مصر ليست ميدان التحرير فقط فالشعب المصرى الذى يزيد تعداده عن 85 مصرى والذى شارك بدمائه بثورة 25 يناير لطموحاته وتطلعاته المشروعة لن يسمح ابدا باسقاط الدولة المصرية الذى تراجع دورها الاقليمى بصورة كبيرة طوال فترة حكم مبارك لتحتل مكانها قوى اقليمية جديدة لا تريد لمصر ان تستعيد دورها ومكانتها التاريخية والاقليمية فى منطقة الشرق الاوسط بعد ثورة يناير التى تمثل مصدر ازعاج وقلق لكثير من تلك الدول فاستعادة مصر لدورها الاقليمى سيؤثر بالطبع على مطامع تلك القوى الاقليمية الجديدة فى المنطقة باسرها وعلى الدبلوماسية المصرية ان تتوجه الان الى امريكا الجنوبية وافريقيا لذا فحديث المجلس السياسى للمعارضة المصرية المعلن منذ2008 عن وجود مخططات خارجية تستهدف مصر وتشارك فيها قوى اقليمية ودولية وحركات سياسية بالداخل ليس مجرد تصور بل حقيقة بدات تتكشف تدريجيا.. تلك المخططات الخبيثة تسير بخطط منهجية تستهدف اضعاف الجيش المصرى باقحامه فى مشكلات داخلية تؤثر على قدراته القتالية من خلال ضرب مؤسسة الشرطة واضعافها واشاعة الفوضى الخلاقة ليتم فى نهاية المطاف فرض اجندة ومخططات تلك القوى المعادية ويتم ذلك من خلال من ينفذ اجندتها بالداخل والدلائل كثيرة جدا فالسفيرة الامريكية الجديدة بالقاهرة والتى كانت بباكستان صرحت بان منظمات مصرية تلقت تمويل بحوالى 40 مليون دولار والتساؤل هنا: هل هذا التمويل لدعم التحول الديمقراطى فى مصر؟ وامريكا نفسها ظلت تدعم نظام مبارك الدكتاتورى طوال 30 عام وتعتبره اهم حلفائها لاذلال وافقار الشعب المصرى.. ام ان هذا التمويل هدفه الرئيسى تنفيذ مخططات خارجية مرسومة مسبقا فامريكا لا تلقى باموالها هكذا فى الهواء كما نعلم ونؤكد هنا ان تلك الحركات والائتلافات التى تعتصم داخل ميدان التحرير تستهدف ضرب الجيش المصرى فى المجلس العسكرى نفسه واختلاق تقسيمات وهمية بينهما وتلك الحركات ليس من حقها التحدث باسم الشعب المصرى وثورته فالشعب حتى الان لم يفوض احد للحديث عنه ويثق تماما بمؤسسته العسكرية التى قدمت اكثر من 180 الف شهيد خلال الحروب التى خاضتها مصر حتى عام 1973 وقدمت التحية لشهداء الثورة فى 25 يناير لان الشعب المصرى هو الجيش نفسه
بعض الحركات التى تلقت تدريبات عسكرية منذ عام 2008 داخل معسكرات تدريب بقطاع غزة على يد عصابات حماس تشير الى الدور الايرانى فهى ايضا قوى اقليمية جديدة لا تريد لمصر ان تستعيد دورها الطبيعى فى المنطقة فى ظل الاطماع الايرانية فى منطقة الخليج منذ الثمانينات ومصر تمثل العقبة الرئيسية امام تلك المطامع فى السيطرة على الخليج اما الدور الامريكى القطرى فيتمثل فى تدريب عدد كبير من قيادات تلك الحركات على يد مؤسسة فريدم هاوس التى تعد اكبر واجهة للاستخبارات المركزية داخل الولايات المتحدة وتشرف السى اى ايه على تلك المنظمة..المخطط الان تحاول بعض الحركات ترجمته فالتهديد باغلاق المجرى الملاحى لقناة السويس التى تخضع لاتفاقيات دولية يؤدى الى تدخل عسكرى بريطانى امريكى محتوم وتفجير خطوط الغاز لاسرائيل فى نفس التوقيت يمثل تهديد اسرائيلى بمنطقة الحدود الشرقية فهل سيستيقظ الشعب المصرى ويدرك حقيقة ما يدور حوله قبل فوات الاوان ولماذا كان عدد من الامريكيين يقوموا بتصوير المجرى الملاحى للقناة وتم القبض عليهم هل كانت تلك نوع من المصادفات؟
واستكمالا لتحليل المشهد المصرى الراهن نجد ان بعض الحركات السياسية هنا وعلى راسها حركة 6 ابريل والجمعية الوطنية للتغييروالتى انحرفت عن المسار الاساسى للثورة واهدافها لتحقيق اهداف خاصة تخدم فى نهاية المطاف الاجندة الخارجية فالمطالبة بتشكيل مجلس رئاسى كان من ضمن خطاب هيلارى كلينتون بعد سقوط مبارك مباشرة وهذا المطلب لم يكن من ضمن مطالب الشعب المصرى واسقاط المجلس العسكرى الذى يساوى اسقاط الدولة لم يكن ابدا من بين مطالب الثورة منذ بدايتها وتشكيل حكومة انقاذ وطنى من بين قيادات وعناصر تلك الحركات والائتلافات تحتل مكان الحكومة القائمة لم يكن ايضا من ضمن مطالب الثورة..مما يشير الى ان تلك الفصائل التى تتحدث باسم الثورة تسعى الى هدم الدولة المصرية وتخريبها وفرض اجندتها الخارجية على الشعب ونؤكد ان مصر لكل المصريين ولن تنجح مخططات الوصاية الخارجيةوالا ستتحول الامور الى مواجهة مسلحة مع تلك الحركات
التعليقات (0)