العصمة بالنص الشرعي لا بالدعوةِ الى صراطٍ مستقيم
العصمة:
هي اللطف الذي يفعله الله فيختار العبد الامتناع من فعل القبيح فيقال ان الله تعالى عصمه بان فعل له ما اختار عنده العدول عن القبيح. وهي على قسمين: العصمة المطلقة والعصمة المقيدة.
1 العصمة المطلقة:
وهي لاتعرف الا بـ:
أ- النص الشرعي سواء كان النص قرآنياً او روائياً.
ب- تكون ملازمة لصاحبها منذ الولادة وحتى الممات.
ج- ولا يتصف بهذه العصمة وكما هو ثابت ومعروف الا الانبياء والائمة (عليهم سلام الله اجمعين) حصراً.
د- ومن خلالها يمتنع صاحبها من جميع القبائح لابعضها.
2 العصمة المقيدة:
والعصمة المقيدة تنطبق (مثلا) على كل عبد اختار الامتناع عن فعل القبائح لاجميعها.
وباستطاعة من يتصف بها كذلك الامتناع عن جميع القبائح ولكنها تختلف عن العصمة المطلقة بعدة امور منها:
أ- - انها لاتكون منذ الولادة.
ب- - (ممكن) ان تكون حتى الممات، (وممكن) ان لاتكون كذلك.
ج- يتصف بها من هو دون درجة الانبياء والائمة.
د- لاتكون بالنص الشرعي.
هـ- هي متاحة لكافة المسلمين والمؤمنين.
ولكن ما أثار انتباهي واستغرابي هو ان احمد اسماعيل كَاطع (مدعي اليماني ومدعي ابن الحسن) واتباعه يقولون: ان (مدعي اليماني) هو معصوم؛ لانه يدعوا الى صراط مستقيم (وحسب ما يدعون طبعاً)، وبإدعاهم هذا يثبت عدم عصمته ؛ إذ ليس كل من يدعوا الى صراطٍ مستقيم يكون معصوماً سواء بالعصمة المطلقة والتي لاتعرف الا بالنص الشرعي وكما هو ثابت ومعروف او المقيدة والتي بإستطاعة احدنا الاتصاف بها، فانا لو دعوت ابناء السنة الى مذهب الحق مذهبنا وولاية الحق ولاية امير المؤمنين والتي هي الصراط المستقيم هل اكون معصوماً؟!، هذا من جانب ومن جانب آخر انهم يدعون عصمة (مدعي اليماني) المطلقة لانهم لم يقيدوا إدعائهم بالعصمة المقيدة وحتى لو قيدوها وقالوا ان (مدعي اليماني احمد اسماعيل كَاطع) معصوم بالعصمة المقيدة فلا يصح ادعاؤهم لمجرد ادعائهم انه يدعوا الى صراط مستقيم فالدعوة الى صراطٍ مستقيم (لو ثبت ذلك) شيء والعصمة بشقيها شيء آخر، وكما اوضحنا وكما هو ثابت وبديهي ومعروف من ان العصمة المطلقة لاتصلح الا لنبي او امام -اي لاتصلح الا للانبياء والائمة حصرا-.
وعليه يثبت عدم عصمة (مدعي اليماني والعصمة) لاعقلا ولا شرعاً، وانه واتباعه
ادعوا (ماليس لهم) العصمة المطلقة زوراً وبهتاناً، وقد نازعوا الانبياء والائمة رداءهم الذي البسهم اياه الله سبحانه وتعالى، وبهذا كانوا قد خالفوا الثابت والبديهي والمعروف وكذلك قد خالفوا العقل والشرع.
إدعاء العصمة يبطل الدعوة الى صراطٍ مستقيم
فبعد ان اثبتنا عدم صحة إدعاء العصمة من قبل مدعيها ومدعي اليماني ومدعي ابن الحسن المدعو احمد اسماعيل كَاطع، فيثبت عدم صحة إدعائه بأنه يدعوا الى صراطٍ مستقيم، فكيف يدعوا الى صراطٍ مستقيم وهو متقمص ومغتصب ومدعي العصمة من اصحابها آل محمد(عليهم السلام)، فكيف يكون ذلك وهو قد نازعهم رداءهم الذي البسهم اياه الله تعالى الا وهو العصمة.
مغتصب حق آل محمد لايكون الاعدوٌ لهم
فمغتصب حق اهل البيت(عليهم السلام) لايكون على منهاجهم -اي لايكون على صراطهم المستقيم-، فمن لم يكن على صراطٍ مستقيم لايكون داعيةً الى ذلك الصراط مستقيم؛ لان فاقد الشيء لايعطيه!!، بل بالاحرى والمتيقن انه يكون عدوهم ومعاديهم في الدنيا والاخرة، وهذا هو حال مدعي العصمة ومدعي اليماني ومدعي ابن الحسن المدعو احمد اسماعيل كَاطع .
عدم الدعوة الى صراطٍ مستقيم تنفي اليمانية عن مدعيها
اليماني الذي تذكره الروايات يدعوا الى صراطٍ مستقيم، وبما اننا اثبتنا عدم صحة دعوى احمد اسماعيل كَاطع بانه يدعوا الى صراط مستقيم، وذكرنا السبب الا وهو مغتصب حق من حقوقهم ومنازعهم فيه وهو لايكون الا لهم الا وهو العصمة الالهية الخاصة بهم دون غيرهم الا الانبياء وفاطمة الزهراء(عليهم السلام)، اقول فبعد ان اثبتنا عدم صحة إدعائه بانه يدعوا الى صراطٍ مستقيم، اقول فبعد ان اثبتنا ذلك فعليه يثبت عدم صحة دعوته بانه اليماني الذي يسبق ظهور الامام المهدي(عليه السلام)؛ لان اليماني يدعوا الى صراطٍ مستقيم، وثبوت عدم صحة ادعائه بانه يدعوا الى صراط مستقيم يثبت عدم يمانيته المدعاة من قبله.
اليماني بين الهدى والضلال والحق والباطل
(ليس فيها باهدى من راية اليماني ) و(... يهدي الى الحق) و(ليس فيهم اهدى من راية اليماني) و(...، لانه يدعوا الى الحق) و(ليس في الرايات راية اهدى من راية اليماني)، هكذا ورد عن المعصومين(عليهم السلام)، وهم يتكلمون عن اليماني الموعود الحقيقي، والذي يسبق ظهور الامام الحجة المنتظر(عليه السلام)، اما من تقمص وادعى بانه هو اليماني واغتصب ذلك العنوان المقدس وطبقه على نفسه زوراً وبهتاناً وبعد ان اثبتنا ذلك وبالدليل الذي لايقبل الشك؛ يصبح يماني مزيف مقابل اليماني الحقيقي، ويصبح راية ضلال مزيفة مقابل راية الهدى الحقيقية، ويصبح يماني مزيف يدعوا الى الباطل مقابل اليماني الحقيقي الذي يدعوا الى الحق، وكذلك يصبح يماني غير حقيقي يهدي الى الباطل مقابل اليماني الحقيقي الذي يهدي الى الحق، وعليه وبعد ان بينا كل ذلك يصبح المدعو احمد اسماعيل كَاطع هو اليماني المزيف والذي هو مقابل اليماني الحقيقي والذي رايته راية ضلال ويدعوا ويهدي الى الباطل مقابل اليماني الحقيقي والذي رايته راية هدى ويدعوا ويهدي الى الحق، بالاضافة الى ثبوت عدم دعوته الى صراطٍ مستقيم لان اليماني الحقيقي الموعود يدعوا الى ذلك الصراط المستقيم؛ فمن ينتحل دوره وعنوانه وشخصيته فقد يكون على العكس منه -اي لايدعوا الى صراط مستقيم-.
يمانيُ الضلال يلتوي على يمانيِ الهدى
) لا يحل لمسلم ان يلتوي عليه) و(...فمن فعل ذلك فهو من أهل النار )، هذا ماورد عن اهل بيت العصمة (عليهم السلام)، فهم يرسمون لنا طريقاً يبينون لنا فيه حرمة الالتواء على اليماني، ويبينوا لنا ان الملتوي عليه هو من اهل النارسواءاً وقع وحصل هذا الالتواء في وقت ظهوراليماني او قبل اوبعد ظهوره المبارك، فمن الالتواء هو تقمص دوره وإدعاء عنوانه وانتحال شخصيته والتلبس بلباسه زيفاً وزوراً وبهتاناً وظلماً وعدواناً، وكما قلنا سواء حصل هذا الالتواء اثناء او قبل او بعد ظهور اليماني الموعود، وهذا الالتواء قد حصل ووقع من قبل مدعي اليماني احمد اسماعيل كَاطع حيث ادعى وتلبس بلباس وتقمص وانتحل اسم ودور وشخص اليماني الكريم الموعود، فعليه ان احمد اسماعيل كَاطع قد ثبت انه انسان ملتوي على اليماني؛ وبما انه ملتوي على اليماني الموعود فهو اذاً من اهل النار، ومن الملتوين عليه.
يسلمها وليس يستلمها
من ادلة المدعي الواهية على انه الاحق بقيادة الامة الاسلامية من غيره من الفقهاء، وانه هو ابن الامام المهدي(عليه السلام)، وهو الذي سيسلم الراية والقيادة والامة له لانه ابنه، هو الحديث التالي: ((فقال-أي الرسول(ص)- يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام ،وساق الحديث إلى آن قال وليسلمها الحسن(ع) إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ص) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين))، لكن لو نظرنا لبعض كلمات الحديث لوجدناها عكس مايريد ويقول المدعي، حيث صرح انه اولى من غيره بقيادة الامة الاسلامية وانه يمهد للامام المهدي(عليه السلام) فإذا ظهر (عليه السلام) سيسلم له الامة وقيادتها، بينما يذكر الحديث ان الامام لايستلمها من ابنه كما يدعي المدعي، بل يسلمها(عليه السلام) لابنه حين الوفاة، وان المدعي يخالف النص الصريح فالرسول يقول يسلمها لابنه حين الوفاة والمدعي يقول يستلمها من ابنه حين الظهور، والنص واضح ومع وضوحه نرى المدعي قد خالفه.
الامام ارجعنا الى العلماء لا الى الابناء
ارجعنا الامام المهدي(عليه السلام) الى العلماء الفقهاء قبل الغيبة الكبرى، حيث قال(عليه السلام): (واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم)، فالحديث واضح وصريح حيث انه(عليه السلام) ارجعنا الى العلماء لا الى الابناء لو وجد الابناء بالفعل وقت غيبته الكبرى، فيأتي المدعي فينسف ما تعارف وعمل عليه الشيعة منذ بدأ الغيبة الكبرى والى الآن، فيقول انا احق من الفقهاء (ويصفهم بفقهاء الضلال) بقيادة الامة الاسلامية لانني ابن الامام وقد اوصى بيَّ الرسول، بينما وكما ذكرنا سابقاً من ان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) اوصى الامام بتسليم الامة الاسلامية وقيادتها الى ابنه حين وفاته(عليه السلام)، وان الامام المهدي(عليه السلام) هو الذي سيعرفنا على ابنه حين دنو اجله، ويسلمنا اليه كما فعل آباؤه (عليهم السلام) حين يعرفون شيعتهم بالامام الذي يليهم ويوصون بموالاته وإتباعه حتى يكون كلامهم حجة على شيعتهم، بينما المدعي قد خالف سيرة اهل البيت(عليهم السلام).
لا عائلة للامام المهدي(عليه السلام) الا بعد الظهور
يدعي المدعي على انه ابن الامام المهدي(عليه السلام)، وعلى هذا الاساس اخذ يصرح بانه احق من غيره بقيادة الامة الاسلامية لانه ابن الامام، فلو رجعنا الى الروايات لوجدنا طائفتين من الروايات، فالطائفة الاولى تشير الى وحدة الامام حال غيبته دون ان تذكر له عائلة، والطائفة الثانية تشير الى الامام وعائلته بعد الظهور لا قبله، واليكم مايشير الى ماذكرناه:
الطائفة الاولى:
قال الامام المهدي(عليه السلام):(يا بن المازيار ابي ابو محمد عهد الي ان لااجاور قوماً غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب اليم، وامرني ان لااسكن من الجبال الا وعرها، ومن البلاد الا عفرها) ، انظروا اقرأوا لاحظوا ان الامام المهدي(عليه السلام) يتكلم عن وصية والده (عليه السلام) وهو يوصيه في السكن على النحو الذي ذكره هو(عليه السلام)، ولم تذكر الرواية ان الوصية له ولعائلته، وانما له لوحده دون ذكر أي عائلة له (عليه السلام) في الرواية حال غيبته.
الطائفة الثانية:
ويقول الامام الصادق (عليه السلام) لأبي بصير :(يا ابامحمد ، كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله ، فقال له أبو بصير يكون منزله ؟ قال نعم هو منزل إدريس عليه السلام وما بعث الله نبيا إلا وصلى فيه)، انظروا لاحظوا اقرأوا ان الامام الصادق(عليه السلام) يذكر اهل وعيال الامام المهدي(عليه السلام) بعد الظهور لاقبله ولا في زمن غيبته وانما بعد انقضائها، ويأتي المدعي ويخالف الطائفتين ويدعي انه ابن الامام المهدي(عليه السلام)، وبناءاً على الطائفتين فانه لاعائلة ولا اهل للامام المهدي(عليه السلام) في زمن غيبته، وانما بعد الغيبة وبعد الظهور يكون هنالك اهل وعائلة للامام المهدي(عليه السلام).
الفقهاء بين الامام العسكري وابن كاطع
الفقهاء امناء الله ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) واهل البيت(عليهم السلام) على الحلال والحرام، وهم قادة الاسلام والمذهب الشيعي الامامي، وهم نواب الامام المهدي(عليه السلام) في زمن غيبته، ومع ذلك ومع وصية الامام الحسن العسكري(عليه السلام) لشيعته بتقليدهم واتباعهم والرجوع اليهم، نرى ان ابن كاطع اخذ يتهجم عليهم جميعاً دون استثناء، واصفاً اياهم بفقهاء الضلال!.
قال الامام الحسن العسكري(عليه السلام) وهو يدعونا لتقليد الفقهاء واتباعهم:( فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه).
وقال المدعي ابن كاطع متهجماً على الفقهاء واصفاً اياهم بفقهاء الضلال: (أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم إقرؤوا إبحثوا دققوا تعلموا واعرفوا الحقيقة بأنفسكم لا تتكلوا على احد ليقرر لكم آخرتكم فتندموا غدا حيث لا ينفعكم الندم (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)).
وبعد ما قرأنا كلام الامام العسكري(عليه السلام) حول الفقهاء، وكلام مدعي العصمة حول الفقهاء، يجب علينا ان نعرف من هو الكلام الواجب علينا الاخذ والتصديق به، هل كلام المعصوم الحقيقي او كلام مدعي العصمة؟!.
رسول الامام بين الرمزية والنسب
اولاً: مكة ذلك المكان المقدس والذي يجمع المسلمين ويجتمعون فيه على التوحيد، حيث فيها يلقي رسول الامام المهدي(عليه السلام) خطبته الى المسلمين بأمر الامام المهدي(عليه السلام) ويكون رسوله اليهم، هو حسني او حسيني النسب وكما هو المعروف عن ذلك، فيأتي المدعي ليدعي انه هو ويطبق ذلك العنوان"رسول الامام" على نفسه دون برهانٍ يذكر، بل يطلق على نفسه ابن الامام زوراً وعدوانا، ومع ذلك فكيف يكون عنده ابن الامام زوراً هو رسول الامام زوراً، والامام "حسيني" النسب، بينما رسوله الحقيقي هو "حسني" النسب، بل حتى لو قلنا انه حسيني النسب-اي رسول الامام- فهذا لايعني انه ابن كاطع لان الاخير يدعي انه ابن الامام المهدي(عليه السلام)، وكما اثبتنا انه لاعائلة للامام (عليه السلام) وقت الغيبة وقبل الظهور المبارك، حينها يثبت بطلان ادعائه بانه رسول الامام.
ثانياً: يذكر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره) في احدى خطب الجمعة بان اليماني الموعود هو رسول الامام المهدي(عليه السلام) الى المسلمين، بينما المدعي وبعد ان اثبتنا عدم صحة كونه هو اليماني الموعود، بل انه وكما ذكرنا سابقاً بانه "مدعي اليماني" زوراً وبهتاناً وظلماً وعدواناً، يدعي بانه هو رسول الامام المهدي(عليه السلام) الى المسلمين لانه هو اليماني كذباً وافتراءاً.
التعليقات (0)