أعربَت عدة أحزاب وحركات جزائرية مُعارضة ، عن إستيائها مما أسمته (تماطلا) حكوميا في الإستجابة لمطالبها ، لبدء (المُشاورات السياسية) حول الإصلاحات التي كان قد إقترحها رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة ، في خطابه الأخير المُوجه للشعب !..
هي إصلاحات كثيرة تلك التي تحتاج إليها الجزائر ، حكومة وشعبا ودولة !.. لكنها (متواضعة) حزمة الإصلاحات التي تقدّم بها بوتفليقة ، وسطحية !.. لأن الجزائر تحتاج إلى ما هو أعمق من مجرد الدعوة إلى التشاور من أجل التشاور !..ويستحق شعبها ما هو أفضل من أساليب (الترقيع) الحكومية ، بإجترار رزنامة مقرّرات كانت (حبرا مُسالا على ورق) منذ العام ألفين وخمسة ، من مثال القوانين (الجديدة القديمة) لقانون الأسرة والمرأة !..
الشعب الجزائري يستحق إحتراما من حكومته الرسمية ، ومن أحزاب المُعارضة على حدّ سواء !.. والإحترام المُستحق على الحكومة ، بأن تتوقف عن الإستخفاف بعقول المواطنين ، بإعادة تقديم وعود لم تنفذها فيما مضى ، وتطرحها على (طاولة النقاش) من جديد قبل أن تشرع في تنفيذها ؟!.. فكم سيطول إنتظار الشعب بعد ، حتى يشهد بزوغ فجر تلك الإصلاحات برأي الحكومة الموقرة ؟!..
وعلى الحكومة أن تكف عن المُماطلة ، والإلتفاف على المطلب الشعبي الأساسي في إجراء إصلاحات جوهرية ـ كحل للبرلمان ، وتعديل بعض مواد الدستور للحد من تدخل المؤسسة العسكرية والجيش في سياسة الدولة ـ بطرحها لمشروع إصلاحي يستهدف الشعب ـ وبعض فئاته (الأكثر تأثرا وحساسية) كالمرأة ـ ولا يستهدف نظام الحكم ؟!.. لأن النظام هو الذي يحتاج إلى إصلاح وليس الشعب ؟!..
أما الإحترام المُستحق للشعب على أحزاب المعارضة ، فهو أن تتوقف عن إضاعة وقته (بالمُمانعة) من أجل المُمانعة !.. وإلا فكيف نفسر الطلب (التافه) الذي يُعيق إنطلاق تلك المُشاورات ، والمُتمثل في (النقل الإعلامي المُباشر) لجلساتها ؟!..
المُعارضة تريد أن تنشر غسيلها وغسيل الحكومة أمام الشعب ، حتى يكون الشعب (على إطلاع بخبايا نظامه) على حد قولها !.. رغم أنه لم يعُد شيئا يخفى من عورة نظام جزائرالعزة والكرامة على مواطن البطالة والفقر والمهانة ؟!..
وبالعودة إلى حزمة الإصلاحات التي تقدّم بها بوتفليقة ، فهي ليست وحدها ما يُطرح التساؤل حول جدواها في ظل الفساد الذي ينخر عظم المؤسسات الحكومية ، وهو إذ ذاك كمن يعتني بظاهر الجسد فيما يترك باطنه عليلا وسقيما ؟!.. بل أيضا في جدوى الدعوة إلى تخليص النظام الجزائري من هيمنة العسكر ، وبإجراء إصلاحاتٍ أصلا ، بإشراك جنرال متقاعد من المؤسسة العسكرية في عملية الحوار ؟!.. وتقديمه للشعب في صورة المستشار (الناصح والأمين) ، و(سفير سلام) المؤسسة العسكرية إلى الشعب يحمل إليه ورود ووعود الديمقراطية ؟!...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن | 23 . 05 . 2011
التعليقات (0)