مواضيع اليوم

مخاصمة الأبجدية


مفتونا بالكتابة لكني لا أكتب ربما نبحث عن مالايجدي حين نكتب ام اننا نخجل من تعرينا امام الحبر .الحبر الذي يدمغ ذاتنا حين نكتب خلودا او نسيانا .الوم بني جلدتي على قلة التاليف والكتابة والوم نفسي لاني لا اكتب .عداوتنا مع الحبر ربما ازلية موروثة ، جعلتنا نتعامل مع دنيانا على انها دنيا لاكثر، مفتونون بالرحيل أكثر من الخلود على عكس شعوب العالم لم ار في حياتي من يمجد الموت مثلنا ليس مثل ما فعل الاخرون بالنحت على الحجر والتصاوير وانما بالتهميش والنسيان.انتقمنا من الموت بالموت صمتا، في حياتنا الكثير لنكتبكة. نعم نكتبه ونروية وان كنا شعوب تحب الرواية . الفنا كثيرا ملانا المكتبات ببنات افكارنا لكنا لم نخط حرفا .كتبنا على مخيلتنا التي لايستطيع ان يفك شفرتها احد مثل لغتنا القديمة التي لازالت تسعصي على علماء الاثار واهل اللغات .قرات مرة ان تاريخنا ظل مجهولا لان اهل حضارتنا القديمة لم يكنوا يحبون الكتابة لم يسجلوا تاريخهم ولم يقلدوا جيرانهم بالرغم من كل التاثير والتاثر ،يالنا من أناس مفتونون بالنسيان .حين نمت الابجدية وترعرعت في حضن المتوسط كنا مولعين بالحكاية والسرد من الافواه الى القلوب ربما غلبت أفريقيتنا على بعدنا المتوسطي ارواح هناك وقلوب هنا اوربما العكس. افريقيا المفعمة بالطالسم والعرب المفتنون بالرواية و البلاغة، مرة قال سنغور :كل افريقي يموت يدفن معه جزاء من التاريخ .هكذا فعل اسلافنا وسنفعل نحن باحفادنا .ربما لم يكونو فخورين بما فعلوه وقطعا نحن لسنا فخورين بما فعلنا فلم الكتابة؟ ماذا نريد؟ لم يعجبنا قط مافعلناه أوماكتبناه كنا خجولين من أنفسنا .سمعت الطيب صالح مرات عديدة وهو يردد جملته الاثيرة أنا لم افعل شيئا؟؟؟ اهو التواضع ام البحث عن الكمال في عالم مفطور على النقصان ؟ يالها من نفوس لاترتاح ،وحق لها الا ترتاح فالكتابة فعل مريح رغم عنائه سمعت مرة شاعرا يقول ان القصيدة في داخله تظل تتفاعل مثل الجرح "المنوسر "وتصيبه بالقلق حتى تخرج بعدها يغط في نوم عميق كإمراة وضعت وليدها بعد عسر شديد ،وبعد ذلك لايأبه بها ،قالوا ان ادريس جماع كان مفتونا بالكتابة على الرمل على ضفاف النيل بالحلفايا يكتب قصيدته ويذهب وهو لايلوي على بال ،ولولا منير صالح عبد القادر الذي كان يتابع خطاه لضاع الكثير من شعره، وربما ضاع من يدري .؟
مرة حكى محمد المهدي المجذوب أن اجمل شعر قرأه في حياته لقيه في عربة " فرملة " باكسبريس حلفا واقسم صاحبه على المجذوب الا يتبعه المخطوط والا يحدث به الناس فقط كان كمساري فرملة يهوي كتابة الشعر وإن كان أجمل شعر قرأه المجذوب وليس رجلا من غمار الناس .كل شي لدينا لايتعدى الهواية ،الحياة نفسها بالنسبة لنا هواية لم نحترفها يوما.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !