لفت الدكتور عدنان عيدان المتخصص بالترجمة الآلية إلى أن عصر التقنيات الإلكترونية الحديثة وعالم الحاسوب والإنترنت "فتحت مجالات رحبة أمام الجميع، بحيث أصبح كلّ منا كاتباً ينشر إنتاجه على الشبكة العالمية بيسر وسهولة".
وأضاف أن هذا الفتح لم يكن بدون أعراض جانبية على اللغة العربية، فقد امتلأت صفحات شبكة الإنترنت وخصوصاً مواقع الدردشة بالنصوص التي يجهل كتابها أبسط قواعد اللغة العربية، ما يقلّل من القيمة الأدبية واللغوية لكتاباتهم.
وأوضح من جهة أخرى أن استخدام الآلة في الكتابة بهذا اليسر وبخيارات عدة، ينسج أرضية خطيرة ويتربى الكثيرون على أخطاء شنيعة، ويؤسس لعادات كتابية بعيدة عن ضوابط اللغة العربية وقواعدها.
ويستطرد "أما إذا انتقلنا إلى الصحافة المطبوعة فنجد الكثير من الصحف المعروفة لا تفرق بين حرف الياء المقصورة (ى) وبين الياء العادية كما في حالة (على) و(علي)، و(أخري) و(أخرى)، و(إلى) و(إلي)، وهي أخطاء شائعة في صحافتنا العربية".
وحذر الدكتور عيدان من أن هذه المشاكل يمكن أن تأخذ أبعاداً خطيرة إذا ما وضع في الاعتبار وجود 54 مليون مستعمل لشبكة الإنترنت في العالم العربي و50 مليون آخر حول العالم يستخدمون الإنترنت باللغة العربية.
وأكد أن هذه الزيادة الهائلة في النصوص العربية المنشورة لم يحصل لها مثيل من قبل حتى في العصر الحديث، ففي الماضي لم يكن ينشر لغير الكتاب المحترفين المعروفين تقريباً، كما أنّ عامة الناس لم تكن تجرّب حظها في الكتابة أكثر من الرسائل المتبادلة. وبمعنى آخر لم يجد ما يكتبه الإنسان العادي للقراء خارج دائرة المرسل إليهم، أما اليوم فالعالم واسع وهناك مئات الملايين من القراء الذين قد يقع أمامهم النص ويمكن أن يقرؤوه، وهنا تصبح خطورة انتشار الأخطاء كبيرة، وبالتالي تعوّد الناس عليها مما يضعف قابلية اللغة الصحيحة على الانتشار.
التعليقات (0)