مدرسة أحمد عيّاد الاعدادية بقصرهلال
شاهدة عيان على ثبات مقولة المناضل
"البلدية مرفوضة لأنها مفروضة"1949-2010
الجميع بقصرهلال،والكثيرين من خارجها يعرفون جيّدا مدرسة أحمد عيّاد الاعدادية والتي كانت تعرف عند تأسيسها ب"المدرسة الفرنكو-عربية"،النواة الأولى للتعليم العصري بقصرهلال،وقد فتحت أبوابها يوم غرة أكتوبر1909.وقد كانت مرفوقة عند افتتاحها بقسم لتعليم الصناعة(النسيج) الى جانب قباضة بريدية.وقد اضطلعت كما ينبغي،منذ انطلاقها،وبرغم توجهاتها المعلنة في تكريس التبعية للثقافة الغربية عموما،والفرنسية تحديدا بدورمتميز في غرس مقومات الهوية العربية والتونسية،وتكريس الغيرة على مسيرة الحركة الوطنية بقصرهلال وبالوطن التونسي، ودعمها عبر تخريج مجموعة متميزة ومتنوعة من الاطارات والخبراء ورجال الأعمال الغيورين على الوطن التونسي.
ولم ينفع هذه المدرسة اطلاق اسم المناضل الكبير أحمد بن سالم عيّاد عليها للفوز من وزارة التربية التونسية،ومن الادارة الجهوية للتربية بالمنستير بحاجياتها من البناءات،ومن التجهيزات والامكانيات احتراما لنضالات قصرهلال المتلاحقة عبر الجهادين الأكبروالأصغر،وخاصة تكريما لروح وعطاء المناضل الكبير الذي لم يمتد به قطار العمرللحصول على التكريم اللائق بمكانته في وضع أسس الحزب الحر الدستوري الجديد الذي اقترنت ولادته باجتماع"دار عيّاد" التي لا تزال الى اليوم متحفا وطنيا نقل الاشراف عليه من المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية الى جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بقصرهلال التي حوّلته الى فضاء تجمعي فرعي للأفراح وللتظاهرات السياسية ذات اللون الواحد الأوحد.
ولعل من محاسن الصدف أن تكون المدرسة الاعدادية التي نسبت الى المناضل الدستوري والديمقراطي الكبير أحمد بن سالم عيّاد(1890-31أوت1949)والذي أطلق عبر مقال بجريدة"تونس"يوم10 أوت1949 أي قبل واحد وعشرون يوما من وفاته مقولته الشهيرة"البلدية مرفوضة لأنها مفروضة"وهي تستند الى الأركان التالية:
-البلدية مرفوضة لأنها مفروضة ضد كل ديمقراطية،وضد أبسط مبادىء الحرية.
-تجربة الأمة التونسية مع البلدية تجربة فاشلة فيها ابتزاز للأموال بدون قضاء المصالح،أو تحقيق النظافة.
-البلدية في شكلها المفروض جور جديد لا يرفع الا بتحقيق حرية الانتخاب،وحرية المجالس البلدية في ميزانيتها وضعا،وتصرفا،وختم بأن البلدية يجب أن تكون"مقبولة،مطلوبة،مرضية".
من محاسن الصدف أن كانت المدرسة مقرا لمركزين لا للاقتراع كما يرسم عادة،ولكن مركزين لتكريس المهانة بتغييب المواطنة والديمقراطية المحلية،وقد تبيّن وعبر الفصل المحلي لمسرحية"مدينة أفضل لحياة أرقى"يوم9ماي2010،مكتبين اثنين،الأول للذكور والثاني للاناث بأن من مجموع 600 مسجل لكل من المكتبين لم يحضرللتصديق على اغتيال الديمقراطية المحلية سوى خمسة ،أو ستة أنفار،ومن الأكيد أنكم على علم أكيد بكيفية تذليل الفارق في نهاية اليوم حتى ترتقي النسب الى المستوى المعلن عنه في وسائل الاعلام،بل قل وسائل التضليل الرسمية الممولة من دافعي الضرائب المعتدى على حقوقهم عبر المحطات المتلاحقة من25أكتوبر2009الى9ماي2010.
ان هذه المسرحية السمجة الحاملة شعار"مدينة افضل لحياة أرقى" أقامت الدليل من خلال تكريسها للعتف المادي واللفظي،وللمساومة والتهديد ،وللأغراق الغذائي،وتزييف الارادة من خلال"ادارة تخدم المواطن" وعلى نطاق واسع بأنها اهانة صريحة لنضالات الأجداد والآباء،وتحد واضح ومباشر لكل الأحرارالكارهين للرداءة الذين هم مطالبين بالتعبير عن رفضهم لكل ذلك عبر مقاطعتهم لهذه الشعب البلدية المسماة زورا"المجالس البلدية" المنبثقة عن تعيينات وتزكيات ومآدب التجمع الشمولي وصولا الى محطة9ماي2010 حضورا للجلسات المكرسة للأمر الواقع اللصوصي الظالم،ودفعا للجباية المحلية وفاء لمقولة المرحوم المناضل أحمد عيّاد"البلدية يجب أن تكون مقبولة،ومطلوبة،ومرضية".
التعليقات (0)