمته له فما بالك بسائر الناس ؟ ألسنا فى حاجة إلى أن يدعو بعضنا لبعض بالخير؟
رابعا :إن صلاة المسلم على نبيه صلى الله عليه وسلم ارتباط وثيق به فأنت حين تصلى عليه تذكره وتتذكر هديه فتسارع إلى التأسى به وفى هذا صالحك وصالح غيرك .
خامسا :الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم عبادة كأى عبادة عمل بين العبد وربه ولادخل للآخرين به وقد نصلى الصلوات المفروضة جماعة ولكن تظل صلاة كل مسلم عملا خاصا به ومعنى هذا أن هذه المظاهر الحاشدة فى الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم بدعة ماأنزل الله بها من سلطان ولم يفعلها أحد من الصحابة والتابعين ومن تبعهم وأغلب الظن أنها من ابتداع الفاطميين الذين جنوا على الإسلام جنايات بالغة .
سادسا:مانشاهده الآن من صلاة على النبى صلى الله عليه وسلم بإقامة الحفلات وعلى أنغام الموسيقا هو من قبيل الفن التجارى الذى يداعب أهواء العوام ويتاجر بمشاعرهم وحبهم للنبى صلى الله عليه وسلم ..وإننى أتحدى هؤلاء -لو كانوا مخلصين فى دعواهم -أن يقيموا حفلاتهم أو أن يوزعوا أشرطتهم مجانا وما هم بفاعلين .
-ولكن كيف نصلى على النبى صلى الله عليه وسلم صلاة شرعية تكون فى ميزان حسناتنا ؟
-كما تذكر بك وتستغفره وتتوب إليه تذكر نبيك صلى الله عليه وسلم واذكر معاناته فى سبيل الدعوة إلى الله ليخرج الناس-ومنهم أنا وأنت -من الظلمات إلى النور من ظلمات الظلم بكل ألوانه إلى نور الحق والعدل والخير والرحمة إذا صليت على النبى وتذكرت هذه المعانى وسعيت إلى تحقيقها فقد صليت عليه صلى الله عليه وسلم حقا وكنت خير مؤمن بخير نبى ..ودعك من صلاة التجار والجاهلين والغافلين . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
التعليقات (0)