مدينة الدوسن هي إحدى بلديات ولاية بسكرة، وهي واحة كبيرة، تقع جنوب الجزائر، حيث تبعد مسافة 400 كم عن الجزائر العاصمة، و80 كم عن مدينة بسكرة مقر الولاية، وهي شهيرة بجودة تمورها، خاصة دقلة نور، كذلك تشتهر مدينة الدوسن بكثرة آبارها الأرتوازية، وأراضيها الخصبة الزراعية، هي والبلديات القريبة منها مثل الغروس وليوة وفوغالة وطولقة.
و بمدينة الدوسن يوجد مسجد الحديقة العتيق والمدرسة القرآنية التي تخرج منها عدة طلبة لحفظة القرآن وقد تخرج من هذه المدينة والقرى المجاورة لها كثير من العلماء الذين كان لهم الفضل الكبير والأثر البارز في نهضة الجزائر العلمية والثقافية قبل وبعد الاستعمار الفرنسي، ولا يخلو بيت في مدينة الدوسن إلا وتجد فيه شهيد أو مجاهد،.
الدوسن مدينـة أزليـة تدخـل في النطـاق الفـلاحي لوحات الزيبان . وكلمـة الدوسن قـد تعـود في أصلهـا إلى اللغـة الرومانيـة؛ وهـذا مـا تـوحي بـه مقابلتهـا بأسمـاء بعـض الأماكـن ـ مـع تغييـر بعـض الأحـرف ـ كـ: دوسنة (الغابات الكثيفة المتواجـدة في بن عزوز بعنابة )، ومدينـة وسان في ليبيا و في المغـرب الأقـصى،.كمـا أن اسـم الدوسن يتسـمى بـه كثيـر مـن الأوروبييـن حـتى الآن. المهـم أن الدوسن كانـت أيـام الرومـان عبـارة عـن مركـز عسكـري متقـدم؛ يربـض عـلى الضفـة الشرقية لـوادي جـدي الشهيـر؛ وهـو الحـد الجنـوبي للخـط الدفـاعي الرومـاني المعـروف باللمـس. وقـد أقـام الرومـان عـلى طـول هـذا الـوادي مراكـز عسكريـة منهـا: الدوسـن العامري وطولقة ومتليلي ..إلخ. وكانت ـ منـذ وقـت ليـس ببعيـد ـ في الدوسن المسمـاة قديما بالدشـرة بعـض الأساسـات المبنيـة بالصخـور العملاقـة الـتي شيـد بهـا الرومانيـون مبانيهـم. ولكنهـا ـ استعملهـا المستعمر ـ في بنـاء ثكنة عسكرية وهي حاليا بمنطقة السطحة وتسمى بالبرج .. وتمتـاز بلدية الدوسن بمزارعهـا النموذجيـة الفسيحـة، وأشجارهـا المتنوعـة الأشكـال والأصنـاف؛ مـن: نخيـل ورمـان وتيـن وزيتـون ومشمـش وأجـاص وتفـاح وبرتقـال وعنـب وخـوخ وسفرجـل.. وأنـواع كثيـرة مـن الفاكهـة الأخـرى. أضـف إلى أنهـا تنتـج أجـود أنـواع الخضـر الـتي تصـدر إلى شمـال البـلاد، وإلى خـارج الوطـن. غيـر أن أهـم ما تنتجـه هـذه البلدية هـو التمـر المعـروف باسـم دقلـة نـور؛ ووصـف بالنـور لأنـه يمتـاز بالصفـاء والشفافيـة؛ حـتى أن النـواة تظهـر للعيـان عنـد النظـر إليهـا عبـر حبـة التمـر.. وإلى جانـب كـل هـذا فالدوسن تحتضـن عـددا كبيـرا مـن العلمـاء والصالحيـن والشعـراء.والمثقفين .
التعليقات (0)