الشرعية إحدى أهم المفردات التباساً في قاموس جميع اللغات بسبب التفسير النسبي للكلمة من قبل الجميع فالكل يريد أن يصوّر على أنه يسلك مسالك الشرعية وأن الأخر هو الذي يفتقد للشرعية . فإذا ما أردنا أن نناقش مفهوم الشرعية في قاموس المصطلحات السياسية للنظام الإيراني فإنّ هذا النظام يعتبر أنه يمارس مهامه الشرعية في سوريا عبر دعمه لحليفه النظام السوري الذي يقتل شعبه بسبب رفضهم له . يستخدم النظام الإيراني منبر الأمم المتحدة هذه المرة لإفضاء الشرعية على تدخله في سوريا لأنه يعلم علم اليقين بأنّ شعوب المنطقة سوف لن تصدّق ما يقوله الإعلام الإيراني ولا سياسييه . فقد أكد مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة قبل أيام محمد خزاعي على أنّ إيران لا تنتهج الحلّ العسكري للقضية السورية وأنها لم تتدخل عسكرياً هناك وأنّ دعمها السياسي لنظام بشار الأسد يُعدّ دعماً شرعياً على حدّ وصفه.
معتبراً أنّ شرعية تدخل إيران في سوريا ينبع من أنها تعتبر أحد الأعضاء الناشطين في مؤسسة الأمم المتحدة وبناءاً على ذلك يعدّ دعمها للنظام في سوريا الذي يمثّل هذا البلد في الأمم المتحدة شرعياً لأن الدعم الإيراني يصبّ في خانة دعم أحد الأعضاء في هذه المؤسسة الدولية. وأشار المندوب الإيراني الى سياسات واولويات ايران بشان سوريا وموضوع بقاء الرئيس السوري في السلطة قائلاً: أن الأولوية الهامة بالنسبة لإيران في سوريا هي الوقف الفوري لإراقة الدماء في هذا البلد مؤكدا على حق الشعب السوري في تقرير مصيره.
الملاحظ في حديث المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة وجود بعض المغالطات في حديثه المتمثّل أولاً في الدعم الشرعي لنظام ولاية الفقيه لنظام الأسد وهذا بحد ذاته كذبة لا تقتفر لأنّ الشرعية في الأمم المتحدة لا يمكن أن تمنح بدون تصريح وإجماع دولي عليها في حين نرى جميع القرارات الصادرة من قبل الأمم المتحدة تتهم نظام الأسد بقتل شعبه وخرق مواثيق الأمم المتحدة عبر استخدام العنف ضد شعب انتفض بصورة سليمة ولم يبق هذا النظام خياراً أمام شعبه إلا الحل العسكري وثانياً قول مندوب نظام الملالي باحترام إيران لحق الشعوب في تقرير مصيرها من بينها الشعب السوري فالسؤال هو ألم ينتفض السوريون لكي يقرروا مصيرهم بعيداً عن رئيس لم ينتخبه هذا الشعب عبر صناديق الإقتراع فكيف احترام حق تقرير المصير يتناسق مع دعم النظام السوري بوأد انتفاضة حق تقرير المصير لأبناء سوريا. وأخيراص إذا كان ممثل الملالي صاديقاً لماذا لا ينتفض لقضايا مشابهة و لماذا لا يعطي حق شعبه في تقرير مصيره بعد أن رفض سلطة الملالي عدة مرالت وقمع هذا النظام انتفاضة الشعوب الإيرانية مستخدماً الحديد والنار فشرعية التدخل الإيراني واضحة عندما نعرف مدى شرعية حكم نظام طهران على شعبه.
التعليقات (0)