جلست الصغيرة التي لا يزيد عمرها عن سبعة أعوام وتلبس ثيابا بالية أمامي على الرصيف المقابل لمنزلي وكان ذلك في العاشرة صباحا والشارع لم يكن مكتظا بالسيارات كالعادة في مثل هذا الوقت من اليوم.....كنت مشغولا في قراءة الجريدة ولكن لفت نظري أنها أخرجت من جيبها بضعة ورقات من العملة ......أثارت حب الاستطلاع في نفسي وأردت أن أتابع وأعرف ماذا تفعل....رأيتها تعد ما في جيبها من النقود المعدنية والورقية فسألتها سؤالا عفويا
....معاك كام؟.....
....قالت (تمانيه جنيه ونص)
....صرفت النظر عن متابعتها ولكن سمعت بكاءها الخافت....
....مالك يا بنت؟ .
....قالت باقي جنيه ونص.....
....قلت...باقي على إيه؟.....
....قالت ...أبويا جاي دلوقتي ياخد العشرة جنيه.
...مضت دقائق ورأيت رجلا سيء المنظر يركب دراجة وتوقف أمامها....
....نظر يمينا ويسارا ولكنه لم يرني وأنا خلف شجرة أمام المنزل...
...مد يده فسلمته ما في جيبها .......وأخذ يعد النقود ...
....لم يكلمها كلمة واحدة...لكنه صفعها صفعة أوجعت قلبي...
....وضع النقود في جيبه ومضي مسرعا بدراجته...
...أستدارت الصغيرة وذهبت إلى الرصيف في الجهة الأخرى من الطريق ..تمد يدها وهي باكية....
التعليقات (0)