لقد اوضحت وثائق "كيفونيمKivunims " التي نشرت في شباط /فبراير 1982م وهذه الدورية تصدر باللغة العبرية " Hebrew-language magazine Kivunim " في القدس عن" المنظمة الصهيونية العالمية The World Zionist Organization "تحت عنوان "إستراتيجية اسرائيل خلال الثمانينات A Strategy for Israel in the 80s" وكتبها "يورام بيك Yoram Beck " رئيس المنشورات في قسم المعلومات التابع للمنظمة الصهيونية العالمية ،وقد أعيد نشرها بواسطة الدورية نفسها لكن بواسطة "أمنون هداري Amnon Hadary " وقد ترجمها الى اللغة الانكليزية الأستاذ في الكيمياء العضوية في الجامعة العبرية والناشط في حقوق الإنسان "اسرائيل شاهاك Israel Shahak " وقد احتوت هذه الوثائق على الخطة الكاملة لتفكيك وتقسيم العالم العربي الى دويلات صغيرة و أشارت هذه الوثيقة الى تقسيم مصر الى أربعة دول"طبعا هي دويلات وليست دول لأنها ستكون ضعيفة ولاتملك مقومات الدول"وهي دولة سيناء وشرق الدلتا "وتكون تحت النفوذ اليهودي" ليتحقق بذلك حلم اسرائيل من النيل الى الفرات ودولة قبطية مسيحية تكون عاصمتها الإسكندرية تمتد من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط وتتسع غرباَ لتضم الفيوم ثم تمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون الذي يربط هذه المنطقة بالإسكندرية وتتسع مرة اخرى لتضم أجزاء من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسي مطروح. ودولة النوبة وعاصمتها أسوان تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان تحت اسم "بلاد النوبة"بمنطقة الصحراء الكبرى كما رسم حدودها المشروع الصهيوني ،ودولة مصر الإسلامية وعاصمتها القاهرة تضم الجزء المتبقي من مصر ويراد لها ان تكون ايضاَ ضمن نطاق "اسرائيل الكبرى" مصر ذات الدويلات الأربعة حسب المخطط الصهيوني الامبريالي عاد الحديث مجدداَ بعد أشهر من قيام "الثورة المصرية"عندما اكتشف المجلس العسكري المصري بشكل مفاجئ عن مؤامرة تستهدف وحدة البلاد الجغرافية وقد تمت عملية الكشف هذه من خلال عدد من اللقاءات التي جرت مع بعض من قيادات القوات المسلحة مع ممثلي مايسمى "ائتلاف مجلس قيادة الثورة المصرية " حيث تم عرض العديد من الوثائق خلال تلك الاجتماعات واللقاءات التي أكدت ان المؤامرة تستهدف قيام ثلاث دويلات على أنقاض مصر الموحدة وهي دولة نوبية ودولة قبطية ودولة أسلامية ،احد أعضاء هذا الائتلاف يدعى "محمد عباس " قال بعد تلك الاجتماعات :"ان هذه الوثائق تكشف عن عدة أهداف وهي الوقيعة بين الشعب والشرطة لإغراق البلاد بالفوضى والتأثير على الحالة الاقتصادية والاجتماعية ،والوقيعة بين الأقباط والمسلمين لزعزعة استقرار البلاد وإظهار مصر في صورة سيئة توحي للعالم بوجود فتنه طائفية"وأضاف ان المؤامرة تهدف ايضاَ الى الوقيعة بين الشعب والجيش لمعاقبة القوات المسلحة على وقوفها الى جانب الثورة وحمايتها وأيضا التأثير على القوة العسكرية للدولة وأضعافها فيما أوضح الجيش ان الهدف النهائي من كل ذلك هو تفتيت مصر الى دول صغيرة وأشار الى ان ذلك جزء من مخطط أوسع لتقسيم الدول العربية مثلما حدث في السودان والمحاولات التي جرت في العراق وتجري الآن في ليبيا.
وبشيء من التفصيل ان هناك مخطط أمريكي-إسرائيلي لتقسيم وإعادة هيكلة للعالم العربي وتحويله الى دويلات عرقية ومذهبية وغير خافي الدور الأمريكي-الإسرائيلي في أعداد مجموعات فاعلة من الشباب العربي لقيادة الثورات تحت شعار"الديمقراطية"تدربوا في امريكا منذ العام 2005م على برامج تحمل عنوان"الديمقراطية ومهارات التنظيم السياسي"والتي قامت بها العديد من المؤسسات الامريكية مثل" الشراكة الشرق أوسطيةThe Middle East Partnership Initiative-Mepi www.mepi.state.gov " و " Freedom House Inc. " و" Business for Diplomatic Action "
لنعود الى تاريخ المخططات الإسرائيلية لتقسيم العالم العربي ان أولها كان مشروع "جابوتنسكيJabotinsky " والذي قدمه القيادي في الحركة الصهيونية "زئيف فلاديمير جابوتنسكي "Zeev Vladimir Jabotinskyفي العام 1937م وهو بعنوان "الكومنولث العبريCommonwealth Hebrew " وهو يهدف الى قيام |دولة اسرائيل الكبرى"التي تدور في فلكها دويلات مقسمة مذهبياَ وعرقياَ وطائفياَ ترتبط بها استراتيجياَ وامنياَ واقتصادياَ والمشروع الثاني هو مشروع "بن غوريونBen-Gurion " في العام 1954م وهو ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني الرامي الى تقسيم لبنان الى مجموعات مسيحية ودرزية وشيعية وسنية وفلسطينية الى جانب بيروت التي تكون تحت وصاية دولية وهنا نشير الى قول بن غوريون الذي قال :" لو كنت زعيما عربيا لن أوقع اتفاقا مع إسرائيل أبدا. إنه أمر طبيعي: لقد أخذنا بلدهم. صحيح أن الله وعدنا به ولكن في ماذا يمكن أن يهمهم ذلك؟ ربنا ليس ربهم." وهو القائل في أعقاب حرب 1948م"الكبار سيموتون والصغار سينسون" لقد صرح بن غوريون عام 1956م أمام الكنيست أن سيناء تشكل جزء من مملكة داوود وسليمان وهذا يبين مدى اهتمام إسرائيل بالعدوان المتكرر على سيناء عام 1956م و 1967م وما وصلت إليه من خلال معاهدات كامب ديفيد . والمخطط الثالث هو المشروع الذي وضعه "عوديد ينونOded Yinon " وهو دبلوماسي ومدير مكتب مناحيم بيغن آنذاك في العام 1974م بعد حرب أكتوبر وكتب مشروعه في مجلة "ديراكشن"تحت عنوان "استراتيجية اسرائيل في الثمانينات " ويتحدث هذا المشروع عن أعادة احتلال سيناء وثلاث مدن من الضفة الغربية لقناة السويس هي السويس وبورسعيد والإسماعيلية ثم تقسيم مصر الى عدة دويلات دولة أسلامية تمتد من شرق الدلتا الى المنيا وعاصمتها القاهرة والدولة الثانية مسيحية قبطية من غرب الدلتا الى مطروح ووادي النطرون وعاصمتها الإسكندرية والدولة الثالثة هي النوبة تمتد من أسيوط جنوباَ الى جزء من شمال السودان .
ان المخطط اليوم كبير وكبير جداَ ولم يتوقف عند جزء معين من الوطن العربي بل يتمدد ليشمل كل الوطن العربي ، حيث يهدف الى تقسيم السودان الى شمال مسلم وجنوب مسيحي ودارفور والعراق الى ثلاث دول شيعية وسنية وكردية ففي 6 شباط/فبراير 1982م كتب المراسل العسكري لصحيفة "هآريس" الإسرائيلية" زائييف شييفZeev Schiff "ان أفضل مايمكن ان يحدث للمصالح الإسرائيلية في العراق هو "تفكيك العراق الى دولة شيعية ودولة سنية ودولة كردية" وسوريا الى دولة علوية في منطقة الساحل ودويلة حلب السنية ودمشق السنية ثم دولة درزية في الجنوب وتقسيم المغرب العربي الى دويلة البربر وتضم جزء من ليبيا والمغرب والصحراء الكبرى ودويلة بوليساريو وهي التي تخوض نزاع الآن بين الجزائر والمغرب.
ان من المخططات والمشاريع الامريكية المهمة التي بدأت تدور رحاها وأهمها" مشروع برنارد لويس Bernard Lewis " (وبرنارد لويس هذا هو أستاذ فخري لدراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون وهو يهودي الديانة صهيوني الانتماء أمريكي الجنسية بريطاني الأصل من مواليد 1916م)، فهذا المخطط لايختلف كثيراَ عن المخططات الإسرائيلية انما أضيفت اليه "الأردن الكبرى" والذي سنتطرق اليه بالتفصيل لاحقاَ، في تقرير" المعهد الدولي لبحوث العولمة "International Institute For Research on Globalization-CRGفي واشنطن أفاد ان وكالات المخابرات الامريكية والبنتاغون قاما بأعداد مخططات لتغيير الأنظمة الحاكمة بطرق غير تقليدية تبدأ بتحريك مجموعات شبابية ترتبط بوسائل الكترونية تمارس الإضرابات وأساليب الكر والفر والتحرك المكثف " مثل أسراب النحل"وذلك بهدف خلق أنظمة حكم موالية للولايات المتحدة تسهم في تنفيذ مخططات التقسيم وهو مابدأ بالفعل من خلال ماعرف بالثورات الملونة في جورجيا والثورة الخضراء في ايران وثورة الأرز في لبنان وثورة الياسمين في تونس وثورة اللوتس في مصر ،ان الأنظمة التي تم تغييرها في العالم العربي هي ايضاَ موالية بل وعميلة الى امريكا واسرائيل لكن تلك الأنظمة قد انفضح أمرها ولايمكن للشعوب ان تقتنع بأطروحاتها التي تريد امريكا وبريطانيا واسرائيل تنفيذها في عالمنا العربي.
في 25تشرين الثاني/نوفمبر2003م طرح الصهيوني "ليزلي غلبLeslie H.Gelb "( وهو الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية CFR )فكرة تقسيم العراق رسمياَ في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز تحمل عنوان "حل الثلاث دولThree State Solution " وبالتعاون معه تبنى "جوزيف بإيدنJoe Biden "صيغة مخففة منها "كونفدرالية ضعيفةConfederation Weak ".
ان هذا الكلام لم يأتي من فراغ انما يستند الى وثائق معززة بخرائط مرسومة بعناية فقد جاء في موقع القوة العسكرية التابع لوزارة الدفاع وهو موقع رسمي تحت عنوان "حدود الدم - كيف يمكن قيام شرق أوسط افضللBlood Border-How Abetter Middle East Would Look " بتوقيع رالف بيترز Ralph Peters " ويمكن الاطلاع عليها على الرابط الالكتروني التالي:
www.armedforcesjournal.com/2006/06/1833899
ولهذه الوثيقة قصة فقد ظهرت أول مرة في موقع Global Research الالكتروني بتاريخ 18 تشرين الثاني /نوفمبر 2006م حيث نقرأ "ان الهيمنة قديمة قدم البشرية "وهي عبارة أطلقها مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق" زبيغنيو بريجنسكي "Zbigniew Brzezinski في أواخر السبعينات من القرن العشرين اما عبارة الشرق الأوسط الجديد فقد بدأ تداولها في حزيران/يوليو 2006م في تل أبيب على لسان وزيرة الخارجية الامريكية آنذاك كوندليزا رايز في الوقت الذي قالت وسائل الاعلام الغربية أنها استخدمت عبارة لتحل محل العبارة الأقدم "الشرق الأوسط الكبير"،ان المراحل التحضيرية لهذا المشروع استمرت لسنوات عديدة حيث تم خلالها خلق مناطق ارتجاج وعدم استقرار وفوضى وعنف يمتد من لبنان الى فلسطين وسوريا والعراق والخليج العربي ايران وصولاَ لى حدود أفغانستان الشرقية والشمالية مروراَ بدول شمال أفريقيا ،ان الهدف هو أعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يتناسب مع حاجات الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل وأهدافها الجيو-استراتيجية والحقيقة هناك أهداف اخرى لهذا المشروع وهي إيجاد مدخل الى أسيا الوسطى عن طريق الشرق الأوسط فهو وأفغانستان وباكستان تشكل معاَ الأسس للتوسع في النفوذ الأمريكي الى داخل روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في أسيا الوسطى بالإضافة للهدف المهم وهو "اسرائيل الكبرى".
في أواسط العام 2006م بدأت تبدوا ملامح خريطة غير واضحة بالنسبة للشرق الأوسط في دوائر حلف الناتو الاستراتيجية وبدأت تظهر لمحات بين الحين والآخر عنها لغرض تهيئة الرأي العام بهدوء،ونلاحظ ان أفغانستان التي تخضع لسيطرة حلف الناتو قد تقسمت على الأرض وان المساعي مستمرة من خلال بث إخبار بشكل يومي عن مظاهر التفرقة والشقاق بين أجزاء الوطن الواحد ونرى في تصريح لمستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق بريجنسكي في العام 1991م والحرب العراقية - الإيرانية في أوجها يقول فيه:"ان المعضلة التي ستعانيها الولايات المتحدة من الآن وصاعداَ هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الحرب بين العراق وإيران وتستطيع امريكا من خلالها تصحيح حدود "سايكس-بيكو"بعد هذا التصريح مباشرة وبتكليف من وزارة الدفاع الامريكية"البنتاغون"بدأ المؤزخ الصهيوني "برنارد لويس "بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك وهيكلة العالم العربي ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول شمال أفريقيا وتحويل كل منها الى دويلات صغيرة على أسس عرقية ودينية ومذهبية وطائفية وفي العام 1983م اقر الكونغرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية "مشروع لويس" وقد اعتمد وأدرج ضمن ملفات السياسة الاستراتيجية للسنوات المقبلة وقد بني هذا المشروع على الأسس التالية: تقسيم مصر الى أربع دويلات كما ذكرنا سابقاَ وتقسيم السودان الى أربع دويلات ايضاَ وهي دولة النوبة التي تتكامل مع دولة النوبة في الأراضي المصرية التي عاصمتها أسوان كما ذكرنا ودولة الشمال السوداني الإسلامية ودولة الجنوب السوداني المسيحية ودولة دارفور اما فيما يخص الشمال الأفريقي فيرمي المشروع الى تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب لإقامة دولة البربر على امتداد دولة النوبة في مصر والسودان ودولة البوليساريو ودويلات ودول المغرب والجزائر وتونس وليبيا التي ستنقسم الى دولة في الشرق تحت اسم "دولة بنغازي " ودولة في الغرب تحت اسم دولة طرابلس الغرب وبالنسبة الى شبه الجزيرة العربية ودول الخليج العربي فان هذا المشروع يقضي الى ضم الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والأمارات ومحو وجودها الدستوري بحيث يتحول الخليج العربي وشيه الجزيرة الى ثلاث دول هي دولة الإحساء الكبرى والتي تضم"الكويت والأمارات وقطر وعمان والبحرين"ودولة نجد ودولة الحجاز اما في العراق ان يتم تفكيكه الى ثلاث دول وهي دولة في الجنوب ودولة في الوسط ودولة كردية في الشمال والشمال الشرقي وتقوم على أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية (سابقاَ)اما فيما يتعلق بسوريا فان المشروع يقوم على أساس تقسيمها الى أقاليم متمايزة عرقياَ ومذهبياَ وهي أربعة دول دولة علوية على امتداد الشاطئ ودولة في حلب ودولة في دمشق ودولة الدروز في الجولان والأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية اما لبنان فقد قسمه المشروع الى ثمان دول وهي دولة في الشمال سنية عاصمتها طرابلس ودولة مارونية شمالاَ عاصمتها جونية ودولة سهل البقاع الشيعية عاصمتها بعلبك ودولة بيروت الدولة التي ستكون مدولة ودولة فلسطيني صيدا حتى نهر الليطاني تسيطر عليها السلطة الفلسطينية ودولة الجنوب ودولة درزية تشمل أجزاء من الأراضي اللبنانية "حاصبيا" والسورية والفلسطينية المحتلة بالإضافة الى دولة مسيحية في الجنوب تكون خاضعة للنفوذ الإسرائيلي ،اما فيما يخص تركيا ان يتم اقتطاع جزء منها وضمه الى دولة"كردستان الحرة"اما الأردن فيتم تحويلها الى دولة فلسطينية تضم فلسطيني الداخل ،وبخصوص اليمن فهناك فقرة تفترض ان يذوب لينظم في نهاية المطاف الى دولة الحجاز .
في 22تموز/يوليو 2007م نشرت صحيفة الديار اللبنانية تقريراَ من باريس عن محاضرة للسفير الأمريكي الأسبق في لبنان "ريتشارد باركرRichard Parker " قال فيها "ان الرئيس جورج بوش سيعمل خلال الفترة المتبقية من ولايته الرئاسية على وضع أسس ثابتة لمشاريع خرائط طرق لمنطقة الشرق الأوسط تنطلق من تطلعات القسم الأكبر من ممثلي الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية التي تتمحور كلها حول ضرورة منح الحكم الذاتي لهذه الأقليات عبر أقامة أنظمة حكم ديمقراطية فيدرالية بديلة للأوطان والحكومات القائمة الآن".
هنا لابد ان نشير ان خطة غزو العراق واحتلاله لم تكن جديدة او أنها أتت نتيجة لأحداث 11أيلول/سبتمبر انما هذا المشروع قديم يعود الى العام 1998م وفي مقال تحت عنوان "خطة غزو العراق ليست فكرة جديدة لزمرة بوش Invading Iraq Not a New Idea for bush clique" للكاتب "وليام برونشWilliam Brunch " في صحيفة "فيلادليفيا ديلي نيوز الامريكية Philadelphia Daily News " والتي يمكن الاطلاع عليها لمزيد من التفاصيل على الرابط التالي :
وجاء فيها :ان مجموعة السياسات اليمينية ومجموعة من منظري المحافظين الجدد "مشروع القرن الأمريكي الجديد "قدموا مشروعاَ الى الرئيس الأمريكي كلينتون بتاريخ 26 كانون الثاني/يناير 1998م وهو عبارة عن رسالة موجهة له من مجموعة من المحافظين على رأسهم رامسفيلد وآخرين تطالب بان يتم غزو العراق والتخلص من نظامه ويمكن الاطلاع على نص الرسالة على الرابط الالكتروني التالي :
www.newamericancentury.org/iraqclintonletter.htm
وختم مقالته بالقول أنهم يقولون بأننا نريد التخلص من المتعصبين والمتشددين ونقول لهم انتم المتعصبون وانتم المتشددون.
لكن كيف يمكن تحقيق هذه المشاريع التي ظلت لسنوات عديدة في طور البحوث والدراسات والتدريب والتهيئة هل يمكن ان يتم ذلك من خلال عمل عسكري كما حدث في العراق لبقية دول العالم العربي لايمكن ذلك لان الموقف الدولي غير مهيء الآن ولايسمح هكذا اعمال خصوصاَ مع تنامي القوة الإقليمية الصاعدة وارتفاع أصواتها ضد القطبية الواحدة والهيمنة الامريكية على العالم أي ان اسرائيل وأمريكا لابد ان تذهب الى خيار أخر لذلك ابتعدت عن" القوة الخشنةHard Power " لما ستكلفه من مبالغ باهضة في ظل اقتصادها المتعثر وحجم المديونية فاتجهت الى "القوة الناعمة"Soft Power التي ستمكنها من تنفيذ المخططات بالكامل دون أي خسائر بالأرواح والأموال من جانبها لذلك فقد عمدت الى تغيير الأنظمة عبر تحريك الشارع العربي من خلال وكلائها والمتدربين على التنظيم السياسي والجماهيري لديها وكيفية التأثير بالرأي العام وأعداد الدورات والتدريبات خارج بلدانهم للشباب المتطوع من خلال منظمات المجتمع المدني وبالإضافة الى ماذكرناه من منظمات ومؤسسات قامت بهذا الدور مؤسسة مهمة جدا َ وهي معهد انشتاين لمؤسسه جين شارب Gene Sharp حيث قام بأعداد مجموعة القيادات حول أساليب التأثير الغير عنيف كفاح اللاعنف كما يطلق عليه وللمزيد من المعلومات بمكن الاطلاع على موقع المعهد الالكتروني:
http://www.aeinstein.org/organizations38fa.html
بالإضافة الى التدريب على الوسائل التقنية الحديثة غي وسائل الاتصال الجماهيري من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ونشير هنا الى إعلان الجنرال فلاديمير افتشينكيVladimir Avchenki رئيس فرع الإنتربول في روسيا في لقائه مع صحيفة "كومسومو لسكايا برافدا Komsomolskaya-Pravda" إلى موضوع "العشاء السري"، حيث ذكر أن أوباما دعا بعد تنحي الرئيس المصري، مديري فيسبوك وغوغل وتويتر وياهو وغيرها من شركات تقنية المعلومات الأميركية، إلى عشاء في البيت الأبيض. ويربط الجنرال فرافدا بين هذا الأمر وبين تسريبات موقع "ويكيليكس".
كما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى هذا الدور عندما أوضحت أن الولايات المتحدة لديها إستراتيجية للشرق الأوسط تؤيد إبقاء الحلفاء العرب المستعدين لإجراء إصلاحات في السلطة. وقال "يوجين دوغنEugene "Dugan، المتخصص في الدراسات الشرقية بجامعة أكسفورد، إن هذه الثورات سوف تستمر طوال عام 2011م. لكن الأهم هو ما جاء في مقال المخرج "رواريد أرو" المنشور بإحدى الصحف العربية والذي تحدث فيه عن دور الخبير الأميركي في الثورات السلمية "جين شاربGene Sharp " الذي لقيت كتاباته وأفكاره وبخاصة كتابه "من الديكتاتورية إلى الديمقراطية" دوراً مؤثراً وخطيراً في تفجير الثورات في العالم، من صربيا مروراً بأوكرانيا وتايلاند وصولاًَ إلى إندونيسيا، والذي يعتبر واجهة لجهاز الاستخبارات الأميركية. ويقول: "رواريد شارحاً تأثير جين شارب في الثورة المصرية: "عند وصولي إلى ميدان التحرير يوم 2 شباط/فبراير 2011م كان بعض من تدربوا على أعمال جين شارب رهن الاعتقال، البعض الآخر كان تحت ملاحظة الاستخبارات، كما تم التحفظ على بعض الصحافيين الذين زاروا الميدان لعدة ساعات. وعندما قابلت أحد المنظمين رفض الحديث عن جين شارب أمام الكاميرا، إذ كان يخشى أن يسبب انتشار المعرفة بتأثير الولايات المتحدة هزة للحركة، وأكد لي أن كتابات جين قد وزعت بالعربية. وأضاف أن أحد أهم الأدوات التي استخدمناها كانت فكرة جين الخاصة بتحديد أعمدة النظام، والتي تقترح بناء علاقة مع الجيش لتحييده".
تساند هذه التحركات الاعلام المسخر والمستأجر لهذا الغرض لتغطية الأحداث وتقديم الدعم الاعلامي الكامل لهذه التحركات من خلال الفبركات الإعلامية وشهود العيان المدفوعي الثمن ان المخطط محبوك بالكامل فهناك مروجي العبارات الفكرية المضادة والتي يحاولون أبعاد أذهان الناس الى الحقيقة التي تقول ان وراء هذه الثورات مخططات خارجية وهؤلاء اصحاب نظرية الصدفة او المصادفة في حدوث هذه الثورات ويليهم اصحاب نظرية المؤامرة حيث يتم وقف كل الحقائق والمؤشرات التي تكتشف بأنها خرافة ومن باب نظرية المؤامرة التي سئمناها كما علمتهم الدوائر الغربية والمخابرات العالمية هذه الأساليب لكي يتم إسكات الأصوات التي تكشف الحقائق ومن ثم يأتي رجال الدين الذين راحوا يصدرون الفتاوى التي ما انزل الله بها من سلطان ضد العباد وهم يرتدون جلباب الدين مخادعين أنفسهم وليسوا مخادعين الله.
واسمحوا لي هنا ان أقص عليكم قصة الديك والثعلب والشاعر احمد شوقي وهي قصة مفيدة حول الخداع من خلال لبس لبوس الدين لإخفاء الغايات والأهداف التي يرومون اليها .
قال الراوي : حدثني ديك من ديوك مصر عن أبيه عن جده .. قال : كنت صديقا مخلصا للشاعر الكبير أحمد شوقي .. وكنت أرافقه في حله وترحاله ، ولا أذكر أنه تركني وسافر وحيدا ، مهما بعدت شقة سفره أم قربت.
ذات يوم قرر احمد شوقي أن يأخذني معه في رحلة سياحية .. نطوف خلالها بلاد النوبة حيت الخضرة والبساتين الوارفة الظلال وقد كانت تلك الرحلة من أجمل الرحلات في حياتي وكنت سعيداَ جداَ لولا أنني كدت وعلى حين غرة أن أفقد حياتي . فقلت متسائلا : وكيف حدث ذلك .. ؟
فقال الديك متابعا حديثه : يقول والدي فيما يرويه عن والده يرحمه الله : حينما علم الثعلب الماكر الذي كان يقطن بلاد النوبة بوصولنا .. تفتق ذهنه عن حيلة ماكرة حيث لبس كأي مخادع لباس أهل الصلاح وادعى الورع والتقوى وخرج إلى المسجد لتأدية صلاة الفجر وقد تعمد أن يسلك نفس الطريق التي كنت أسلكها , للحاق بصديقي الشاعر ، الذي سبقني إلى المسجد فرأيته بجلبابه ولحيته وطاقيته البيضاء .. رأيته يقف بخشية ووقار ، كأن على رأسه الطير من تصنعه وتحايله كان الماكر يرتل وبصوت مسموع حكمه ومواعظه وكنت لجمال صوته وبتأثيرمن مواعظه وكلماته العذبة التي كان يرددها بوقار مفتعل قد اقتربت منه معتقدا أنه إمام ذلك المسجد الذي كنت أقصده . ثم قال: في الواقع ، كاد جدي أن يفقد حياته ويصبح لقمة صائغة لذلك المخادع .. .. بعدما خيل إليه أنه فعلا في حاجة إلى من يؤذن لصلاة الفجر .. فاقترب منه أكثر وقد كان ينوي أن يمد له يده مسلما .. ويصحبه إلى المسجد ليؤذن للصلاة .. لولا أنه سمع من يهتف به محذرا وبكلام موزون : " مخطيٌّ من ظنّ يوماً أَنّ للثعلبِ دِينا" .. فأمعن النظر جيدا ، فرأى ذيله الكريه يتدلى من تحت جلبابه ، فعرف من فوره ، أنه ثعلب مخادع وماكر فقلت مستغربا ومتشوقا : وماذا حدث بعد ذلك .. ؟ فقال الديك متابعا حديثه .. قال جدي : قفزت حين ذاك من شدة الخوف .. قفزت إلى أعلى بناية في المكان .. وضللت هناك حتى طلعت الشمس من خدرها .. وانصرف الثعلب يائسا لحاله سبيله .. وبعد أن تأكدت من انصرافه .. نزلت وأسرعت هربا ، إلى صديقي الشاعر الذي قصصت عليه ما حدث .. ففرح بسلامتي ونجاتي من ذلك المخادع .. وخلد حكايتي معه ، من خلال قصيدته المشهورة التي يقول في مطلعها
:
برز الثعلبُ يوماً في ثياب الواعِظينا
فمشى في الأرضِ يهذي ويسبُّ الماكرينا
ويقولُ : الحمدُ للـ ـهِ إلهِ العالمينا
يا عِباد الله ، تُوبُوا فهوَ كهفُ التائبينا
وازهَدُوا في الطَّير، إنّ الـ ـعيشَ عيشُ الزاهدينا
واطلبوا الدِّيك يؤذنْ لصلاة ِ الصُّبحِ فينا
فأَتى الديكَ رسولٌ من إمام الناسكينا
عَرَضَ الأَمْرَ عليه وهْوَ يرجو أَن يَلينا
فأجاب الديك : عذراً يا أضلَّ المهتدينا !
بلِّغ الثعلبَ عني عن جدودي الصالحينا
عن ذوي التِّيجان ممن دَخل البَطْنَ اللعِينا
أَنهم قالوا وخيرُ الـ ـقولِ قولُ العارفينا :
مخطيٌّ من ظنّ يوماً أَنّ للثعلبِ دِينا"
قلت : لعنه الله يدعى التقوى والورع والصلاح ويضمر الهلاك والشر لخلق الله . رغمت أنوف ثعالب الدين ، ها هي سلالتهم لا تزال توقظ الصالحين لصلاة الفجر وبعدها يعيشون في الخلق نفاق وتحريض هؤلاء هم شيوخ الدين المتلفزين شيوخ الفتن وليس شيوخ الدين الإجلاء الذين يريدون الإصلاح للأمة ويسعون من اجل السلم الأهلي فهم يبتغون وجه الله ولايبتغون شاشات الفضائيات ودولارات مالكيها .
التعليقات (0)