ليبيا... عزيزة إلى النفس ، يحبها فؤادي ، يعشقها قلبي، تهفو وتصبو إليها روحي ، لي بها من الاصدقاء والاحباب الكثير المنتشرين بالمدن اليبية تأتي في مقدمتهم البيضاء البضة والدر المكنون ، درنة همسة البحر ، بنغازي التاريخ ، مصراتة مدينة الحديد والنار ، طرابلس عروس البحر ، شكلت حياة أهلها وقيمهم وثقافتهم جزءاً كبيراً من الوجدان والروح ، عشت بها أجمل وأندى سنين الصبا لا تزال وستظل ذكرياتها محفورة بالخاطر ، منقوشة على البال ، رغم غيابي عنها لأكثر من عشرة أعوام إلا أنها لاتزال مبعثاً للكثير من أحلامي.
لم أعرف إنسانها إلا شجاعاً صنديداً، كريماً بأصله، معتزاً بدينه ، غيوراً على أرضه وعرضه ، وقوراً ، ممتلئاً بالإباء والشموخ ، محباً لأهله ووطنه، لا يهاب الشدائد ، ولا يخشى المخاطر. عندما تفجرت ثورة شعبها على الظلم والجور والاستبداد والطغيان كنت اتابع أخبار الحبيبة ساعة بساعة اتنقل من قناة إلى أخرى وأدعو الله للثورة في سري وعلني .
اليوم وبعد انتصار الثورة ، وتحرر إنسانها من قيده وأسره الذي تطاول أمده وادلهم ليله فلبثت ليبيا في دياجيره صغيرة مهانة ردحاً من العقود العجاف . الحادبين على ليبيا وأهلها أراهم مشفقون عليها لما يجري بأرضها ، إلا أنني وعلى عكس الكثيرين منهم أرى أن هذه الاحداث والتداعيات ما هي إلا دليل صحة وعافية ففي عهد الحريات والديمقراطيات التي تأتي بعد عقود متطاولة من الدكتاتوريات والطغيان يكون المخاض العنيف والتغيير الثوري جذرياً .
وليبيا إذ تتنسم وتستنشق هواء الحرية والانعتاق كان لابد من حدوث مثل هذه التجاذبات والتقاطعات والتفلتات ، فالثورة الفرنسية ظلت في حالة مخاض أليم لعقد من الزمان سألت خلالها الكثير من الدماء مهراً للثورة والحرية ، ورويدأ رويدأ ما لبثت الأوضاع أن هدأت وانزاح الكابوس الجاثم على الصدور.
يعتقد البعض أن نقل ما يجري على أرضها من تباين واختلافات وصراع إلى المدونات الإلكترونية وصفحات الفيس بوك مهدد لأمن الثورة وأنجازاتها إلا أنني رغم تعارض وتشاكس العديد من الآراء والحدة في طرح وجهات النظر الآراء وتبيانها أشعر بأن روحاً جديدة وطموحة تتخلق بإنسانها وإن عاب بعضهم هذه الظاهرة ، ذلك أن من مزايا الحرية والديمقراطية أن نستمع لكل رأي وأن ننصت لكل فرد وان نمعن البصر لكل وجهة نظر حتى وإن كان أصحابها من الحمقى والمتهورين فالرأي بالحجة والمنطق والعقل يفند ، لا بالسيف يكبت ، فليدلو الكل بدلوه وليكتب كل إنسان ما يحلوا له وليعبر عن مايجيش بنفسه دون إسفاف وإبتذال او تحقير للآخرين ، وليكن شعار الجميع في هذه المرحلة رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ، وفي نهاية الامر لا يصح إلا الصحيح ولاينهض برجليه إلا السليم المعافى ، ولا يبقى في الارض إلا ما ينفع الناس والوطن وأما الزبد فيذهب جفاءً .
ودمتم بخير أحبتي بليبا الحرة
التعليقات (0)