بناء على طلب كريم من بعض شباب ثورة يناير، وثقة أعتز بها، أتقدم إلى ثوارنا بمدخل بيان الثورة القابل للحذف منه والاضافة والتعديل حتى يضع شبابنا في ميدان التحرير بصماتهم عليه، فهم أقدر مني على معرفة القوة والضعف، الحقيقة والمستحيل فيه.
إنْ أخطأت فيشفع لي أنني مع تلك الثورة منذ ربع قرن، أنتظرها على أحر من جمر، وأحلم بها قبل أن يولد نصف شبابها، وأثق في أبطالها كما لم أثق من قبل في أي معارض كبير أو مخضرم أو بطل قومي.
إنها قراءة لأحلام شبابنا مفجّري ثورة يناير متمنياً أن تنسجم وتتناغم وتتطابق معها، والله ولي التوفيق.
استمرار الاعتصام متزامناً مع مليونية حتى يعجّل في فرض شروطه.
منع دخول أي شعار ديني أو حزبي أو طائفي أو مذهبي إلى ميدان التحرير.
منع رفع علم أي دولة أخرى غير مصر.
منع كل أنواع السلاح بما فيها السلاح الأبيض من خناجر ومطاوي وسيوف وغيرها.
المطالبة بمنع اقامة أحزاب على أسس دينية أو مراجع مذهبية وعقيدية.
استدعاء عاجل للمستشار أحمد رفعت لمواجهته، ومعرفة الجهات التي تآمرت معه، ولعبت مسرحية محاكمة مبارك فانتهت إلى الافراج عن مساعدي العادلي، وتكريم المخلوع في مشفاه الفاخر، وتبرئة ابنيه المجرميّن.
محاكمة المشير وأعضاء المجلس العسكري عن كل الجرائم التي تم ارتكابها خلال فترة استيلاء العسكر على الحُكم من الثوار.
محاكمة المشير عن 22 عاماً قضاها مع الطاغية المخلوع.
اعطاء مهلة شهرين لاسترداد كل الأموال المنهوبة والمهربة للخارج.
محاكمة المسؤولين، من جنرالات وقضاة، عن تقديم مبارك للمحاكمة عن ثمانية عشر يوما، والاتفاق معه سرّاً على اسقاط جرائمه القذرة لثلاثين عاماً، وهذا الاتفاق العفن بين القيادات والقضاء المصري وبين المخلوع كان أكبر جريمة في حق شعبنا.
حلّ الجماعات الدينية والأحزاب السلفية، وارسال أعضاء مجلس الشعب الذين رفضوا القيام للعلم المصري، واعتبروا النشيد الوطني حراماً إلى كونسلتو من الأطباء النفسانيين للتأكد من صحة قواهم العقلية.
تأسيس مجلس قيادة ثورة يناير من شباب الثورة فقط، ويختار المجلس قائدا من بينهم، واعتبار الثورة ما تزال قائمة حتى ينسحب الفلول والجنرالات والاخوان المسلمون من المشهد المصري كاملا.
مصادرة مليارات مبارك وجمال وعلاء وأحمد عز وحسين سالم وزكريا عزمي وفتحي سرور وصفوت الشريف، وتحويلها لخزينة الدولة بدلا من القرض.
استدعاء القضاة الذين أفرجوا عن فتحي سرور لمحاكمة عاجلة.
منع الفتاوى في كل القنوات التلفزيونية المصرية لمدة ثلاثة أعوام، فالفتاوى هي رأس الحربة في تمزيق مصر، وهي المنبع للارهاب والعنصرية والفتنة الطائفية.
محاكمة قيادات الاخوان المسلمين على سرقة ثورة يناير فالاخوان كانوا الداعم الأكبر لصمت المصريين ثلاثة عقود على جرائم مبارك باعتباره( والد الجميع وولي الأمر )، وجميع قيادات الاخوان كانت مع توريث المجرم جمال مبارك الحكم، وكانوا رافضين للثورة وانضموا إليها بعدما دفع الثوار من دماء شهدائهم، ولاح النصر في الأفق.
الرئيس الدكتور محمد مرسي أصغر وأقزم من أن يحكم بلداً عريقا، وإذا استمر الاخوان والسلفيون في الامساك بمقادير الحكم فإن انتهاء العصر المصري يكون قد اقترب من بلدنا.
لابد من معرفة جميع الاتفاقات التي تم عقدها مع أمريكا وإسرائيل، ونشرها في الصحافة ووسائل الإعلام فالحاكم لا يحق له الاحتفاظ بأسرار الدولة كأنها ملكية خاصة له.
إعطاء وزارتي الدفاع والداخلية مهلة اسبوعين للقبض على الذين هربوا من السجون والمسجلين خطرين وأصحاب السوابق والبلطجية.
محاسبة الدكتور محمد مرسي عن فشل مشروع المئة يوم الذي حقق فيه أقل من عشرة بالمئة من وعوده.
القبض على المرشد العام للاخوان المسلمين وخيرت الشاطر والشيخ برهامي والكتاتني ومحاكمتهم بتهمة الشروع في تمزيق وطن عن طريق الزعم بأنهم مشاركون في الثورة.
القبض على السيدة سوزان مبارك فهي متهمة رئيسة في كل جرائم زوجها وابنيهما والاعداد للتوريث، ويجب محاكمة من قام باسقاط التهم عنها.
اغلاق قناة المنقبات وتحويل رئيس القناة والعاملات فيها إلى مستشفى الامراض النفسية والعصبية للكشف على قواهم العقلية.
معرفة الثمن الذي قبضه الإخوان المسلمون مقابل هدنة ( غزة ) التي منعت إدانة إسرائيل في قتلها وجرحها مئات الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية لغزة ممثلة بأكثر من 1500 مؤسسة صناعية وكهرباء ومدارس ومستشفيات ومراكز بحث ومبان حكومية و ..
اعطاء مهلة شهرين للقيادات الفلسطينية حتى تتوحد تحت قيادة واحدة وحكومة على أساس غير طائفي، وإلا فإن مصر ستقطع علاقاتها تماما بكل الأطراف الفلسطينية، فلسنا على استعداد للتعاون مع جهة واحدة في فلسطين المحتلة والتي قامت قياداتها باعادة تقسيمها إلى غزة والضفة الغربية.
النائب العام السابق عبد المجيد محمود كانت ازاحته مطلبا ثوريا منذ اليوم الأول للثورة، لكنه بقي بأمر مبارك ثم المشير ثم مرسي حتى اصطدم مع الفرعون الجديد، لكن المستشار سيظل أهم شخصية مطلوبة للعدالة بحُكم اخفائه آلاف المعلومات طوال فترة عمله نائبا عاماً.
العودة إلى الانتخابات بنفس الطرق السابقة ستؤدي إلى تمكين متخلفين وجهلة وأنصاف أميين ووصوليين لمقاعد البرلمان ومجلس الشورى وكل مفاصل الدولة، وينبغي التوصل إلى حل ديمقراطي آخر، ونحن نظن أنه يتمثل في منع الأميين من التصويت، فالمواطن الذي لا يستطيع أن يقرأ اسم مرشــَـحه المفضل سينتخب نفس النوعية من النواب الذين عمّموا ثقافة الجهل والكيف والقروض والطاعة والتصفيق تحت قبة البرلمان. تسهيلا للانتخابات فليس من حق أي ناخب لا يحمل شهادة الاعدادية على الأقل التصويت لانتخاب ممثل الشعب.
الترشح في كل الانتخابات مشروط بعدم انتماء المرشح لأي حزب ديني أو سياسي ، وبذلك نضمن عدم مساندة أي قوى خارجية لممثل الشعب في البرلمان أو مجلس الشورى، ونضمن حرية النائب وعدم تعرضه للابتزاز ممن ساعدوه في مقعده.
لقد أثبتت التجربة أن كبار رجال المعارضة ونخص بالذكر المرشحين الثلاثة عشر لانتخابات الرئاسة غير مؤهلين لقيادة دولة عريقة قام شبابها بثورة مجيدة، لهذا لن نستعين بأي منهم في حكومة أو محافظة أو منصب رسمي كبير.
التفاوض السري مع مدراء جميع البنوك في مصر لاعطائهم الأمان في مقابل معرفة لصوص الوطن وما قاموا بتهريبه.
سيناء وقناة السويس والغاز والبترول وما يقال باكتشافات بترولية في البحر المتوسط خطوط حمراء يعرفها الشعب قبل أي اتفاق بشأنها.
سيناء منزوعة السلاح إلا من الجيش المصري والشرطة، وأي مقيم في سيناء لا ينتمي لأي من هذين الجهازين نعتبر حمله السلاح موجهاً ضد الدولة.
على الجيش والشرطة والأمن والمخابرات أن يختاروا ما بين الثورة وشبابها وشعب مصر، أو السلطة الباغية والمتطرفة التي ستحرق مصر إن عاجلا أو آجلا.
توجيه النصائح الدينية لأفراد الشعب في الشوارع والمواصلات والتجمعات ممنوع منعاً مطلقاً، فمصر لن تكون طالبانية تحت أي ظرف، والاعتداء على حريات الناس جريمة في مجتمعنا الجديد.
الإعلام المصري وصل إلى الحضيض، واستقطب متخلفين ومتخلفات، وكان دائما مع رئيس الدولة متنقلا من عهد إلى عهد بنفس الوجوه المنافقة والمتلونة، لهذا نبدأ في تطهير الاعلام.
مجلس قيادة ثورة يناير الذي انتظر طويلا منذ انتصار الثورة حتى يظهر قائد لها لم يعد لديه القدرة على الصبر، فكل من عرضوا القيادة جاءوا سارقين للثورة، ومكملين للطاغية مبارك أو مؤسسين لديكتاتورية الجنرالات أو إمارة التعصب الديني التي ستحمل لمصر حرباً أهلية وطائفية قاسية تنتهي بنزع استقلال الوطن وتحويل مصر إلى خليط من السودان والجزائر والعراق وسوريا ولبنان. من أجل هذا قررت ثورة يناير وهي صاحبة الحق الأوحد في الحُكم أن تتولى إنقاذ مصر من خلال حكمة شبابها وروح زملائهم الشهداء وقدرة الثوار على التعامل مع العصر.
إننا نهيب بكل من كان في صدره ذرة شرف وعشق لمصر وخوف عليها من القيادات الدينية وجنرالات المشير وإخوان مرسي وبديع والشاطر أن يبتعدوا عن السلطة وميدان التحرير ومحاصرة الثوار، فلدينا مهام كثيرة، وأمامنا مهمة القبض على قتلة زملائنا، وقناصي العيون، وكاشفي العذرية، ومنتهكي أعراض بناتنا، ومؤيدي اللعين الطاغية مبارك.
إننا نهيب بكل قيادات المعارضة الكبيرة اسما، والصغيرة فعلا، أن تنسحب من الميدان، وتترك أصحاب الثورة يكملونها، وستشاهدون مصر الجديدة والكبيرة والعظيمة بأيدي شباب أطهار وشرفاء وشجعان.
نحن نعرف البلطجية والمجرمين وأصحاب السوابق والهاربين من السجون والقابضين أموالا من ضيوف( طره) وقساة التيارات الدينية، وسنتعاون مع وزارة الداخلية بقيادتها الجديدة التي سيقوم بتعيينها شباب الثورة من خلال تجميع المجرمين، وعزلهم بعيداً عن المجتمع.
نحن شباب الثورة قادرون على إدارة دفة الحكم ، ولسنا في حاجة لعواجيز المعارضة الفاشلة التي كانت تتفاوض مع مبارك ومع المشير ومع مرسي من وراء ظهرنا.
لسنا هنا فقط للقرارات المـُـرسيـّـة الفرعونية، فالتخطيط للاعتصام كان سابقاً عليها، وسنظل بإذن الله وبروح زملائنا الشهداء في اعتصام ومليونيات حتى الخامس والعشرين من يناير 2013، يوم سقوط الفلول والعسكر والاخوان والقضاء الفاسد والاعلام الأفسد.
لقد رفضت السلطتان المتعاقبتان، المشير ومرسي، أي دور للشباب في الحكومة والمحافظات رغم أننا اصحاب الثورة ومفجّروها ودافعو ثمنها الأغلى.
ثورتنا مصرية خالصة لا يُفــَـرّق أحدٌ مسلميها من أقباطها، فشهداؤنا المسلمون والأقباط متساوون في حب مصر، وفي.. رحمة الله.
إننا نهيب بشباب الأقباط أن ينضموا إلينا تاركين أي انتماء آخر غير مصر خلفهم، فلا يملك مسلم أو قبطي شبراً واحداً من الوطن العزيز أكثر من الآخر.
إن شباب الاخوان المسلمين والسلفيين والتيارات الدينية، رغم اخلاص بعضهم وسذاجة البعض الآخر، إلا أنهم جنود مسيّرون لدى قيادات فاشية ومستبدة، وسيتم استخدامهم لتدمير مصر حتى لو رفعوا كل الرايات الدينية وأقسموا أن الله معهم لأن الحقيقة أن الاستبداد الديني ايحاء من الشيطان، فليتخلص شباب الاخوان والسلفية والتيارات الدينية من القيود التي وضعها في رقابهم أمراء الحرب والبغضاء وكراهية الوطن تحت زعم أن جنسية المسلم عقيدته، ولينضموا إلى زملائهم أبناء الوطن الواحد.
إن اتهام من ينتقد التيارات بأنه ضد الإسلام ينضوي تحت الإرهاب الديني وسنتعامل معه على أنه جريمة مكتملة الاركان، وتحريض لقتل من يخالف جماعات الوصولية الدينية.
الحمد لله الذي كشف زيف وكذب وباطل جماعات التأسلم الجديدة فهي التي قامت بتخريب الشخصية المصرية، وملئها بالكراهية، وكرَّهت المصريين في الحياة والبهجة والسعادة والطيبات من رزق الروح والعقل، وكبّلتْ الفكر بالفتاوى الفجّة.
ثورتنا في موجتها الثالثة منتصرة بإذن الله لا ريب فيها، وستشرق شمس مصر العظيمة، المتسامحة، المستقلة، الحضارية، المتمدنة رغم أنف ثلاثة طغاة واحداً تلو الآخر، وجماعات حلمت بأفغنة مصر فاكتشفنا الكابوس قبل وقوعه. عاشت مصر وعاش شعبها وثوارها وشرفاؤها وأبطالها وشبابها، ولله العزّة.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 27 نوفمبر 2012
التعليقات (0)