رام الله- تقرير معا- "عندي زبائن اصبحوا يشترون 3 سجائر (فلت) صباحا ومثلها في العصر بعد ارتفاع اسعار السجائر"، هذا ما قاله احد اصحاب المحال التجارية في مدينة البيرة لـ "معا"، ليصف به حال المدخنين الذين وجدوا في ارتفاع اسعار السجائر فرصة مواتية للتخفيف من الدخان خاصة لمن اعتادوا عليه لسنوات طويلة واكتشفوا انهم ينفقون اموالا طائلة على التدخين.
ومن الواضح ان رفع اسعار السجائر تعتبر وسيلة ناجعة ومؤثرة على المدخنين لاعادة التفكير في هذه العادة التي تلحق الضرر بصحتهم وبجيوبهم، حيث يقول احد المدخنين لم اكن في السابق التفت للاموال الكبيرة التي انفقها على شرب السجائر، لكني بعد رفع اسعار السجائر قمت بحساب ما انفقه من اموال على شرب السجائر لاجد انني انفق قرابة ثلث راتبي الذي لا يتجاوز الـ 2400 شيقل على الدخان خاصة وانني ادخن علبتي سجائر يوميا وبما يصل الى 30 شيقلا يوميا بمعنى انه ينفق 900 شيقل شهريا على شرب الدخان؟!.
ورغم التحذيرات الصحية التي تضعها وزارة الصحة على علب السجائر التي تؤكد ان التدخين يتسبب بعدد من الامراض الخطيرة، الا ان تلك التحذيرات لم تدفع مئات الاف من المواطنين للتوقف عن التدخين، في حين ان رفع اسعار الدخان يلفت انتباهم اكثر من اي شيء اخر الى ما ينفقوه على شرب السجائر سنويا، ويمكن اعطاء مؤشرات واضحة حول ذلك اذا ما جمعنا الاموال التي ينفقها المدخن سنويا والتي تصل قرابة ( 10800) شيقل سنويا اذا كان المدخن يستهلك علبتين من السجائر وبسعر 15 شيقلا للعلبة الواحدة، وهذا يعادل ما ينفقه مستأجر في مدينة رام الله والبيرة بقيمة 250 دولار شهريا حيث يدفع سنويا ما قيمته 3100 دولار سنويا.
ووفقا جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني حول بيانات مسح إنفاق واستهلاك الأسرة للعام 2008 أن متوسط الإنفاق الشهري للأسر على الدخان بلغ 33.6 ديناراً أردنيا، أي ما نسبته 4.9% من مجموع الإنفاق الشهري الكلي للأسر بواقع 42.1 دينارا في الضفة الغربية و16.7 دينارا في قطاع غزة.
من جهة أخرى أشارت البيانات إلى أن إجمالي قيمة الواردات الفلسطينية الموثقة من الدخان بلغت ما يقارب 56 مليون دولار أمريكي خلال العام 2008.
كما اشارت الى أن نسبة المدخنين الفلسطينيين 20%، في حي ان قيمة الواردات الفلسطينية من التدخين 56 مليون دولار، موضحا في بيانات احصائية لعام 2006 أن التدخين ينتشر بنسبة أعلى بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 30 سنة فأكثر، مقابل أولئك الذين تبلغ أعمارهم 12-30 سنة (27.0% مقابل 14.0%) على التوالي.
وأشارت البيانات إلى أن 3.0% من الأفراد 12 سنة فأكثر هم من المدخنين السابقين (مقلعون عن التدخين)، وأن 77.0% لم يدخنوا أبدا.
وبين الإحصاء أن 4.5 من المدخنين عام 2006 هم من الأفراد في العمر 10-18 سنة، بواقع 7.3% بين الذكور مقابل 0.6% بين الإناث. وأشارت البيانات إلى أن هذه النسبة أعلى بين أطفال الضفة الغربية مقارنة بأطفال قطاع غزة (5.3% مقابل 2.1% على التوالي).
وأضحت بيانات العام 2006 إلى أن حوالي 5.0% من بين الأفراد الملتحقين بالتعليم هم من الأفراد الملتحقين بالمرحلتين الأساسية والثانوية، بواقع 8.8% بين الذكور مقابل 0.7% بين الإناث.
وأشارت البيانات إلى أن نسبة التدخين بين صفوف الطلبة في المرحلة الثانوية بلغت 12.5%، بواقع 24.5% بين الذكور مقابل 1.1% بين الإناث، فيما بلغت هذه النسبة بين الطلبة في المرحلة الأساسية 1.9%، بواقع 3.5% بين الذكور مقابل 0.6% بين الإناث.
وحول انتشار ظاهرة التدخين بين الشباب غير المتزوجين في العمر 15-29 سنة، أشارت بيانات العام 2006 إلى أن 17.6% من هؤلاء الشباب يمارسون عادة التدخين، وان متوسط العمر عند البدء بالتدخين بين الشباب في العمر 15-29 سنة بلغ 16 سنة. وأشارت البيانات أن 26.1% منهم بدأوا التدخين في العمر 10-14 سنة، فيما أفاد 61.2% أنهم بدأوا ممارسة هذه العادة في العمر 15-19 سنة، بالمقابل بدأ ما نسبته 1.5% من هؤلاء الشباب هذه العادة قبل بلوغهم سن العاشرة.
وحول الدوافع التي أدت لاتباع هذه العادة، أشارت البيانات إلى أن حوالي 44.0% من هؤلاء الشباب مارسوا عادة التدخين نتيجة ضغط الأصدقاء عليهم أو تقليدا لهم، وأن حب التجربة والاستطلاع دفعهم لممارسة التدخين، بالمقابل أفاد 13.2% من شباب قطاع غزة أن المشاكل النفسية والعائلية دفعتهم للتدخين مقابل 7.0% بين شباب الضفة الغربية.
المصدر - وكالة معا الاخبارية
التعليقات (0)