مصطفى زهوان: تحويل النفايات إلى منافع
استطاع مصطفى زهوان ابتكار جهاز يعيد استهلاك الزيوت المستعملة من طرف المحركات، وأيضا توصل إلى اختراع هام آخر أولته أبرز وسائل الإعلام العربية اهتماما خاصا، ويتمثل في تحويل بعض النفايات المنزلية إلى مواد قادرة على عزل الصوت والحرارة والبرد، وتحويل البلاستيك إلى صباغة و"زفت". كما ابتكر جهاز إنذار مبكر للفيضانات يتم التحكم فيه عن بعد، وتم اختراعه سنة 2004 بعد أربع سنوات من البحث.
وبعد ثلاث سنوات من البحث توصل مصطفى سنة 2007 إلى اختراع يمكّن من التخلص من أكياس البلاستيك وتحويلها إلى سائل نافع يُستعمل كصباغة ذات جودة عالية، تستخدم مثلا في تحديد الخط الأبيض الذي يحدد السير في الطرقات، كما يمكن استعماله بدل الإشارات الضوئية الطرقية (الحجرات الحمراء والخضراء)، وكذا صباغة الأرصفة، وهي تقاوم الرطوبة والحرارة وتصلح للشوارع والطرقات التي توجد في المناطق الصحراوية والشاطئية، وليس لها أي تأثيرات ملوثة. علما أن إن المغرب ،حسب دراسة لخبراء دوليين أجريت سنة 1998، يستهلك ثلاثة ملايير كيس سنويا (أي ما يعادل أزيد من 30 مليون طن من الأكياس سنويا.) ويمكن استعمال كل هذه الأطنان في مجالات نافعة. وقد حلّ خبيران فرنسيان صيف 2007 رفقة خبيرين مغربيين من أجل الوقوف على هذا المشروع ، وكانوا مستعدين لدعم المشروع بمبلغ 3 ملايير أورو، لكنهم لم يجدوا آذانا صاغية فانصرفوا.
لم يكتب له أن يجتاز مستوى الخامس ابتدائي، لكنه استطاع أن يخوض عالم المبدعين والمخترعين باختراعاته المتعددة وأن يثبت موقعه بينهم.
أطلق أول اختراعاته سنة 1997 ، بتوصله إلى إمكانية إعادة استهلاك الزيوت المستعملة من طرف المحركات، وهو الاختراع الذي حصل به على جائزة الحسن الثاني والميدالية الذهبية خلال الصالون العالمي للاختراعات الذي نظم بالدار البيضاء سنة 1998 بحضور ستة حكام وخبراء دوليين، و كلفه الاختراع خمس سنوات من البحث، وكل ما جناه هو ضجة إعلامية تبخر صداها سريعا .
إنه موظف بسيط بالمديرية الإقليمية للتجهيز بابن سليمان، يصرف راتب الأسرة في اختراعات غالبها يسعى لواقية الإنسان. لم يكن مصطفى زهوان يدرك أن مجهوداته التي كلفته عدة سنوات من البحث والتنقيب ،سيكون مآلها الأخير رفوف منزله الصغير، بمجرد حصوله على شواهد براءة الاختراعات من المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية. ولم يكن ينتظر وهو الموظف البسيط ، الذي كلفته الاختراعات قروضا بنكية واقتطاعات شهرية أثقلت كاهله ورهنت مستقبل أفراد الأسرة وحولت راتبه الشهري الهزيل أصلا إلى مجرد دريهمات بالكاد تسد رمق الأسرة- المكونة من الزوجة وثلاثة أطفال- في جحيم البؤس والانتظار، على أمل أن تلقى اختراعاته من يخرجها إلى حيز الوجود.
خليلة بنزيزي و عبد الرحيم كريم وحدهما جنون الابتكار
اختراعا آلة تحل محل الصحن البارابول، يمكن وضعه في فناء البيت، ولم لا اصطحابه إلى نزهة عائلية، أو تستفيد منه القرى والبوادي.
فائدة هذا الاختراع، لا تكمن في حل مشاكل الصعود والهبوط إلى سطوح المنازل، أو تثبيت الصحن المقعر على واجهات شرفات العمارات، بل في إضفاء جمالية على المدينة التي أصبحت سطوحها شبه حقل للفطر.
إن خليلة بنزيزي، وزميلها في ميدان الاختراع عبد الرحيم كريم، لم يجدا في بداية حياتهما من يوجههما التوجيه السليم في مجال البحث العلمي، ومجال الاختراع، فخليلة المنحدرة من عائلة متواضعة بالعكاري، درست في مدرسة عمومية إلى غاية الباكالوريا، لظروف عائلية تزوجت صغيرة السن، تعمل في كلية العلوم محضرة بمختبر ، وهي أم لابنين، مولعة بالاستطلاع وحب الاستكشاف. أما زميلها عبد الرحيم كريم، المنحدر من عائلة متوسطة، حصل على شهادة في الإلكترونيك مكنته من ركوب مغامرة الاختراع مع خليلة واختراع الملتقط الهوائي لم يكن العمل الوحيد المشترك بينهما، بل سبقه اختراع لمنظار بواسطة هاتف متنقل، واختراعات أخرى.
غير أن الاثنين يبديان تذمرهما من عدم الاهتمام بالمخترعين، والاختراعات، رغم إبداء بعض المسئولين إعجابهم بعمليهما لكنه ظل إعجاب لا يسمن ولا يغني من جوع. وقد ظلا يطالبان بضرورة الاعتناء بالباحثين، والمخترعين، والاستفادة منهم، بدل أن تقطف الدول المتقدمة ثمارهم.
اشتغلا المخترعان على الجهاز مدة سنة ونصف، وطورا حجمه وقطره وسرعة الالتقاط ونظام وحدة توجيهه صوب الأقمار الاصطناعية، في ظروف صعبة، كانا في بعض الأحيان يقتطعان من مصروف عائلتيهما لاستكمال الاختراع.
وهذا الملتقط الهوائي متعدد الاستعمالات، إذ يمكّن من اكتشاف الألغام ويقوم بدور المراقبة والحماية كرادار سواء في المجال البحري أو غيره، كما يمكن استعماله في البث الإذاعي والتلفزي والإنترنت وفي المجال الطبي، بل يتعدى ذلك إلى الكشف عن الإشعاعات النووية وغيرها من الأغراض.
سيارة تستهلك لتر من البنزين لقطع 100 كلم
توصل طلبة من المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمدينة أكادير ، إلى اختراع سيارة اقتصادية تحقق المحافظة على البيئة. إذ تمكنوا من ابتكار سيارة تستهلك لترا واحدا من البنزين لكل مئة كيلومتر.
وهي السيارة تعمل بمحركين أحدهما عادي يشتغل بالبنزين ، والثاني كهربائي ببطاريات خاصة تزويد بما يكفي من التيار الكهربائي. واستعمل المخترعون مادة الألمونيوم الخالص، حيث لا يتعدى وزن السيارة 145 كيلوجراما.
كودان بن محمد الوجدي صاحب الشمس التي لا تغيب
تمكن المغربي كودان - الحاصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية والدكتوراه في الطاقة الشمسية - من التوصل سنة 2006 – بعد عودته إلى الوطن بعد أن كان يشتغل في مجال الطاقة الشمسية بأكاديمية العلوم بصوفي- إلى اختراع تجريبي، الأول من نوعه متعلق بالمجال النووي. وذلك باستعمال الثقب السوداء يزود كل طابق في أي برج طاقي بشمس خاصة به، وهو الاكتشاف الذي لم يتمكن العلماء من قبل من التوصل إليه. إذ بقيت هذه المعادلة الصعبة في مربع ما هو نظري فقط. والخلاصة من هذا البحث، هو استطاعته تحييد الأشعة ذات النشاط الإشعاعي الناتجة عن استعمال الثقب السوداء، و هذا بحث متقدم جداً عن البحوث العلمية العالمية التي لم تستطع تحويل هذه المادة إلى مصدر للطاقة.
أما الاختراع الثاني، فقد تمكن كودان بفضله ابتكار "مادة شمسية" مكونة من 12 عنصرا.
وقد أقرّ المخترع المغربي أنه باستعمال "سوبير ديود"، يمكن للمغرب من خلال هذا الاختراع أن يحل مشكلة الطاقة الكهربائية، إذ باستطاعة ما توصل إليه أن يزود البلاد بالإضاءة 24 ساعة على 24 ساعة لمدة مائة سنة، دون أن ترتفع حرارة هذه المادة. كما أكد أن هذا الاختراع الجديد من نوعه يعبأ طاقيا لمدة 15 دقيقة فقط. وباستطاعة هذا الاختراع، الذي يعتبر طاقة بديلة، أن يجعل المغرب في المراتب الأولى في العالم من الناحية الطاقية. كما سيؤثر بشكل إيجابي على المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وقد سبق لكودان أن توصل برسالة من الإدارة العامة للطاقة والمواد الأولية التابعة للحكومة الفرنسية تشير إلى الأبحاث التي أنجزها ، والتي أثارت اهتمام الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" وقتئذ، خصوصا اختراعه الذي يحمل اسم "برج الطاقة" الذي يروم إنتاج الطاقة النووية. إلا أن العالم المغربي فضّل أن يكون بحثه وما توصل إليه من نصيب وطنه لجعله في المراتب الأولى في مجال إنتاج الطاقة البديلة في العالم.
التعليقات (0)