... [ الأمُّ مدرسة ٌ إن أعددتها أعددتَ شعبا طيّب الأعراق ] ...
هي عبارة كغيرها مِن العبارات الكثيرة التي نمُرُّ عليها فنتجاهلها ، مُتجاهلين بذلك قيمتها الحقيقية وقدرتها الخفية لإخراجنا ، أو لجرِّ مُجتمعاتنا مِن على هامش الحياة إلى شمس الحضارة والرُّقي.
فالعبارة بليغة ، ومعناها أبلغ .. لأن المُجتمع مِثله مثل أيِّ بناء هرمي آخر يحتاجُ إلى ركائز وأسُس قوية ومتينة ، فكان مِن حظ الأم ونصيبها مِن الدُّنيا أن تكون [ النّواة ] الأساسية ، و[اللبنة ] الأولى لبناء الصَّرح الحضاري ، وهي تتحمّلُ بذلك الدور القاعدي ومسؤولية كبيرة مع كل ما يُصاحبُها مِن إفرازات [للتنمية أو للتخلف].
فمسؤولية المرأة داخل الأسرة (مايعني داخل المُجتمع الإنساني عامة) أكبر من الحُدود الضيقة التي أوضعت فيها نفسها هربا مِن نفس المسؤولية، وليس رغبة منها في (الشحططة) في الغبار والجهود العضلية الشاقة والمُتعبة كما يفعل الرجل .. لأن مسؤوليات الرجل التي تزاحمه مِن أجلها هي مسؤوليات مادية بنسبة تسعة وتسعين في المائة ، في حين أن مسؤولياتها هي معنوية تدفع [الرجل وأبناءهما] إلى أعلى قمم النجاحات المادية ، والقيم الروحية السليمة ، أو تهوي [بنفسها وبهم ] إلى غياهب التخلف المادي والروحي.
والتربية كمُصطلح تستدعي وقفة خاصة ومُطوّلة لمُحاولة شرحه .. أما التربية كمعنىً ومضمون لن نستطيع التفصيل فيه أبدا لأنه أعمق من أن تصلَ إليه دلاءَنا ، وتكفينا معرفة أنّ هذه المُربّية هي مَدرسة يتخرّجُ منها النجباء (إذا كانت مناهجها جيدة وفعّالة) أوالكسلاء والمُتقاعسين (إذا كانت مناهجها ضعيفة ورديئة) .. كما يُمكن أن تكون مَدرسة بلا مناهج ولي أن أتساءل عن خرِّيجيها ؟.
لهذا السّبب أصبح قرار الزواج في عصرنا شبيها بالمُنعرج الحاسم والمُخيف بالنسبة للرجل ، وقبل أن يخطوا خطوة واحدة ، يقف طويلا أمام الخيارات ، لأنه يبحث عن مَدرسة مُناسبة(وليست مِثالية) لأبناءٍ يُفكر فيهم كأجيال تحقق إنتكاسات مُجتمعه أو مُحيطه الأسري .. فالمدارِس كثيرة لكن المناهج ضعيفة في جُلها وتعددت مابين التحرر المغلوط أو السّافر ، وبين التفكير الطوباوي أو المُتحجّر ، وبين التدين بنفاق أو إنسلاخ وكفر.
كخلاصة : يبدوا أن المرأة الحديثة تخجل بأنوثتها لذلك تحاول الإسترجال .. جاهلة أنها مُخرج [سيناريوهات الأبطال أوالمُرتزقة .. اللصوص أو الشرفاء .. والحرب أو السّلام ... فهي تتحكم في مشاهد الحياة كلها لما يتخرج على يديها مِن شخصيات....] والمُخرج لايظهرُ في الفيلم..والحديث قياس.
تاج الديـــن : 2009
التعليقات (0)