مواضيع اليوم

محور الوجـود !

عبدالسلام كرزيكة

2009-10-15 14:56:26

0

 

بعدما خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام ، وبعدما خلق منه زوجه ، أدخلهما الجنة ، مُختصراً بذلك رحلة الشقاء والعناء عليهما ، ومنحهما حرية التصرف بما فيها ، عدا شجرة واحدة حذرهما من الإقتراب منها ، كما أنه حذرهما من خطورة عدوهما الشيطان وقدرته على التضليل والإغواء ....
الشيطانُ نفسه كان يعيش قبل ذلك بكثيرعلى الأرض بين معشر الجن الذين طغوا ، وكفروا ، عداه هو ظل عاكفا على عبادة الله بينهم ، صابراً على ذلك حتى اصطفاه ورفعه ليعيش بين الملائكة أعلى عليين ...
في الجنة تقاطعت سبُل الإنسان والشيطان ، لأن الأخير عرف أن الأول خلِق ضعيفًا ، فدخل عليه من هذا الباب ، ومنّاهُ بمُلكٍ لايفنى ، ما يعني القوة له ، والسلطة والسطوة ..ودله على تلك الشجرة التي كان منهياً عنها ، وشجعه على تناول ثمرها .. ففعل ..
فأخفق آدم في الإمتحان ، وأنزل إلى الأرض ليشقى فيها ، تكفيراً عن ذنبه ، وليتوب عليه ربه ويُعيده إلى النعيم الذي كان فيه ، والذي خُلِق مِن البدايةِ لأجله..
من هذا المُنطلق نتبين أن رسالة آدم وذريته الوحيدة في الحياة هي عبادة الخالق ليعودوا إلى نعيمهم هناك ، ورحلتهم تلك صعبة وبجانبهم عدوٌ أغوى أباهم قبلهم ، وطلب من الله أن يُنظره دون موت حتى يُبعثوا جميعًا ، وحلف على غوايتهم عن سُبل الرحمة والرشاد إلى سبل الغي والفساد ، فقط لكي لايدخلوا ذاك النعيم الذي حسد أباهم على البقاء فيه ..ولأن الله صبور ، ولأنه أنزل آدم إلى الأرض للإمتحان ، لبىّ رغبة الشيطان في الإنظار رغم عصيانه ، ورغم غضبه عليه ، ورغم قدرته على منعه ، ومنحَهُ حرية إغواء أبناء آدم ، واستثنى منهم (المتقين) : وهم من يخافونه بظهر الغيب ، وتحداه أن يُغويهم أو أن يضمهم تحت لوائه ، أو أن يكون له عليهم سلطانٍ ومهما كان...
إذن بالنظر إلى المُعطيات يظهر لنا جلياً أن الله هو خالق كل موجود ، وهو محور كل الوجود ، فهو من قال :(وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدونِ ، وما أريدُ منهم من رزقٍ وما أريدُ أن يُطعمونِ) ..فدورهم الوحيد الذي من أجله خلقوا هو عبادته ، لتأتيهم أرزاقهم حتى ولو كانوا متبطلين عن الإسترزاق ،أو فقراء مُعدمين ، والتاريخ البشري يُثبت ذلك ، ورسُل رب العالمين ما بُعثوا إلا لترسيخ تلك الحقيقة ، فاليهود حين كانوا شعب الله المُختار كانت تُنبت لهم الأرض أرزاقهم ، دون عناءٍ ولا جهدٍ يُذكر ، كل ذلك ليهتموا بأمر العبادة فحسب ، وبعدهم مريم العذراء التي كان زكرياء يدخل عليها محرابها الذي لم تكن تخرُجُ منه ، فيلقى عندها أرزاقاً هي من عند رب العالمين ..!
ومن منظورٍ آخر هناك تداول لمعلومة لاأعرف مدى صحتها ، أن الكعبة المشرفة هي محور الكرة الأرضية ، والكعبة هي قبلة المسلمين التي يتوجهون من خلالها إلى ربهم بالصلاة والدعاء والعبادة ، وإن صحت معلومة مركزيتها لكوكب الأرض فذاك دليلٌ آخر على أن الله هو محور الوجود البشري ، وعبادته تغني عن كل ماسواه من شؤون الحياة ، وهذه حقيقة لاتنفيها لامركزية الكعبة.

تاج الديـــن : 2009

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات