مواضيع اليوم

مدافع التكنلوجيا ترعب الطغاة..!

خلـود صالح الفهـد

2011-02-13 06:18:41

0

http://www.news-sa.com/saudies/79-2009-10-06-20-34-31/2931-2011-02-13-04-21-09.html

ثورة بلا توقيت وبلا تنظيم وبلا أجندات , ثورة مثقلة بالأمل ثورة مباركة ليس عليها دم أحد, ثورة هبت هبوبها لتحرر الشعوب من الخوف, كان العرب يخشون من الحديث في السياسة ويعتقدون أنه من أكثر الأمور خطورة ويتوجسون من كل من يتحدث بصراحة عنها ويشككون فيه معتقدين بأنه مدسوس عليهم متحاشين مناقشة أي أمر يخصهم مؤمنين بمقولة هم أبخص, حتى أبصروا عين الحقيقة بالتقنية الشبكية التي حطمت التابو وتجاوزت بهم الخوف ونشرت الخبر ورفعت من الوعي العام ووسعت مداركهم وجعلتهم يهزمون سياسة فرق تسد.

تعلم أبناء الشعوب العربية كيف يأخذون موعداً ليجلسوا على طاولة رقمية يكتبون عن همومهم وعن مشاريعهم.. تعلموا كيف يزرعون شمس الأمل من جديد لتشرق كل يوم صفحاتهم بحملة جديدة أو مجموعة لا تضيق ذرعاً بآمالهم.

هذا العالم الافتراضي الذي جعلهم يصرخون قائلين تباً لهذا القهر وتباً لهذا التمييز وتباً لهذهـ العنصرية سينقلهم بالتأكيد إلى واقع قريب لتحقيق العدالة الاجتماعية .

مناضلوا الكي بورد الذين اتفقوا على كرههم للطغاة وللمستبدين وللمتمظهرين بثياب الدين ولمحتكري السلطة وأجمعوا على حقهم في محاسبة ومقاضاة الفاسدين ورفضهم للوصاية وحقهم في أوطانهم.. الذين كتبوا ويكتبون كل يوم عن الحرية والمساواة والمواطنة والحقوق.. الذين لهم الفضل بعد الله في نشر مفهوم ثقافة حقوق الإنسان وزيادة الوعي الاجتماعي وتحرير قدرات الأفراد وأسهموا فعلياً في عمليات التحولات السياسية والاجتماعية هم من يستحقون الشكر اليوم.

هذا النضال التحرري العربي بدأ من التكنولوجيا فهي من لملمت الصفوف ووحدت المواقف وتبنت مشروع الإصلاح في العالم العربي , قال هتلر يوماً ما : كلما سمعت كلمة ثقافة تحسستُ مسدسي, فالثقافة والوعي هي أصل التغيير فمن يتابع الرأي العام العربي يجدهـ أختلف كثيراً عما كان عليه في السابق , فقد اعتاد العالم كله أن يرى جراح العرب ودموعهم وكان ينتظر كذلك أن يرى كفاحهم وانتفاضة كرامتهم.. هذه الثقافة التي أحيت الشعوب وأنهضتهم من فوق الركام هذا الوعي الذي أحدثته هذه الثورة التقنية المباركة, التي جعلتهم يدركون مدى الاستبداد والتطرف والتخلف الذي يعيشونه والتفاوت بينهم وبين دول العالم المتقدم .

أستطاع العرب أن يقارنوا بين راتب رئيس دولة أمريكا العظمى وما يصرفه ابن حاكم عربي على رحلة, ببساطة بين قيمة الإنسان في الغرب وبين قيمة الإنسان في الشرق بين الدول الصناعية المتقدمة وبين الدول العربية, ثورة التكنولوجيا قادت ثورة حقيقية بلا سلاح وبلا عنف هي ثورة سلمية بحتة استطاع من خلالها جيل شباب الإنترنت ومناضلي الكيبورد أن يبتكروا العديد من الوسائل التقنية لتأجيج هذه الثورات الشعبية للتمرد ضد الجور والاستبداد, استطاعوا فعلاً أن يهزموا حكومتين ويسقطوا رئيسين خلال شهر واحد , فمن أكثر الصراعات سخونة هي الصراع الذي نراه اليوم بين الجيل الشاب وبين الجيل التقليدي بين شباب الإنترنت وبين الجيل الغائب عن التكنولوجيا, الذين يرفضون أن يقتنعوا حتى الآن بالنصر الكبير الذي حققته هذه الثورات الشعبية وعلى الرغم من تنحي الرئيس حسني مباركـ وقبله الرئيس زين العابدين بن علي في جمعتين مباركتين إلا أن بعضهم لا يزال يصر على أن ما حصل هو باطل وفتنة ويعتقدون بأن نتائج هذه الثورة ستكون سلبية بالتأكيد حسب وجهة نظرهم هم, لكن الحقيقة من وجهة نظري بأن هناك اعتقاد راسخ في أذهانهم يشبه مقولة خلك على قردك لا يجيك أقرد منه وهذه النظرة القاصرة هي فكرة رسخت في أذهانهم بالتأكيد فهم يخشون التغيير ويعتقدون بأن حدوثه أمر خطير, أعتقد أنه آن الأوان ليدرك الحكام غير العادلين أن الجيل "الروش" سوف ينقلب عليهم وسيكون الفيسبوك والتويتر واليوتيوب والمدونات هي الطريق لاستعادة الكرامة وإنهاء الحكومات الديكتاتورية, فقمع الشعوب وتدجينها لم يعد يجدي نفعاً بعد أن كشفت الثورة الإتصالاتية الغمة عنها, وجعلت الشعوب المدجنة قديماً تثور حديثاً ضد القمع والظلم والفساد.

الفيسبوك والتوتير اليوم هي المدافع الضخمة التي تصوب أفواهها ضد الديكتاتورية بجيش من الجيل الواعي الذي أعد كل العدة لينتصر على الفساد والظلم والفقر والقهر وليفرض العدل والمساواة, لم يعد هناك فريقان اليوم هو فريق عربي واحد يتفق في همه وفي مشاكله وفي قضاياه ويتفق على حقوقه كذلك.

من أجمل الصور التي حملتها هذه المظاهرات التاريخية أن الشرارة التي أشعلت فتيلها وفتيل هذهـ الثورة هي عربة خضار فقط وعلى إثرها وإثر الصور التي نشرت لذلك البطل الشاب اندلع بركان الغضب الشعبي وكانت الانطلاقة من هناك وكلما زاد قمعهم لهذه الثورة كلما ظهرت مظاهرات أشد غضباً وغلياناً وامتدت من تونس إلى مصر ولا نعلم أين ستتوقف هذه الريح العاتية التي أصبحت انتفاضة عارمة في وجه الظلم فالعرب يحتفلون في كل العالم بهذا النصر العظيم ومدافع التويتر والفيسبوك تتراقص بقذائف مدفعية من عبارات وتعليقات تفوح منها رائحة النصر.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !