مواضيع اليوم

مدونة الشهر .. بالمذاق الفلسطيني ..

محمد شحاتة

2010-10-15 17:28:03

0

دائماً ما كنت أرى نفسي قارئاً ومطالعاً ومتابعاً أفضل كثيراً كوني كاتباً ..
وكنت أتنقل بين كلمات وسطور وصفحات عمالقة الأدب العربي والأجنبي فأجدني استعيدها مراراً وتكراراً في متعة متناهية دون أدنى شعور بالقدرة لديّ أو بالجرأة على محاكاتهم أو حتى السير على آثارهم ..

 كمثل ما يستعيد عاشق الكرة شريط مباراة لفريق يعشقه ويسترجع كل لعبة حلوة أو هدف أسكره دون أدنى قدرة لدية على المحاكاة أو حتى تحريك قدمه ...
ذات يوم .. دعاني صديقي الذي يعشق الكتابة مثلما أعشق القراءة إلى متابعة كتاباته على "مدونة " له على موقع إسمه (إيلاف) ..

كنت أقرأ معه .. وأقرأ له .. وكنت أتابعه وأشترك معه في رصد عداد الزوار الذي يتزايد .. وكذا التعليقات الحية لكتاباته ..

ثم انتقلت إلى القراءة لباقي المدونين وكان عددهم قليلاً نسبياً ولكن ثقلهم كان كبيراً وأثرهم عميقاً ..
تحت هذا البريق .. وهذا الحراك .. حدثتني نفسي أن أنشئ "مدونة " بعدما طالعت خطواتها ومشيت مع هذه الخطوات .. كلفت أحد أصحابي بعمل (إيميل لي) على الياهو ..
ووضعت الإيميل ضمن بياناتي ثم نسيت كلمة السر ومن يومها لا أملك أي أيميل لي حتى الآن ولا أعلم شيئاً عن كيفية استخدامه ..

وظهرت المدونة .. وأحببت أن أضع صورة شخصية لي عليها ..

ولضعف ثقافتي في تحميل الصور أخطأت ووضعت بدل صورتي صورة (الفتاة) التي نادت بأول إضراب على الفيس بوك !!..

ساعتها شعرت بارتباك واضطراب شديدين ومعاناة حتى رفعت الصورة الخطأ..
ثم بدأت الكتابة .. انخرطت فيها ..

وفوجئت بذلك الاحتضان والاحتفاء غير العاديين من كثيرين من عمالقة التدوين بإيلاف الذين التحمت معهم حتى شعرت أنني واحد منهم ..
لا يمكنني ولا يجوز لي أبداً أن أنكر فضل هذه المنصة التدوينية (إيلاف) والتي هي بمثابة بيتي الوحيد الذي لا أعرف بيتاً غيره أكتب فيه..
كما لا يمكنني أن أجد وصفاً آخر لتجربتي في (إيلاف) إلا وصف (الحلم) ..

نعم .. إنه حلم عشته في الواقع ..

فعندما يصير لك في وقت قصير أصدقاء وزملاء وأناس تعرفهم من مشارق الأرض ومغاربها .. من العراق وتونس والجزائر والمغرب والسودان ولبنان وفلسطين والسعودية وفرنسا والكويت وأمريكا وغيرها وغيرها ..

أوليس ذلك حلماً؟! ..

وعندما تجد نفسك في تواصل حي مع أدباء ومفكرين وأكاديميين وشعراء وسياسيين وفنانين ورسامين ومدونين مثلك من عشاق الكلمة ..

أوليس ذلك حلماً ؟!..
و حينما تجد اسمك مطرزاً على جبين أول جريدة الكترونية عربية .. وعلى جبهة أشهر موقع تدويني عربي ..

أوليس ذلك حلماً؟!!
وأخيراً .. حينما تجد أبناء فلسطين .. البلد الذي تحبه وتعشقه يواسونك بأشد ما تكون المواساة حرارة في فقد أعز عزيز لديك .. ثم يبتهجون بأشد ما يكون الابتهاج باختيار مدونتك مدونة الشهر ...

أوليس هذا جميلاً..ورائعاً ؟
حقيقة .. رغم أنني لم أكن محسوباً على فريق المتحمسين لمدونة الشهر ..

ولأنني كنت أكتب منذ أكثر من عام ولم يحدث أن أخبرت أبي بكتاباتي أو حادثته في شيء منها لعلمي بخوفه ( المرعب) عليّ .. ولعلمي بأنني لو كنت حتى رئيساً للمخابرات المصرية "كعمر سليمان" فإنني في نظر أبي ابنه" الصغير" الذي يحبه ويخشى عليه أن يناله أي مكروه ...

ورحل أبي دون أن يعلم شيئاً عن كتاباتي ..

ثم جاء اختيار إيلاف لمدونتي كمدونة الشهر بعد أيام من رحيله ..

في هذه اللحظة تمنيت أن يكون هذا الاختيار قبل رحيل أبي ..

وقتها لكنت أعلمته به وبكتاباتي حتى أرى لمعان السعادة  في عينيه ..
ولكن أبناء ياصيد.. أبناء القدس الطاهرة ..

أبناء فلسطين المقدسة عوضوني بأكثر مما يدخل على قلبي من الشعور بالامتنان والتواصل والحب والمشاركة الوجدانية الصادقة يقودهم القلب العامر بكل حب الزميل الأخ / عوني ظاهر ..
صدقاً ..

إن مشاعر المواساة شديدة المصداقية التي تلمستها في تعزيات جميع زملائي وأصدقائي من مدوني إيلاف المخلصين جميعهم ..

وكذا من القراء الأفاضل والمتابعين والمحبين كان لها في نفسي شديد الأثر وحافزاً لعبور الصدمة الكبيرة التي عشتها بفقد أغلى الأحباب..
كما أن مشاعر الابتهاج والاحتفاء التي تلمستها  من أرض فلسطين الحبيبة من تهاني أبنائها الأصلاء لاختيار مدونتنا كمدونة الشهر في إيلاف .. كل ذلك جعل لهذا الاختيار مذاقاً شديد الخصوصية عندي أعتز به غاية الاعتزاز .. وأسعد به أشد السعادة .. وأفرح به غاية الفرح ..
لفلسطين المباركة الطاهرة كل تحية وكل حب وكل امتنان ..

ولجميع أبناء فلسطين الأبرار بلا استثناء كل تقدير وكل حب مني ..

ولجميع أبناء ياصيد على وجه الخصوص عميق شكري وامتناني على مشاعرهم الفياضة الخالصة لوجه الأخوة ووجه المحبة ..
وأرجو أن يعينني الله على أن أوافيكم ببعض حقوقكم علينا ..
                         وشكرا للجميع ..
                    إدارة .. وزملاء .. وأصدقاء .. وقراء ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !