اشتهر الثعلب من بين الحيوانات بالمكر والخداع والتلون، حاله حال كثير من بني البشر الذين عرفوا بخداعهم ومكرهم وتقلباتهم ووجوههم الكثيرة، يميلون مع القوة حيث تميل، تدفعهم انانيتهم ليكونوا كل يوم في اصحاب مواقف مختلفة، يختبئون وراء شهواتهم ونزواتهم يحسبون أن لا أحد يراهم أو يسمعهم، يعطونك من طرف اللسان حلاوة ويروغون منك كما يروغ الثعلب، ومن هؤلاء "نبيل العربي" الذي تسلق ظهر الثورة بعد أن راى موجها قد اقتلع حسني من جذوره، فركب الموجة واطصف بصف الشعب حتى وصل الى رئاسة وزارة الخارجية، ومن ثم أميناً عاماً للجامعة العربية، وبعد ان وصل إلى ما وصل إليه عاد الى التلون من جديد وكشف حقيقة نفسه وفضح خباياها، ناسياً أن حبل الخداع قصير، وذلك بزيارته الى سوريا ولقائه الأسد الفاقد للشرعية، ليعلن من هناك بأن الاسد هو رئيس سوريا الشرعي ولا يحق لأحد ان ينزع الشرعية من زعيم!! ومؤكداً لرفيقه في الخيانة والتامر مع الصهاينة والحماية لحدودهم بأنهم اصدقاء خيانة طويلة وصداقة مليئة بالعمالة وأنهم لن يتخلوا عنه أبداً!!
ومن أرض سوريا الحبيبة التي تنزف أرضها دماً، وعلى تراب دمشق الابية عاصمة الاسلام وعاصمة بني امية وقف الثعلب "نبيل العربي" مادحاً المجرم القاتل بشار، ومففخراً بنظامه البعثي، ومقدماً له القبلات والتحيات، ومؤكدا ان سوريا دخلت مرحلة الاصلاحات، دون اي احترام لدماء الشعب السوري التي اريقيت ولا زالت تراق.
وقف ليبرز شخصيته الحقيقية شخصية العمالة، وليظهر أن الانظمة العربية قد تربت على يد الموساد الصهيوني، سواءً المنبطح منها أم الذي يدعي كذباً الصمود والمقاومة، لدرجة أن الصهاينة يصلون للرب من أجل بقاء هذا النظام حاميا لحدودهم، ويطالبون الدول الغربية بعدم الضغط عليه، وهو الذي لم يلو جهداً بهذا العمل وهو ينوء بهذه الامانة طيلة عقوده الأربعة الماضية.
وقف ليؤكد أنه بريء من العرب والعروبة وبريء من الاسلام والمسلمين، وليثبت ما قاله من قبله نائبه بن حلي: " بأن الجامعة العربية قد خلقت لتسيير مصالح الحكام، وليس لتسيير مصالح الشعوب!!".
هذا الموقف المخزي والمحزن جاء من رجل يدعي أنه يمثل جامعة تنسب نفسها للعرب، ولذا كان من الواجب بعد هذا اليوم أن نسمي الاشياء باسمائها، فهذا الرجل الخائن لدماء المسلمين ليس جديراً بأن يكون اميناً على العرب والمسلمين، وهو من الذين قال الله فيهم:" صم بكم عمي فهم لا يرجعون" لأنه كان مصراً على أن يظهر بمظهر الذي لا يسمع ولا يرى ولا يعلم ما يحدث بسوريا من مجازر ومذابح، ولسان حاله يقول للمجرم بشار: " نحن سعداء بما قدمت للشعب السوري من اصلاحات، ومبهورون بما انجزت من قتل للمتظاهرين وسحق لهم، لأن هذا الشعب لا يحترم سيدتنا اسرائيل، وسيعمل على تنغيص علاقاتنا معها، لذا فان اصلاحاتك التي قدمتها لهم نالت على اعجابنا، فلك كل الاحترام والتقدير، فقد قدمت لنا ما لم يستطيع تقديمه حسني او زين العابدين.
ومن منطلق الاخوة والعروبة والاسلام نناشد اخوتنا في مصر الكنانة أن لا يرجعوا عن اعتصامهم حتى يعملوا على اقتلاع باقي اذناب نظام حسني المجرم، وتطهير بلاد الكنانة من اذناب الصهاينة واذناب دول الصمود، وأن يعتصموا امام الجامعة العربية حتى يسقط هذا الخائن، والحقيقة تقول: إذا لم ينظف الجرح ويطهر تطهيراً كاملاً، فإنه بعد أن يندمل قليلاً لا يلبث إلا ويعود للانتكاس من جديد، ويصبح الألم أشد من ذي قبل، وتعود رؤوس الخيانة تشرئب من جديد.
والواجب علينا كشعوب عربية واسلامية أن يكون مطلبنا اليوم وفي المستقبل ولحين تحقيق هذا الامر، بأن نعمل على هدم هذا الصرح الكاذب والخائن، ونقيم مكانه صرحا نسميه بجامعة الشعوب العربية والاسلامية، لان صرحا لا يهتم بشعبه ولا يعطيه اي اهمية او احترام وهو يتسمى باسمهم كذبا وزوراً، لا يستحق ان يكون له وجود، وهو أكثر جدراة بأن يهدم من أساسه!!
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
التعليقات (0)