مواضيع اليوم

مدحت يوسف جندي إسرائيلي نزف حتى الموت لكونه درزي

محمد أبوعلان

2010-04-17 13:07:49

0

بقلم/محمد أبو علان
http://blog.amin.org/yafa1948

جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول تسويق نفسه على أنه من أكثر جيوش العالم "أخلاقية" على الرغم من تاريخه الحافل بالمجازر ضد الشعوب العربية عامة وضد الشعب الفلسطيني بشكل خاص.
بمناسبة ما يسمى ذكرى "الاستقلال" لدولة الاحتلال الإسرائيلي بثت القناة الثانية الإسرائيلية قصة الجندي الدرزي في جيش الاحتلال الإسرائيلي مدحت يوسف من قرية بيت جن والذي قتل في الأول من شهر أكتوبر 2000 في قبر يوسف في مدينة نابلس في مواجهات بين المقاومة الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال المرابطة في المكان.

 


مجريات القصة وتسلسل أحداثها تشير لموقف عنصري لقادة المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال الإسرائيلي، الجندي الدرزي مدحت يوسف أصيب الساعة الثالثة وخمس دقائق مساءً وبقي ينزف لمدة قاربت الأربع ساعات داخل قبر يوسف حتى فارق الحياة على الرغم من النداء الذي وجهه "آساف برلمان" الممرض الذي حاول عبثاً إنقاذ حياة الجندي الدرزي والتي كانت إصابتة بالرقبة.
على بعد (800) متر من قبر يوسف كانت تتواجد شخصيات سياسية وأمنية من أعلى المستويات في دولة الاحتلال الإسرائيلي وهم "إيهود براك" وزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي في حينه "شاؤول موفاز" وقائد المنطقة "يتسحاق إيتان"، وقائد الوحدة العسكرية "بني غانت"، وكل هؤلاء أجمعوا على قرار واحد وهو عدم القيام بأية عملية لإنقاذ حياة الجندي الدرزي مدحت يوسف" على الرغم من الوضع الأمني كان يتيح إنقاذه بسهولة.
وحسب تقرير القناة الثانية الإسرائيلية عن أحداث قبر يوسف في ذلك اليوم الذي قتل فيه الجندي الدرزي أسلحة المقاومين الفلسطينيين لم تكن سوى الحجارة والزجاجات الحارقة وبعض الأسلحة الخفيفة، وعملية الإنقاذ لم تكن بحاجة لأكثر من خمسة دقائق سير لمدرعة إسرائيلية والتي كانت تبعد مسافة (800) متر من قبر يوسف.
بإجماع كل المحللين الإسرائيليين العسكريين منهم والسياسيين يرون في خطوة جيش الاحتلال الإسرائيلي تقاعس في إنقاذ حياة الجندي الدرزي تشكل خرق للقواعد العسكرية "والأخلاقية" لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
"مهدي يوسف" أخ الجندي الدرزي القتيل والذي زار موقع قبر يوسف بحماية الشرطة الفلسطينية لم يستطع فهم أو تفسير موقف القيادة العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي من عدم عمل اللازم لإنقاذ حياة أخيه والذي كان بالإمكان أن يكون على قيد الحياة لو قام جيش الاحتلال بإخراج أخيه من قبر يوسف في الوقت المناسب.
كافة العسكريين الإسرائيليين من "إيهود براك" وحتى أصغر قائد عسكري تواجد في المنطقة رفضوا التعليق عبر القناة الثانية الإسرائيلية على حادثة مقتل الجندي في قبر يوسف بعد مرور عشر سنوات عليها.
وعلى الرغم من تقرير لجنة التحقيق في الحادثة توصلت إلى أن كل شيء كان على ما يرام في موضوع تسلسل الأحداث وعملية اتخاذ القرار، وإن الأمر لم يشكل كسر لقواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلا أن الأمر تفوح منه رائحة قرار ذو طابع وتوجهات عنصرية.
والسؤال لو كان الجندي المصاب في قبر يوسف آنذاك جندي يهودي هل كان كل من تواجد في أرض الحدث أن يجرؤ على اتخاذ قرار بعدم إنقاذه في الوقت المناسب؟، والأهم من ذلك هل كانت هذه القضية ستمر بسهولة ودون حساب في المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية لو كان القتيل جندياً يهودياً؟، بكل تأكيد لا لن تمر.
وعنصرية دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد العرب في المناطق المحتلة عام 1948 وحتى من خدموا في وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي ليست بجديدة، ولم نكن بحاجة لقصة الجندي الدرزي "مدحت يوسف" لنتعرف على ذلك، فدولة الاحتلال الإسرائيلي تريد من العرب في المناطق المحتلة أن يكونوا يهود بالواجبات وعرب في الحقوق، ففي حديث سابق لأحد العرب الذين خدموا في جيش الاحتلال الإسرائيلي وهو حسن الهيب والذي كان يحمل رتبة رائد في جيش الاحتلال الإسرائيلي قال:" نحن نعطي الدولة 100 في المائة مما عندنا، وهي بالمقابل لا تعطينا أكثر من 5 في المائة مما تعطيه لليهود».

moh-abuallan@hotmail.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !