لم يعد التدخل الايراني في شؤون الدول العربية سرا , بل صار نظام الملالي يجاهر في نواياه وخططه , اي انه يسير على نهج الهجوم بدل الدفاع . ويعلن ان البحرين قطعة من ايران تاريخيا , كما تعامل مع الاحواز والجزر العربية الثلاث ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى ) .
وجاء في وثيقة ايرانية كانت بيد احد عناصر المخابرات الايرانية العاملة في العراق تمكنت المقاومة العراقية من القاء القبض عليه في مدينة البصرة بعد مراقبته طويلا . ان نظام الملالي يخطط للسيطرة دول الخليج العربي , أو إيصال عدد من أعوان الملالي إلى سدة الحكم , أو إيصال حزب موال لهم إلى البرلمان أو احد مواقع السلطة في ذاك البلد .
العراق :
اما العراق فتقول الوثيقة " بعد تحقيق أهم واخطر أهدافنا في العالم العربي وهو إسقاط نظام صدام ألبعثي لا بد من التمسك بديمقراطية على الطراز الغربي في هذه المرحلة لأنها تضمن لنا عدم عودة العراق إلى نظام قوي وديكتاتوري كنظام صدام , فالديمقراطية الغربية تساعد على دعم الفدرالية والمحاصصات وتلك سياسة تساعد على تفتيت قوة العراق وجعله ضعيفا داخليا وخارجيا . وبذلك نتخلص من اقوي اعاقه تمنع أو تعرقل تحقيق أهدافنا في الخليج الفارسي والعالم العربي كله. لقد قمنا بتحقيق الكثير من الخطوات التي تمنع عودة النظام المقبور او قيام نظام مثيل له يعيد العراق مرة أخرى كسد يمنعنا من الوصول إلى العالم العربي ويشغلنا ويستنزف قوانا كما فعل صدام في حربه العدوانية على جمهوريتنا ".
ومن اجل تحقيق هذا الهدف تقول الوثيقة: " لابد من إبقاء علاقتنا بقادة الأكراد إستراتيجية وعدم التفريط بها لأنها ضمانة لمنع عودة العبثيين أو قيام حكم عسكري سني مجددا ، كما يجب توسيع عملية كسب أطراف سنية إلى جانبنا بالإغراء والتهديد ، فنحن ألان قادرون على القضاء على أي شخص سني كما أننا قادرون على منحه فرصة المشاركة في الحكم إذا تعاون معنا .
لقد أقمنا علاقات ممتازة مع أطراف سنية عديدة مشتركة في العملية السياسية وخارجها وكان من بين أشكال دعمنا لها مساعدتها ماليا وتوفير إمكانية تأسيس قناة تلفزيونية وإعطائها عقودا ومشاريع تجارية من حكومة بغداد الصديقة لنا ، وهذا أسلوب يجب المحافظة عليه من اجل إبقاء العراق موزع الو لاءات الطائفية حتى داخل الطائفة الواحدة وسيطرتنا على كل الأطراف السنية مع منحها الامتيازات التي تطمح إليها "
وتخلص الوثيقة إلى أن الهدف الأول والأخير في العراق هو منع عودة البعث ومواصلة تصفيته بكافة الطرق ومنها التصفيات الجسدية لقادته وقواعده وبلا أي رحمة بعد أن اكتشفنا انه رغم كل التصفيات التي شملت ألاف العبثيين فانه مازال قويا ويشكل الخطر الرئيسي علينا في العراق . وإذا نجح هؤلاء لا سمح الله في العودة للسلطة في العراق فان كل خطتنا العامة في العالم العربي و دول العالم سوف تتعرض لتحديات خطيرة وربما تجبرنا مرة أخرى كما حصل في عام 1980 على التحول من الهجوم الذي نشنه منذ إسقاط النظام ألصدامي إلى الدفاع داخل حدود إيران . ولذلك علينا أن لا ننسى أن هدفنا الأول هو تدمير البعث وإكمال القضاء عليه بلا رجعة .
أما الخطة الإيرانية الأخطر هي العمل على إحداث انشقاقات في صفوف حزب البعث بهدف حرفه عن أهدافه التي يسعى إليها , وتقول الوثيقة : "ونحن ألان ننسق مباشرة واقوى من الماضي وبصورة شاملة مع (....) من اجل التعجيل بتقسيم البعث من داخله والحصول على ضمانة ضم تيار باسم البعث إلى العملية السياسية في العراق وتحت خطنا وخطتنا ، فلا سبيل للقضاء على البعث ألصدامي إلا بشقه وتصفية المجرم عزة الدوري جسديا ولذلك لا بد من تحمل وجود تنظيم باسم البعث ينهي البعث ألصدامي ويعمل مع إخوتنا في العراق وان نتخلص من عقدة رفض التعاون مع أي بعثي , ولذلك ننبه إلى ضرورة قبول طرف باسم البعث والتوقف عن رفض كل بعثي .
البحرين :
وفيما يخص البحرين جاء في الوثيقة " يجب على أهل البيت وأنصارهم في البحرين زيادة الضغط على النظام، لان البحرين هي منطقة الضعف الرئيسية في دول الخليج الفارسي ونتوقع أن أمريكا وبريطانيا لن تستطيعا دعم الملك والنظام في حالة حصول مظاهرات وتواصلها وزيادة حدتها وعنفها ، وخطوتنا الراهنة هي تعبئة الرأي العام ضد الملك شخصيا وحاشيته السنية . ولذلك يجب أن نجبر النظام على قمع المظاهرات وقتل بعض المشاركين فيها من خلال استفزاز الجيش وقوات أمن النظام . وإذا حصل ذلك فان الثورة ضد النظام ستندلع وتزداد قوة وانتشارا وسوف يقف الرأي العالم العالمي مع الانتفاضة ويعزل النظام. إن استغلال صور الجرحى والشهداء الذين سيسقطون ونشرها على نطاق واسع سوف يوفر لنا القدرة على محاصرة النظام وإجباره على ارتكاب المزيد من الجرائم وهو ما نحتاج إليه بقوة لتحقيق احد أهم أهدافنا وهو تعبئة الجماهير في البحرين من خلال تكرار الاحتفال بذكرى قتل الشهداء وإقامة المأتم أسبوعيا وشهريا وفصليا وكل نصف سنة وسنويا حتى إسقاط النظام . إن الهدف المركزي لنا إسقاط النظام الملكي, وإقامة جمهورية إسلامية في البحرين, وان نتوخى تجنب إظهار ولاءها لإيران بل إظهارها كدولة مستقلة.و نقدم لها الدعم الكامل بصورة سرية ، لتمكينها من إعداد الوضع في البحرين خلال الفترة المقبلة لتحقيق الأهداف الأخرى الأهم ، كما يوفر لنا ذلك فرصة وضع كل دول مجلس التعاون الخليجي أمام أمر واقع سوف يؤثر بشدة على مواقفها ويجعلها تتقرب من جمهورية إيران الإسلامية وتقدم لها التنازلات لإرضائها , وهو ما نريده بعد إسقاط الملكية في البحرين .
أما الخطوة التالية بعد إكمال الإعداد النفسي والسياسي والاقتصادي فهي استغلال وجود أغلبية شيعية لإجراء استفتاء شعبي في البحرين لتقرير مصيرها بعد رفع دعوات من أنصارنا بضمها إلى إيران كمحافظة إيرانية سلبت منا بالقوة وبعد ذلك سوف تضم البحرين وتعود جزءا عزيزا من جمهورية إيران الإسلامية .
الكويت :
اما الكويت فهي محطتنا الثانية بعد البحرين في دول مجلس التعاون، لانها مؤهلة للسقوط بين ايدينا اذا احسنا التصرف، وعلينا استثمار قضية البدون ودفعهم للتظاهر للمطالبة بحقوقهم لان ما حدث في مصر وتونس يساعد على تلبية مطاليبهم الان وعلينا استثمار ذلك لأقصى حد وتشجيع مواصلة التظاهر ورفض انهائه حتى تتحقق المطاليب كلها، كما انه توجد مشكلة السلفيين مع رئيس الوزراء ورفضهم له وعلينا ان نوسع شقة الخلاف بدعم السلفيين او على الأقل من نستطيع التأثير عليه منهم خصوصا من اعضاء مجلس الامة، وتقديم اي دعم يطلبونه منا عن طريق جماعتنا في المجلس وهم ليسوا قليلين، وتطوير رفض رئيس الوزراء بتنظيم مظاهرات شعبية ضده نقوم بدعمها بما نملك من جماهير في الكويت بحيث نضع الأسرة الحاكمة أمام خيارين اما اقصاء رئيس الوزراء او مواصلة الاحتجاجات والمظاهرات وزيادة حدتها وقوتها وايصالها الى حد الاصطدام مع رجال الشرطة واذا نزل الجيش فان استفزازه كما طلبنا في البحرين واجب لأجل تصعيد عدم الاستقرار وتسخيرة لجعل اغلبية الكويتيين مع التغيير خوفا من المجهول والاضطرابات التي ستصيب اصحاب المال بخسائر كبيرة. اما اذا استجابت الاسرة الحاكمة واقصت رئيس الوزراء فانها فرصتنا التاريخية لتقسيم الاسرة الحاكمة واللعب على خلافاتها بكافة الطرق لاضعاف قبضتها على الكويت ودفعها لارتكاب أخطاء تؤدي لعزلها وضم اغلب السنة الينا. ويجب عدم نسيان الاجانب في الكويت فانضمامهم للانتفاضة ضروري جدا لذلك لابد من استغلال سوء معاملتهم والتمييز ضدهم لجرهم الينا وبذلك نضع الاسرة الحاكمة امام خيار واحد هو الاستقالة وترك الكويت لاهله من الاغلبية.
ان السلفية الكويتية منذ ضرب واهانة النواب متوترة بشدة وتريد الانتقام من الاسرة الحاكمة وهذه فرصتنا التي ربما لن تتكرر لتوجيه ضربات متتابعة ومنظمة ومدروسة للحكم واسقاطه في النهاية بالتعاون مع السلفية السنية والتي يجب ان نعطيها دورا كبيرا وفعالا في المرحلة الاولى وجعلها واجهة لعملنا لاجل ضمان اقامة جمهورية الكويت الاسلامية التي ستكون من الناحية الفعلية تحت تاثيرنا الكامل.
اما اذا لم تسقط الاسرة الحاكمة لاي سبب او طارئ فانه ولاجل عدم اعطاء المبرر لامريكا وغيرها للتدخل في الكويت لاحباط مخططنا فان تغيير فقرات من الدستور في المرحلة الاولى لجعل الاسرة الحاكمة تتقيد بدستور اكثر الزاما وتقييدا لصلاحيات الامير يجرده من اغلب الصلاحيات الحالية ويضع السلطة الفعلية بيد مجلس الامة، وعندها سوف نملك السلطة الشرعية الكاملة لتقرير مصير الكويت وحسم امره بصورة ديمقراطية مقبولة من الراي العام العالمي ولا تسبب لنا حرجا.
السعودية :
تتعرض السعودية لأسوأ حالة في تاريخها ففيها الان مشاكل خطيرة مثل عجز الملك عبد الله بسبب مرضه عن الحكم، وما ادى اليه ذلك من صراعات داخل الاسرة السعودية الحاكمة وبرزت ازمة ولاول مرة في تاريخ السعودية وهي انه لم يتم الاتفاق بعد على من يخلف عبد الله، وما زاد الطين بلة هو موقف امريكا من بن علي ومبارك ومساعدتها على اسقاطهما رغم انهما كانا من بين اهم ادوات امريكا وخدمها، فأدى ذلك الى تغلب مشاعر الخوف بل والرعب من (غدر) امريكا بالاسرة الحاكمة.
ان واجبنا الاول في السعودية هو التخويف من امريكا وزيادة مشاعر القلق منها لدى الاسرة الحاكمة واستغلال دعم امريكا للمظاهرات ومنع قمعها في مصر وتونس واليمن والجزائر وغيرها وهذا ما سينطبق على مظاهرات يجب ان تحدث في السعودية، لاجل اثبات ان امريكا اصبحت مستعدة للتخلي عن دعم الاسرة الحاكمة. فذلك سوف يسمح لنا بدخول هذه الاسرة والعثور على افراد منها لديهم الرغبة في التعاون مع ايران باي ثمن لمنع المظاهرات في المنطقة الشرقية او على الاقل منع تحويلها الى اداة انقسامات تطيح بالمملكة. وعلينا ان نبحث عن الامراء الذين يمكنهم تقديم خدمات لنا مقابل ضمان حمايتهم ودعم وصولهم للحكم. ولذلك يجب على اخواننا في شرق السعودية تنظيم مظاهرات تزداد قوة يوما بعد اخر وجر الحكومة جرا لضربها بقوة تسيل الدماء والقيام بحملات اعلامية ضخمة تركز الاضواء على ما يجري في السعودية. وعلينا تجنب اي شعارات طائفية فمثل الكويت يجب تجنب اي شعار طائفي لاجل اقناع السنة بان المظاهرات هي ضد النظام وليس ضد السنة وبذلك نكسر القوة الاساسية التي يعول عليها النظام وهي السنة. ومطاليبنا يجب ان تهتم بتحسين احوال كل السعوديين ماديا وتوفير فرص ممارسة الديمقراطية وتقييد السلطة الحاكمة بقوانين ودستور عصري يجعل الملكية مقيدة ودستورية.
ان اكثر من نصف قرن من الزمن حكمت فيه هذه الاسرة بالحديد والنار والتمييز الطائفي ونهب الثروات وحان الوقت لوضع حد لذلك مما يتطلب اشراك اكبر عدد ممكن من السنة في الاعمال المضادة للحكومة وتقديم تنازلات من قبلنا للزعماء السنة في هذه المرحلة خصوصا دعم تصدرهم للمظاهرات او اللجان التفاوضية او تولي مسؤوليات رسمية في اطار الاصلاح المنتظر.
اما الامارات وقطر :
فيجب عدم إثارة مشاكل معهما بتأثير تحقيق انتصارات في اماكن اخرى بل يجب التأني والانتظار فالامارات مركز تجاري دولي فيه مصالح دولية واقليمية كبيرة سوف تتاثر باي اضطرابات فيها وهذا ما سوف يعبئ الراي العام ضدنا ويزيد من امكانيات التدخل الدولي فيها، لذلك لا بد أن نستخدم اوراق قوتنا بحكمة وتأني وفي مقدمتها وجو د عدد كبير من الايرانيين في الامارات كمواطنيين وكعاملين والاهتمام بزيادة نفوذهم ودورهم عن طريق الضغط لاجراء اصلاحات تمنحهم المزيد من التأثير السياسي والثقافي خصوصا الضغط لاجل انتخابات ديمقراطية وتحويل الامارات الى امارة ديمقراطية حقيقية. ان النجاح في تحقيق ذلك في المرحلة القادمة سوف يمهد الطريق لنا للسيطرة بالديمقراطية على الامارات. اما قطر فانها تلعب دورا عربيا وإقليميا يخدمنا مباشرة سياسيا وإعلاميا عن طريق قناة الجزيرة التي تخدمنا وتقوم بالدفاع عنا بطرق مباشرة احيانا، وهي بلد صغير ليس اسهل من السيطرة عليه في المستقبل ولكن يجب ان نتذكر بان وجود اهم قواعد امريكا في قطر يشكل عاملا سلبيا بالنسبة لنا فهي محمية الان بقوة وتستخدمها امريكا لتنفيذ اهداف كثيرة لها في العالم العربي ولهذا قدمت على مصر والسعودية وشجعت على اهانتهما مرارا وتكرارا.
ويكفي في الامارات وقطر بعد تحقيق هدفنا في البحرين والكويت انهما ستكونان في حالة رعب من امكانية جعلهما مثل البحرين والكويت والعامل النفسي يجب ان يستغل بقوة لاجل الحصول على تنازلات كبيرة من الامارات وقطر تمهد لخطوات لصالحنا في فترة مناسبة ستاتي حتما وتستطيعون تحديد ما هي الخطوات المناسبة وفقا للظروف التي ستتكون بالتنسيق معنا. ويجب ان لاننسى ضرورة استمالة المزيد من امراء الامارات الى جانبنا فبعد تغيير البحرين والكويت سوف يزداد عدد الامراء الاماراتيين الراغبين بالتقرب منا وعندها سوف نوجه الامارات الوجهة التي نريد.
مصر ؛
اما في مصر فلدينا الآن خطة محكمة تنفذ بنجاح وفيما يلي اهم خطواتها:
1- بعد ان تم اسقاط مبارك وهو احد اهم اهداف جمهورية ايران الاسلامية،. وفي هذه المرحلة فان اهم هدفين لنا في مصر هما تحويل مصر من النظام الرئاسي الى النظام البرلماني لان النظام الرئاسي يضع بيد الرئيس صلاحيات كبيرة جدا تجعل بامكان مصر اتخاذ اي موقف بسرعة وبدون عرقلة من البرلمان لمواجهة مواقف واحداث مهمة في المنطقة، ولذلك فان النجاح في جعل مصر جمهورية برلمانية يتحكم فيها البرلمان في القرار النهائي وليس الرئيس أمر لا بد منه من اجل ضمان وجود اراء متناقضة في البرلمان تستطيع عرقلة السياسات المعادية لنا. والهدف الثاني الجوهري هو وصول الاخوان المسلمين الى البرلمان وحصولهم على عدد من النواب يجعلهم القوة البرلمانية الرئيسية فنوفر امكانية تعديل الدستور لجعل مصر ذات نظام برلماني.
2- اننا ننسق مع جماعة الاخوان منذ فترة طويلة ونتفق معهم على ضرورة اضعاف التيار القومي الناصري ومنعه من الوصول للسلطة بكافة الطرق لانه تيار عنصري علماني معاد لغير العرب ويحارب الاسلام والمسلمين مثل البعثيين، وهذا التنسيق لا يتناقض مع دعمنا لمرشح ناصري للرئاسة لان نجاحنا في اقامة صلات قوية مع كافة الاطراف المصرية ودون اي استثناء هو الذي سيمكننا من تحويل مصر إلى دولة صديقة تسهل تنفيذ اهدافنا الكبرى وبفضل النجاح في تحقيق هذا التحول سوف توجه ضربات خطيرة للبلدان العربية الاصغر التي ترى في مصر سندا لها في وقوفها في وجهنا مما يسهل السيطرة على تلك البلدان فيما بعد. وعلينا تذكر ان مجرد رفض جماعة الاخوان المسلمين الدعاية المعادية لايران والتي تقول اننا نريد اثارة فتن طائفية في مصر وغيرها وتاكيدهم ان ايران دولة اسلامية شقيقة لا تريد اثارة الفتن وانها ليست طائفية هو خير خدمة يقدمها الاخوان لنا تفتح الطريق لنا امام كسب اغلبية سنية في مصر تضع حدا للتيارات المعادية لايران هناك.
وعلينا ان نتذكر بان تحالفنا مع الاخوان في مصر سيساعدنا ايضا في تحقيق الهدف الاهم في مصر وهو نشر المذهب على نطاق واسع مستغلين الفقر والامية والامراض والاضطهاد للطبقات الفقيرة والمعدمة والقيام بمشاريع خيرية لمساعدة هؤلاء الناس على التغلب على مشاكلهم وعندها ننشر دعوتنا كما فعلنا بنجاح تام في سوريا وتكون لدينا طائفة من اهل البيت قوية وفعالة، ولذلك فان دعم جماعة الاخوان لنا عمل مهم جدا في ازالة المخاوف في الاوساط السنية المصرية منا، وعلينا ان ندفع الثمن الذي تريده جماعة الاخوان مهما كان كبيرا مقابل ذلك.
3 – لقد حققت الثورة الشبابية في مصر تحولات سياسية كبيرة جدا تتمثل في بروز تيار سياسي هو الاكبر الان وهو تيار الشباب الذي نجح في اسقاط مبارك ولذلك فمن الضروري ضمان النجاح في تحقيق عدة اهداف جوهرية اهمها
أ- علينا ان لا ننسى إن الأشخاص الرئيسيين في قيادة الشباب بعيدين عنا عقائديا فهم في غالبيتهم متأثرين بامريكا والغرب وهم يشكلون امل الغرب في اجراء تغييرات في مصر لصالحه وهذا يفسر الدعم العلني لهم من قبل امريكا والاتحاد الاوربي.
ب- علينا ان ندخل في صفوفهم عن طريق اصدقائنا المصريين ونستغل كل علاقاتنا بهم للوصول الى هؤلاء الشباب والبحث بينهم عمن يمكن ان يكون مع توجهاتنا الفكرية والسياسية، ولذلك يجب اعداد قائمة باسماء هؤلاء القادة الشباب مع تقييم شامل لكل منهم.
ت- تنظيم رحلات لهؤلاء الشباب الى ايران للتعرف على الحقيقة وتنظيف رؤوسهم من الدعايات المضللة حول ايران وكسبهم الى جانبنا.
ث- عزل من يرتبط بامريكا منهم برباط لا امل في فكه وكشفهم امام زملائهم الاخرين بكافة الطرق.
ج- الاهتمام بمن يتميز بانه عاطفي ومندفع وقليل الثقافة السياسية وابرازهم ودعم توليهم اماكن قيادية في حركة الشباب وفي التنظيمات السياسية التي من المتوقع انشائها في مصر، لان هذا النوع العاطفي والمتسرع خير من يخدمنا ويحقق اهدافنا الكبيرة فعلى الاقل انه مضمون بقيامه بنشر الانقسامات في صفوف الشباب والقوى السياسية نتيجة فورة العاطفة لديه وقلة ثقافته السياسية.
ح- لابد من ابقاء الصلات قوية مع كل الشباب مهما كانت مواقفهم غير متفقة معنا لاجل ابقاء خيط من التاثير عليهم مهما كان ضعيفا.
خ- اذا نجحنا في اقناع بعض هؤلاء الشباب بالزواج من ايرانيات فسوف نضمنهم كليا ونحدد نحن مستقبلهم السياسي. ولهذا يجب اعطاء منح دراسية لهم للدراسة في ايران على اوسع نطاق كما فعلنا في لبنان واليمن لتوفير فرص الزواج من ايرانيات اضافة لتثقيفهم بثقافتنا.
4 – اما بالنسبة للاقباط فان الامر الذي لا بد منه هو اقامة افضل العلاقات معهم من قبل انصارنا في مصر ومن قبل من يمثلنا رسميا ايضا اي السفارة. والسبب هو ان وجود علاقات دعم قوية مع الاقباط يضمن لنا وجود تأثير على كل الاطراف المصرية وتسهيل تقبلنا هناك كدولة وكطائفة صغيرة تتعرض للاضطهاد من قبل الاغلبية السنية. وعلينا ان نوضح للأقباط بان ايران لا تقبل باضطهادهم وإنها مع منحهم كامل الحقوق وان الشيعة في مصر يتعرضون للاضطهاد مثلهم، ولا بد ان نستخدم العناصر القبطية المتطرفة في تعميق الجروح بين الاقباط والسنة. وعلينا ان لا ننسى ان الأقباط مدعومين من امريكا والغرب لذلك فان علاقات طيبة معهم سوف تساعد على تحسين علاقاتنا بالغرب وتقليل عدائه لجمهورية ايران الاسلامية لان الاقباط سيكونون لوبيا داعما لنا.
5– اما في المرحلة الثانية من تنفيذ خطتنا في مصر فاننا وبعد اكمال اقامة علاقات ممتازة بالجميع مهما تناقضت مواقفهم العامة، وبعد توسيع نفوذ شيعة مصر فيجب دعم رئيس مصر من الاخوان المسلمين لتصبح هذه الجماعة القوة الرسمية التي تحكم مصر وذلك هدف كبير لنا لانه سيؤدي حتما الى زيادة الصراع السني القبطي وتحوله إلى اكبر تهديد لوحدة مصر وقوتها، بالاضافة الى انه سيجر العلمانيين واللليبراليين الى المعركة ضد حكم السنة وعندها لن نخشى وقوفنا مع الاقباط والعلمانيين ضد حكم السنة في مصر والعمل ضده ومن اجل اسقاطه دستوريا وجعل شيعة مصر يحققون مكاسب كبيرة جدا عن طريق دعم مطالب الاقباط والشيعة من قبل كل الاطراف العلمانية وغيرها والانتقال الى تفجير العنف لاجل ادخال مصر مرحلة فوضى شاملة تحرمها من لعب اي دور اقليمي, وتلك حالة تخدمنا على اعتبار ان مصر هي مركز الثقل العربي، كما انها تشغل مصر سنوات طويلة بالاضطرابات الداخلية ومستنقع الصراعات الطائفية بين السنة والاقباط وبين السنة والشيعة. ونحن نتوقع من وراء ذلك حصول تحولات طائفية ضخمة في مصر تجعل السنة اقلية وهو هدفنا النهائي في مصر. ان مصر المقسمة والمتصارعة طائفيا هدف ستراتيجي لايران لانها تضمن تحويل مصر من اكبر قوة عربية الى قوة ثانوية. وبعد ان دمرنا العراق كمركز يسد الطريق بوجه ايران فتحت امامنا كل الطرق للتدفق من العراق وانهاء فترة قيامه بما سمي ب (البوابة الشرقية) للعالم العربي والان جاء دور مصر وعلينا منع مصر لعدة عقود من لعب دور اساسي في العالم العربي.
سبل المواجهة ؛
لقد حان الوقت للقيام بخطوات إنقاذ جريئة وحاسمة لقطع الطريق على الخطوة القادمة الخطيرة ، ومن أهم الخطوات المطلوبة بصورة سريعة وبلا إبطاء ما يلي:
1 – تحقيق وحدة كاملة بين أقطار الخليج والمملكة العربية السعودية تتحقق في ظلها وحدة القوات المسلحة والأمن والاقتصاد والسياسة الخارجية. وإذا تعذر قيام الوحدة فلا اقل من قيام اتحاد فدرالي فعال وحقيقي يضمن الانتقال بالمنطقة من مرحلة التفكك والضعف إلى مرحلة القوة والمنعة الذاتيتين.
2 – التخلص نهائياً من كارثة الاعتماد على الحماية الأجنبية لدول المنطقة والاعتماد على الحماية الذاتية أولا والدعم العربي الفعال عسكريا وامنيا ثانيا ثم الأحرار في العالم دولاً وشعوب.
3- التقليص التدريجي للعمالة الأجنبية والاستعاضة عنها بالعمالة العربية التي لن تحمي عروبة الخليج فقط بل ستوفر أيضا للأجيال الجديدة هويتها العربية التي تشوهت في الأجيال الحالية نتيجة الاعتماد على العمالة الأجنبية والمناهج الدراسية الأجنبية والخادمات الأجنبيات. إن مخاطر العمالة العربية، إن وجدت فهي اقل بكثير من مخاطر العمالة الأجنبية كما أثبتت الأحداث الأخيرة التي أبرزت بقوة مخاطر السعي المحموم لضم أقطار الخليج العربي إلى دول أجنبية كإيران والهند وباكستان لإجراء استفتاء سكاني مما يقتضي من العرب جميعاً فضح أبعاد هذا المخطط التآمري وإجهاضه عبر إسناد دول الخليج العربي من أقطار الأمة العربية كلها.
4 – تخصيص نسبة معينة من موارد دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية لدعم الأقطار العربية الفقيرة وتحقيق التضامن العربي الحقيقي القائم على تعزيز الصلات الأخوية، والنسبة التي نقترحها ستكون اقل بكثير وبما لا يقاس من تكاليف الاعتماد على الحماية الأجنبية.
5- إعادة النظر بالمناهج الدراسية في دول المنطقة ووضع مناهج تعزز الهوية العربية وتقلل من التأثيرات الأجنبية، وخصوصا ترسيخ دور اللغة العربية في تنمية الاعتزاز بالانتماء القومي الأصيل للأمة العربية.
إن هذه الخطوات كفيلة بغلق أكثر المنافذ التي تتسلل منها عوامل الضعف والتفكك وتضمن بروز دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية بدور جديد قوي ومستقل وعربي التوجه والهوية.ليبقى الخليج عربيا ولأهله ولنقف متحدين بوجه الغزو الأجنبي وخصوصا الغزو الإيراني ألصفوي الذي يستهدف العراق ودول الخليج العربي وتثوير إمكانات الأمة العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية لدحر هذه الغزوات وقبرها في مهدها وتلكم مسؤولية أبناء الأمة العربية جميعاً حكاماً وشعباً في أقطار الأمة كلها لابد من النهوض الكامل بمتطلباتها للتعبير عن الوجود الحي للأمة العربية وقدرتها الخلاقة على مجابهة التحديات التي تواجهها وقهرها والانطلاق قُدماً في مسيرة النهوض الوطني والقومي والإنساني الشامل الذي جسدته مسيرة الجهاد والتحرير على ارض العراق ارض الكفاح والرباط والنهضة العربية الشاملة...
التعليقات (0)