شاركت مدرسة ياصيد الثانوية للبنين ممثلة بمدير المدرسة د. عزمي بلاونه والسكرتير والمعلمين والطلبة وفرقة الكشافة بمهرجان كرنفال الاستقلال الذي اقيم على ارض مدينة نابلس بتاريخ 20/11/2009 وقد ارتدى الطلبة الملابس التراثية التي تمثل تراث قريتهم وتقاليد الوطن ومشوا مرفوعي الراس امام تصفيق الجماهير .
وفي ذكرى رحيل الرمزعاد الرئيس الراحل ياسر عرفات أمس حياً، وشهيداً، الى نابلس ليشارك اهلها كرنفالاً ضخماً نظم تحت عنوان "مسيرة شعب" لمناسبة ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال.
وصفق مئات المواطنين ممن تنازعتهم مشاعر حزن وفرح متضاربة حين وصل منصة الاحتفال في المدينة رجل يشبه ويقلد الراحل عرفات على عربة عسكرية وهو يرفع شارة النصر في مشهد يحاكي دخول "أبو عمار" الأراضي الفلسطينية قبل نحو عقدين.
وما أن أعلنت عريفة الحفل وصول "الرئيس ياسر عرفات" الى منصة الاحتفال، حتى اندفع مئات المواطنين نحو المكان ليشاهدوا الرجل الذي حمل الكثير من ملامح "أبو عمار"، وبدأ يلوح بيده للمواطنين من وسط رجال الامن الذين كانوا يرافقونه.
واعتلت ابتسامات حزينة شفاه العشرات، بينما كانت مكبرات الصوت تصدح بأن "عرفات لا يزال حياً وها هو الآن بيننا"، في مشهد رمزي يحمل الكثير من الدلالات.
هكذا جاء عرفات في مشهد حي ليهزم الغياب، لكن مشاهد حصار "أبو عمار" ورحيله وتشييعه، ما لبثت ان حضرت هي الأخرى دون ان تفلح في انتزاع رمزيته من قلوب شعبه رغم خمسة اعوام من الرحيل.
واشتمل الكرنفال الذي شكل دخول "أبو عمار" الاراضي الفلسطينية وحصاره واستشهاده بعضا من فقراته، مسيرة محمولة ضخمة جسد المشاركون فيها المحطات الرئيسة والمفصلية التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ النكبة وتشريد الشعب الفلسطيني واحتلال ارضه.
وتم تنظيم الكرنفال احتفاء بذكرى إعلان وثيقة الاستقلال واحياء للذكرى الخامسة لرحيل القائد الرمز، وذلك بمبادرة من شركة "ماسترز" للاعلان، الامر الذي تبنته محافظة نابلس وعملت على تجسيده عبر لجنة تحضيرية ضمت في المحصلة اكثر من 100 مؤسسة ولجنة وهيئة وطنية رسمية وأهلية شاركت في التحضير للكرنفال، وفي فقراته المختلفة.
وجاءت المسيرة التي ضمت مئات المواطنين لتحاكي وتكثف عبر لوحات بشرية ومجسمات وصور أبرز ما مر به الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 مروراً بانطلاقة الثورة الفلسطينية واحتلال بقية الاراضي الفلسطينية عام 1967، وما ترتب على ذلك من قمع إضافي ضد الفلسطينيين واعلان وثيقة الاستقلال من قبل المجلس الوطني في الجزائر، وصولاً الى إقامة السلطة الفلسطينية ودخول قوات الأمن الوطني الاراضي الفلسطينية، وانتهاء بالمرحلة الراهنة وفرض الأمن بعد حالة من الفوضى والفلتان شهدتها الاراضي الفلسطينية.
وشارك في هذا الحفل الضخم إلى جانب رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، كل من عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد، ممثلاً عن الرئيس، ومحافظ نابلس، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الدكتور جمال محيسن، رئيس اللجنة التحضيرية للكرنفال، ومنسق الكرنفال زياد عثمان، والعشرات من ممثلي الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص والأجهزة الأمنية وآلاف المواطنين.
وانطلقت المسيرة من الجزء الغربي في المدينة واتجهت صوب المقاطعة بمشاركة مختلف مكونات الشعب الفلسطيني.
وجسد مئات المتطوعين والمشاركين في مواكب متتالية عشرات اللوحات التي تلخص مسيرة وجوانب حياة الشعب الفلسطيني النضالية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية والامنية ونضاله اليومي وصموده على ارضه أمام ما يتعرض له على أيدي المحتلين لاقتلاعه من وطنه.
وأشاد محيس بالجهود الضخمة التي بذلتها اللجنة التحضيرية لانجاح هذا الحدث الذي يقدم صورة عن نابلس والشعب الفلسطيني ومسيرته، لافتا الى ان الإمكانات التي أتيحت لا تتناسب مع ضخامة ما أنجزته اللجنة في فترة محدودة نسبياً.
واكد على اهمية الكرنفال والرسالة السياسية والفنية الثقافية والوطنية التي يحملها، لافتاً الى ما يتمتع به الشعب الفلسطيني من إصرار على الحياة والحرية رغم كل ما تعرض ويتعرض له.
واوضح ان هذا الحدث يظهر كيف استطاعت نابلس ان تستعيد بعضاً من حيويتها رغم كل ما تعرضت له.
ونوه الى ان تنظيم هذا الكرنفال ما كان ليتم بهذه الصورة لولا حالة الأمن التي عادت الى نابلس بعد سنوات من الفلتان.
وقال عثمان ان كافة مكونات محافظة نابلس ومؤسساتها وأطرها وفعالياتها الرسمية والشعبية كانت حاضرة في هذا الاحتفال الذي شاركت فيه مختلف الفعاليات من المدينة والريف والمخيمات.
التعليقات (0)