يكتب في هدوء .. وفي صمت يقترب من السكون .. إلا أن السكون الذي يسكنه الصخب إن لم تسكنه العاصفة ..
له خط ومسار ينأى بنفسه وبه عن الخوض في سجالات و(خناقات) لا طائل من ورائها .. يكتب وكأنه يكتب لنفسه .. له مناطق ظل لا نكاد نراه حين يرتادها .. ولكن له أيضاً مناطق إبهار نعتقد أنه فارسها الأوحد ..
ويتجلى ذلك في الموضوعات أو بالأحرى التحليلات الاجتماعية والسياسية خاصة .. لا ينزع نحو إثارة الغبار أو العدو وراء فضيحة ولا يغوى كشف العورات والمثالب لأجل سحب الأرجل والأقدام نحو عداد زواره أو نحو إثارة مشاغبات فوضوية .. ولكن يعرض المشكلة وما يرتئيه من حل من وجهة نظره البحتة دون ادعاء ذكاء مفرط أو خيلاء كاذبة ودون تعمد تجريح للمقابل أو تقريع للمخالف ...
كانت نبتته في إيلاف .. إلا أن شجرته التدوينية امتدت أفرعها نحو مواقع أخرى كما (نصطدم) بمقالات وموضوعات له منشورة فيها "بهدوء" ..
واليوم رأيت أحد أكثر المواقع انتشاراً يطرز صفحته الرئيسية بسبق كبير يتفاخر ويتباهى بأن أحد كتابه قد سبق الجميع على كافة المستويات الإعلامية والصحفية والسياسية والإخبارية بنشره مقالا عن موضوع الساعة .. عن أزمة المياه في حوض النيل بين مصر ودول المنبع .. كان المقال بعنوان ( مصر .. أثيوبيا .. نهر النيل) وفيه تطرق إلى تحليل الأزمة من زاوية قرر موقع (مصرنا) أنها لم يتطرق إليها أحد قبله . وذلك من زاوية علاقة الكنيسة المصرية ودورها الفعال في حل الأزمة بين مصر وأثيوبيا باعتبار العلاقة التاريخية وسابقة ارتباط أثيوبيا العميق بمصر إبان عهد الرئيس عبد الناصر و علاقة البابا كيرلس بطريرك الكرازة المرقسية بالامبراطور هيلاسلاسي ..
واقترح الكاتب( المدون) مجدي المصري حل المشكلة عن طريق إحياء الدور التاريخي للكنيسة المصرية وقيام البابا شنودة بذات دور البابا كيرلس مع حث رجال الأعمال المصريين على القيام بدورهم نحو توجيه استثماراتهم أو جانب منها في دول المنبع وعلى رأسها أثيوبيا وإلا فليرحلوا عن سمائنا ..
تم نشر هذا المقال لمجدي المصري في جريدة مصرنا الالكترونية في 14/5/2010..
وبتاريخ اليوم 18/5/2010 صدرت جريدة (مصرنا) موقعها وطرزت صفحتها الرئيسية بالتنويه إلى ذلك السبق الصحفي الذي تناول مقال الكاتب والمدون مجدي المصري سالف البيان حيث أوردت بالنص:
( لاحظنا أن جميع الجرائد المصرية نشرت أخبار مرتبطة بهذه الفكرة وأغلبها مفبرك عن أن هناك اتصالات جارية بين الكنيستين المصرية والأثيوبية ..وهيئة تحرير مصرنا تهنئ الأستاذ الكاتب مجدي المصري على فكرته وهنيئاً (لمصرنا) على هذا السبق الصحفي .. وحفظ الله مصر )
من هنا يستحق المدون مجدي المصري وعن جدارة أن ننوه عن هذا الخبر وهذا السبق وهذا التكريم كما يستحق أن نرفع له القبعة تحية له واعتزازا به .. حيث أنه فرق تماماً بين من يجعل هم أمته وقضايا بلده قضيته التي يبحث لها عن حل .. بعيداً عن محاولات الإثارة وجذب الانتباه للتشنيع فقط .. وللسخرية فقط .. وللشماتة فقط ..
بالأمس هنأنا الزميل الفاضل الكبير الأستاذ / جمال الهنداوي باختيار مدونته مدونة الشهر لإيلاف ..
واليوم نقول هنيئاً لمجدي المصري .. وهنيئاً لمدونات إيلاف باعتباره ابنا لإيلاف التي بدأ منها ..
وهنيئاً لمدوني إيلاف هذا السبق الذي ينسب لهم جميعاً باعتبار المدون مجدي المصري واحداً منهم ...
التعليقات (0)